في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
أبونا الجليل في القدّيسين كيرلّلس الأورشليميّ *الشّهيدان طروفيموس وأوكاربيون *الشّهداء العشرة الآلاف المجهولو الأسماء *القدّيس البارّ أنينوس الفراتيّ العجائبيّ *أبونا الجليل في القدّيسين نيقولاي فيليميروفيتش.
* * *
✤ القدّيسان الشّهيدان طروفيموس وأوكاربيون (القرن 4 م) ✤
كان هذان القدّيسان في عداد حرس حاكم بيثينيا زمن الاضطهاد الّذي جرى بأمر الأمبراطور مكسيميانوس (286 – 305 م). وكانا قد أظهرا كرهًا شديدًا للمسيحيّين حتّى أوكل إليهما رئيسهما مهمة مطاردة المؤمنين وتسليمهم إلى أفظع التّعذيبات إن لم يذعنوا لأمر الأمبراطور. فلما كان يوم خرجا فيه في إحدى هذه المهمّات، عاينا فجأة، في الطّريق، غيمة نورانيّة هائلة تنحدر من السّماء، وإذا بصوت يقول لهما: “لماذا تظهران هذا القدر من المرارة في اضطهاد خدّامي؟ لا تخدعا نفسيكما وتظنا ان أحدًا بإمكانه ان يُخضع المؤمنين بي. بالأحرى عليكما، أنتما، ان تنضمّا إليهم إذا شئتما ان تكون لكما الحياة الأبديّة”. فلما استقرّت هذه الكلمات في آذان طروفيموس وأوكاربيون سقطا أرضًا وانربط لساناهما من الذّهول. وقبل ان يستفيقا عاد الصّوت وتردّد في آذانهما من جديد مقوِّيًا وحاثًا إياهما على التّوبة لينالا غفران خطاياهما. فرفعا أعينهما فإذا بكائن متسربل بالبياض جالس وسط الغيمة وحوله، في شكل دائرة، كلّالشّهداء الّذين نفّذ فيهم طروفيموس وأوكاربيون حكم الموت. ردّ فعل القدّيسَين، بعدما عادا إلى نفسيهما، انهما سألا الله عفوه وذرفا الدّمع سخيًّا. فلما بلغا نيقوميذيّة، العاصمة الشّرقيّة للأمبراطوريّةالرّومانيّة، كانا كشاول بعدما اهتدى بولسًا. للحال دخلا إلى السّجن وحرّرا المسيحيّين من سلاسلهم ونقلا إليهم الرّؤيا الإلهيّةالّتي كانت لهما في الطّريق. وإذ تلقيا منهم ما هو من الإيمان بيسوع اقتبلا المعموديّة وأذاعا في المدينة بالإسم الخلاصي ليسوع وسط الوثنيّين الّذين اعتراهم الدّهش. ولم يطُل الوقت حتّى بلغ حاكم بيثينيا الخبرُ فأسرع إلى نيقوميذيّة وأحضر لديه من سبق له فحسبهما خُلَّصًا وسألهما متعجّبًا ما إذا كانا قد فقدا صوابهما أو وقعا ضحيّة سحر ساحر فتحوّلا، دون سابق إنذار، عن عبادة الآلهة. ردّ فعل الجنديَّين كان الإعتراف بأنه لا مخلص إلا واحد وهما، لأجل اسمه، مستعدان لمكابدة الموت. مُدِّد المعترفان للتعذيب وسُلخ جنباهما بأظافر حديديّة ، فيما صلّيا إلى الله ان يؤهلهما لعذابات أفظع من الّتي كابداها حتّى يحظيا بالعفو عن كلّ الخطايا الّتي اقترفاها في حق المسيحيّين. وبعدما رفعا إلى الرّبّ الإله صلاة أخيرة تمّ حرقهما.