في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
شهداء كيزيكس التّسعة *القدّيس البارّ ممنون العجائبيّ *الشّهيد تيبالد السّلافيّ *القدّيس البارّ كيرلّلس توروف *القدّيس البارّ كيرياكوس مؤسّس دير الرّقاد في كارغوبول *القدّيس مرقص الجليليّ، أسقف أبروزي *الشّهيدتان العذراوان بروبا وجيرمين الإيرلنديّتان *القدّيس البارّ برودنتيوس ترازونا الأسباني. القدّيسان الرّسولان ياسون وسوسيباتروس *الشّهداء أفسافيوس وزينون وفيتاليوس وناون *الشّهداء الإثنان والعشرون *الشّهداء أغابيوس ورفقته *القدّيس البارّ دانيال جيرونا الإسبانيّ *القدّيس ديشو الإيرلنديّ *القدّيس ساويروس نابولي الصّانع العجائب *الشّهيد توربيز بيزا *القدّيس البارّ يوحنا كالوكتينوس الرَّحيم *القدّيس البارّ نيقيفوروس سيبازي *القدّيس البارّ فياخنا الإيرلنديّ *القدّيس البارّ باسيليوس الصّربيّ *الجديد في الشّهداء ستانكو الرّاعي *القدّيس البارّ نكتاريوس أوبتينا الرّوسيّ المعترف.
* * *
✤ القدّيس البار يوحنا كالوكتينوس الرحيم (القرن 12/13م)✤
وُلد في كنف عائلة نبيلة تقيّة في القسطنطينية أيام الأمبراطور البيزنطي مانويل الأول كومنينوس (1143 – 1180م). أبدى، منذ فتوّته، تقوى مميّزة حيال القدّيسة مريم والدة الإله. وإليها، في الحقيقة، يعود فضل ولادته للحياة. ذات يوم، فيما كان يتلو أبيات المديح تراءت له ملكة السماء وردّت له التحيّة قائلة: “حييت، يا حافظ ثيبا!”.
بعد ذلك بعدّة سنوات، أُخرج من الدير الذي كان فيه، ليُنتخب متروبوليتاً لثيبا اليونانية. ثيبا، قبل تلك الأيام، كانت مدينة قوّية مزدهرة، الأولى في الأهمية في اليونان القارية. لكنها في أيام يوحنا، كانت قد سقطت في أيدي النورمنديين وتمّ نهبها ونُفي العديد العديد من سكّانها. أما الباقون فكانوا في حال من البؤس، لا يحصّلون قُوتَهم سوى من خدمة تجّار يهود كانوا يمنعونهم من أداء فروض الصلاة.
حالما دخل يوحنا المدينة عمل على إعادة بناء الكاتدرائية فيها. في هذه الكاتدرائية كانت الإيقونة العجائبية التي سبق، وفقاً للتراث، أن رسمها لوقا الرسول. على هذا صارت تُقام في المكان الخدم الليتورجية الجميلة المصحوبة بما تستحقّه والدة الإله الكليّة القداسة من الإجلال. مواعظ الأسقف القدّيس ومحبّته لشعبه بلا حدود حدت بالمسيحيّين الذين كانوا متروكين، سابقاً، بلا راع، إلى الإقبال على الإيمان القويم. وثمّ عدد من اليهود تنصّر أيضاً. وبفضل عناية القدّيس يوحنا عادت صناعة الحرير التي كانت قد تعطّلت، هناك، بسبب النورمنديين، أقول عادت إلى الحياة والرواج من جديد. لم يهتمّ يوحنا بالحسنات والمواعظ وحسب، بل نظّم أيضاً أشغال الريّ والأشغال الصحيّة العامة. كما أسّس بيتاً لتقاعد المسنّين وملاجئ للفقراء ومستشفيات وما إلى ذلك من مؤسّسات الإحسان. وكان يشرف بنفسه على تقدّم الأشغال وعلى حسن سير العمل في هذه المؤسّسات. كذلك أسّس ديراً في المدينة اهتمّ بتربية الفتيات الصغار تأهيلاً لهنّ إما للحياة الرهبانية وإما للأمومة الصالحة وتربية الناشئة على الإيمان القويم.
بعدما سما القدّيس يوحنا بمدينة ثيبا إلى مستوى لم تعرفه في تاريخها، قبل الإحتلال النورمندي، رقد، في الرب، بسلام مستودعاً كنيسته حمى والدة الإله. وقد سعى مسيحيو ثيبا، بعد وفاته، إلى بناء كنيسة، في وسط المدينة، إحياء لذكراه، وفيها جعلوا رفاته المقّدسة.