في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيسون الأبرار المستشهدون في دير القدّيس سابا *الشّهيدات ألكسندرا واللّواتي معها *القدّيس البارّ نيقيطا، أسقف أبولونياس *الشّهداء روديان وأخيلا الوالي ولوليون وعمّانوئيل *الجديد في الشّهداء ميرون الكريتيّ *الشّهيد أفروسينوس الرّوسيّ البارّ *أبونا الجليل في القدّيسين كوتبار، أسقف لينديسفارن *الشّهيدة فوتيني السّامريّة *الشّهيدان يوسف ولوقا الأنطاكيّان *الشّهداء السّوريّون السّبعة.
* * *
✤ القدّيس الجديد في الشّهداء ميرون الكريتي (+1793 م) ✤
أصله من كريت. أبدى، منذ الفتوة، حكمة تضاهي حكمة الشّيوخ ومحبة للبتولية شديدة. امتهن الخياطة وكان نزيهًا. اجتنب معاشرة المسلمين المجاورين لمحلّه. حقد هؤلاء عليه فدفعوا صبيًا، ذات يوم، إلى الإدعاء على ميرون بأنه حاول الاعتداء عليه بالقوة. جُرَّ إلى أمام القاضي جرًّا فأعلن لا فقط انه لم يرتكب هذا الجرم بل أيضًا انه يجهل انه يمكن للذكور ان يرتكبوا مثل هذه الفاحشة. لم يصدقه أحد وكان الجمع يتهدّده فخيّره القاضي بين الإسلام والهلاك. فأجاب لتوّه انه يموت ولا يكفر بالمسيح. أشبعوه ضربًا بالقضبان وألقوه في السّجن ثم أوقفوه للإستجواب من جديد. بقي لا يتزعزع ولا يبالي بالوعود المغرية إلى ان لفظوا بحقّه حكم الموت فتقبّله بصمت. في الطّريق إلى موضع الإعدام التقى مسيحيّين فسألهم العفو ثم ارتمى عند قدمي أبيه في الجسد، وكان قد تبعه منتحبًا، وطلب منه البركة داعيًا إياه إلى الاعتصام بالصّبر وان لا يحزن لموته. أخيرًا أسلم نفسه إلى الجلاّدين بهدوء. تلك اللّيلة عينها، إذ كان معلّقًا على المشنقة رأى الحرّاس نورًا سماويًا يغطّيه.