في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيسة ليدية ثياتيرا *الشّهداء ثلالاوس جبل لبنان الصّانع العجائب مع رفيقيه ألكسندروس وأستاريون *نقل عظام القديس نيقولاوس*الشّهيد أسكلاس المصريّ *القدّيسون الأبرار نيقيطا ويوحنّا ويوسف خيوس *القدّيس البارّ تلاسيوس اللّيبيّ *القدّيس البارّ مرقص الحبيس *شهداء مامالا الفلسطينيّة *القدّيس دوفمونت تيموثاوس اللّيتوانيّ *القدّيس البارّ استيفانوس بيباري الصّربيّ *أبونا الجليل في القدّيسين أنستاسيوس اللّومبارديّ *الشّهيدة فاسيليسا الرّوميّة *الشّهيد بوديليوس نيم الفرنسيّ *القدّيس هيلاري تولوز الفرنسيّ *القدّيسة البارّة بلوتيلا الرّوميّة *القدّيس ثيودوروس بافيا الإيطاليّ المعترِف.
* * *
✤ القدّيسون الأبرار نيقيطا ويوحنا ويوسف خيوس (القرن 11م)✤
القدّيسان نيقيطا ويوحنا أخوان في الجسد. وُلدا في جزيرة خيوس. هجرا، منذ وقت مبكّر، بُطلان هذا العالم ليعتزلا في أحد جبال الجزيرة المعروف بـ “بروباتيون”. كان ذلك في النصف الأول من القرن الحادي عشر. أما القدّيس يوسف فانضمّ إليهما بعد ذلك. شُغل الثلاثة الأوحد كان الله وصنعَ ما يرضيه. اهتمّوا بتنقية نفوسهم من كل همّ عالمي. كانوا لا يأكلون سوى مرّة واحدة في الأسبوع، ولا ينامون سوى لحظات خاطفة، على الأرض. أما بقيّة وقتهم فكانوا يقضونه في التسبيح والصلاة والتأمّل في المجد الإلهي.
وكان النسّاك الثلاثة خلال سهراناتهم يعاينون أحياناً نوراً لامعاً في موضع ما من الغابة دونهم. ولكنْ كلّما حاولوا الدنو من المكان كان النور يختفي فجأة. لذلك قرّروا أن يُحرقوا ذاك المكان من الغابة ليتبيَّنوا المكان المختار من الله. وبالفعل، بعد أن تخلّصوا من قسم كبير من الغابة في ذلك الموقع، لا سيما وأن كثافة الغيض فيها كانت أمنع من أن تُخترق، إذا بألسنة اللهب تنطفئ أمام ريحانة لم تمسّها النار. في الريحانة اكتشف الرهبان، بين الأغصان، إيقونة لوالدة الإله. فحملوا الإيقونة بخشوع كبير وأودعوها مغارتهم. ولكن، وعلى دفعات، كانت الإيقونة تتوارى. وإذ كانوا يبحثون عنها كانوا يجدونا في مطرحها الأول بين أغصان الريحانة. فكان هذا الأمر علامة للنسّاك أن والدة الإله الكليّة القداسة قد اختارت هذا الموضع بالذات مقاماً لها. مذ ذاك استحال النسّاك عمّال بناء وشرعوا يشيدون كنيسة متواضعة لوالدة الإله. ومرّت الأيام، وإذ بالرهبان يتلقّون من الربّ الإله إعلاناً أن قسطنطين مونوماخوس المنفي إلى ميتيلين منذ العام 1035م سوف يجري إطلاق سراحه بعد حين وسوف يُرفَّع إلى السدّة الملكيّة. فانطلق نيقيطا ويوحنا إلى ميتيلين، على الأثر، لكي ينقلا خبر هذه النبوءة. لم يصدّق قسطنطين ما سمعته أذناه. ومع ذلك أبدى إعجابه بالأبوَين القدّيسَين ووعدهما ببناء دير واسع فخم في المكان الذي جرى فيه الكشف عن الإيقونة إذا ما صار ملكاً. ويبدو أنه أعطاهما خاتمه عربوناً. فلما جرى خلع ميخائيل الخامس، عمدت الأمبراطورة زويي التي اقتسمت السلطة مع أختها ثيودورة، إلى إطلاق سراح قسطنطين وتزوّجته في حزيران من العام 1042م. فما إن جرى تتويجه أمبراطوراً باسم قسطنطين التاسع مونوماخوس، حتى بادر إلى تنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه للأخوَين الناسكَين فأوفد إلى خيوس مهندسين وفنّانين وأرسل رخاماً بألوان متعدِّدة لبناء الكنيسة التي شاءها أن تكون بديعة لمجد مليكة العالم.
فلما توفي قسطنطين، بعد ذلك باثني عشر عاماً، سنة 1055م، توقّف البناء. لكن الأمبراطورة ثيودورة، التي أمّنت استمرار السلطة لبعض الوقت، أمرت بمتابعة العمل وأوقفت للدير كل ما كان ضرورياً لمعيشة الرهبان. وقد ثبّتت بمرسوم أن يبقى الدير إلى ما شاء الله تحت سلطة الأمبراطور وحده، حرّاً من كل سلطة كنسية أو مدنية. كما أسّست، إلى ذلك، ديراً نسائياً في الجوار، وأمّنت له الامتيازات عينها، وسلّمت قياده للآباء القدّيسين فساسوه بكل حكمة. غير أن الشيطان الذي لا ينام ما لبث أن أثار المتاعب في وجه الرهبان. فبعد وفاة الأمبراطورة ثيودورة، في العام 1056م، اتّهم المقامون على الإدارة المدنية القدّيسين بأن وضعهم غير قانوني، لذلك أمّنوا نفيهم وعمدوا إلى ضمّ الديرَين إلى القرية المتاخمة لهما. ولكن ما إن وصل اسحق كومنينوس (1057 – 1059م) إلى العرش حتى أنصف الرهبان وأصدر مرسوماً جديداً ضَمَن فيه استقلال الدير وجعل مداخيله من المال العام. هكذا تمكّن القدّيسون من العودة إلى الدير الجديد Néa – Moni حيث أنجزوا سعيهم، في الرب، بسلام. أما القدّيس نيقيطا فرقد أولاً. وما لبث يوحنا ويوسف أن لحقا به. وقد جاء أن قراصنة من العرب أغاروا على الدير يوماً، لكن قوّة إلهية منعتهم من الدخول إلى الكنيسة. مع ذلك أتلفوا الرخام عند مدخل الكنيسة كما عطبوا المدافن الحجرية التي أُودعت فيها بقايا القدّيسين الثلاثة. لكن شعلة خرجت من المدافن، فجأة، وأحرقت القراصنة على التو.