في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهيدة المجيدة مارينا *أبونا الجليل في القدّيسين أوفراسيوس أسقف إيونوبوليس (بفلاغونيا) *القدّيس لعازر جبل جيلاسيوس *القدّيس البارّ ليونيد النوفغوروديّ *القدّيس البارّ إيرينرخوس الرّوسيّ *شهداء سِلِّي، سبيراتوس ورفقته.
* * *
✤ القدّيسون سبيراتوس ورفقته، شهداء سِلِّي (~180م)✤
قضى هؤلاء القدّيسون في زمن كومّودوس قيصر، الابن المعتوه لماركوس أوريلوس، حوالي العام 180 م. أعمال استشهادهم هي من أقدم ما وصلنا وهي أصلية. سِلِّي، فيما يظنّ، مدينة صغيرة في إفريقيا الشمالية. أعمالهم وصلتنا باللاتينية. دونك النصّ كاملاً:
“لمّا كان بريسنس، للمرّة الثانية، وكلوديانوس قنصلَين، في اليوم السابع عشر من تموز، في قرطاجة، أُوقف في قاعة المحكمة سبيراتوس ونارتزالوس وسيتينوس ودوناتا وسكوندا وفستيا.
- ساتورنينوس (قائم مقام القنصل): بإمكانكم أن تحظوا بعفو سيّدنا الإمبراطور، إذا عدتم إلى صوابكم.
- سبيراتوس: لم نفعل البتّة شيئاً رديئاً ولا أسلمنا أنفسنا للخطأ ولا تكلّمنا بالسوء، ولكن لمّا عوملنا بالسوء رفعنا الشكر، لأنّنا ندين لقيصرنا.
- ساتورنينوس: نحن أيضاً متديّنون وديننا بسيط ونحلف بعبقرية سيّدنا الإمبراطور ونصلّي لأجل خيره كما يجب عليكم، أنتم أيضاً، أن تفعلوا.
- سبيراتوس: لو كنت تعيرني، بسلام، انتباهك لشرحتُ لكَ سرّ البساطة.
- ساتورنينوس: لن أُعيرك انتباهي متى شرعت في التحدّث بالسوء عن طقوسنا المقدّسة. بالأحرى عليك أن تحلف بعبقرية سيّدنا الإمبراطور.
- سبيراتوس: أمبراطورية هذا العالم لست أعرفها، بل أنا، بالأحرى، أخدم ذاك الإله الذي لم يره إنسان ولا يمكنه، بهاتَين العينَين، أن يراه. لم أسرق. ما لديّ اشتريته، أؤدّي الضريبة، لأنّي أعرف سيّدي، ملك الملوك وأمبراطور كل الأمم.
- ساتورنينوس (للبقيّة): كفّوا عن هذا الاعتقاد.
- سبيراتوس: الاعتقاد السيّء هو أن نقتل، أن نشهد بالزور.
- ساتورنينوس: لا تشتركوا بهذا الجنون.
- سيتينوس: نحن لا نخشى أحداً غير الله ربّنا الذي هو في السماء.
- دوناتا: نكرم قيصر بصفته قيصر لكنّنا نخاف الله.
- فاستيا: أنا مسيحيّة.
- سكوندا: ما أنا عليه، إيّاه أتمنّى أن أكون.
- ساتورنينوس (لسبيراتوس): أمُصِرّ أنتَ على كونك مسيحياً؟
- سبيراتوس: أنا مسيحي. (ووافق الجميع على قوله).
- ساتورنينوس: أتريدون فسحة لإعادة النظر في الأمر؟
- سبيراتوس: في مسألة واضحة قويمة كهذه لا مجال لإعادة النظر.
- ساتورنينوس: ما الذي تختزنه في صدرك؟
- سبيراتوس: كتب ورسائل بولس الذي كان رجلاً باراً.
- ساتورنينوس: خذوا فترة ثلاثين يوماً وفكِّروا في الأمر مليّاً.
- سبيراتوس: أنا مسيحي. (ووافق الجميع على قوله).
- تلا ساتورنينوس المرسوم من اللوحة: سبيراتوس، نارتزالوس، سيتينوس، دوناتا، فستيا، سوكوندا والباقون، لمّا كانوا قد اعترفوا بأنّهم يحيون بحسب الطقس المسيحي وبما أنّهم بعدما أُتيحت لهم الفرصة للعودة إلى عادة الرومان استمرّوا معاندين، نقرّر أن تُحسم هاماتهم.
- سبيراتوس: نشكر الله.
- نارتزالوس: اليوم صرنا شهداء في السماء؛ الشكر لله.
أمر ساتورنينوس أن يُعلِن المعلن: سبيراتوس ونارتزالوس وسيتينوس وفاتوريوس وفيليكس وأكويلينوس ولكسانتيوس ويانواريا وجنيروزا وفاستيا ودوناتا وسوكوندا، آمر بإعدامهم.
فقالوا: نشكر الله.
وهكذا نالوا، جميعاً، إكليل الشهادة وهم يملكون مع الآب والابن والروح القدس، إلى أبد الآبدين، آمين.