في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيسون الأبرار المقتولون في طور سيناء ورايثو *القدّيس البارّ ثيوذولس ابن القدّيس نيلس السّينائي *الشّهيدة أغنيس *القدّيس البارّ استيفانوس خنولاكوس *القدّيسة نونة المعادلة الرّسل *القدّيس البارّ سابا رئيس أساقفة صربيا ومؤسّس دير خيلندار الآثوسيّ *القدّيس فيليكس النّولي الـمُعتَرِف.
* * *
✤ القديس فيليكس النولي المعترف (القرن 3م( ✤
ولد في نولا الإيطالية. أبوه هرمياس سوري المولد. خدم والده في العسكرية. قدم إلى نولا فاقتنى ملكية واستقر فيها. كان لفيليكس أخ اسمه هرمياس أيضاً. لما مات الوالد أحب هرمياس ابنه العالم واهتم بصناعة الأسلحة. تلك كانت الطريق الأكيدة إلى الغنى والمكارم. أما فيليكس الذي يعني اسمه اللاتيني “المغبوط” فقد تبع المسيح. وزّع ما تركه له والده على الفقراء وصار قارئاً ثم طارداً للأرواح الشريرة ثم كاهناً. مكسيموس أسقف نولا هو الذي سامه بعدما لاحظ قداسته وحرصه، فأضحى معيناً له وأخذ يعدّه ليصير خليفة له.
سنة 250م، أثار داكيوس، الإمبراطور الروماني، اضطهاداً على كنيسة المسيح. توارى مكسيموس عن الأنظار إلى مكان معزول. بحث عنه عمّال الإمبراطور، فلم يجدوه فقبضوا على فيليكس وضربوه بالسياط ثم أثقلوه بالسلاسل والقيود وألقوه في حفرة نثروا على أرضها كسر الفخار والزجاج حتى لم يكن بإمكان القديس أن يتمدّد أو يقف إلا عليها. ذات ليلة ظهر ملاك الرب لفيليكس بمجد عظيم وملأ السجن نوراً بهياً. أمر الملاك فيليكس بأن يخرج ويعين أسقفه لأنه كان في أسى كبير. فجأة انحلت السلاسل من يدي فيليكس ورجليه وانفتحت الأبواب، فقام فيليكس وتبع الملاك الذي قاده إلى مكان وجود الأسقف. كان الأسقف في حال يرثى لها، جائعاً، برداناً، لا يقوى على الكلام ولا يحس بشيء. حاول فيليكس أن يعيده إلى وعيه فلم يستطع. لجأ إلى الصلاة. أخذ بعض العنب من الجوار وعصرها في فاه فاستفاق الأسقف واسترد وعيه. ما أن انتعش قليلاً حتى حمله هذا الأخير على كتفيه قبل الفجر وأعاده إلى منزله وجعل امرأة تهتم بأمره.
أظهر فيليكس ذاته من جديد فلاحظه الوثنيون ولاحقوه فدخل في حفرة فوهتها ضيّقة. فلما جاء الوثنيون إليها وجدوها مختومة بخيوط العنكبوت. انتقل فيليكس إلى بئر قديم نصف جاف فاختبأ فيه ستة أشهر وكانت امرأة مسنّة تأتيه ببعض الطعام. فلما مات الإمبراطور، خرج فيليكس من البئر فاستقبله المؤمنون كملاك من السماء.
رقد مكسيموس الأسقف بعد حين فاختار الشعب فيليكس أسقفاً عليهم لكنه أبى وأقنعهم بأن يكون كوينتوس هو الأسقف. السبب أن كوينتوس كان أقدمهما سيامة، فلقد صار كاهناً قبل فيليكس بسبعة أيام. وقد اعتبر كوينتوس القديس فيليكس بمثابة أب له وكان يتبع نصيحته في كل أمر.
التزم فيليكس الفقر فلم يشأ أن يستردّ ملكيته المصادرة ولا كان يأخذ مالاً من الأغنياء. استأجر أرضاً قاحلة وأخذ يزرعها بيديه ليأكل من تعبه ويوزّع الباقي على الفقراء. كل ما أعطاه إياه الناس حوّله لتوّه إلى الفقراء. فلو اتفق أن كان له رداءان فإنه كان يعطي الأفضل لمن ليس له. كان يستبدل ثوبه بأسمال الشحّاذين أحياناً. رقد شبعاناً أياماً. رقاده كان في 14 كانون الثاني من سنة لا نعرفها. خمس كنائس بنيت على ضريحه أو قريبة من المكان. رفاته، في الوقت الحاضر، في كاتدرائية نولا. بعض منها انتقل إلى روما وأمكنة أخرى. البابا داماسوس شهد أنه شُفي من سوداوية ألمت به بعدما زار ضريح القديس. القديس بولينوس النولي شهد لفيليكس أن كل النعم التي حظي بها أتته بشفاعة القديس. وهو يورد العديد من العجائب التي حصلت عند قبر رجل الله. أوغسطينوس المغبوط أيضاً أورد عدداً من عجائبه.