Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

الشّهيدان فوتيوس وأنيكيتوس *القدّيس البارّ بلامون المصريّ *أبونا الجليل في الشّهداء الإسكندر، أسقف كومانا *شهداء كريت الإثنا عشر *الشّهداء الرُّوس الجدد برلعام ومَن معه *القدّيس الجديد في الشّهداء الرُّوس ليونيدوسBiryukovitch  *القدّيس الجديد في الشّهداء يوحنّا نيقولسكي *القدّيسة الجديدة في الشّهداء أفدوكيا سافرونوفا *القدّيس البارّ كاستور.

                                                                                                                                                                  *  *  *

القدّيس البار بلامون المصري

هو الأب الروحي للقدّيس باخوميوس أبي الشركة الرهبانية. لا نعرف عنه سوى ما ورد في سيرة هذا الأخير. قيل سمع باخوميوس بالمتوحّد بلامون فجاء إليه وقرع بابه. استطلعه الشيخ من الكوّة وسأله: “مَن أنت أيّها الأخ وماذا تريد؟” أجاب باخوميوس: “أنا، أيّها الأب المبارَك، طالبٌ السيّدَ المسيح الإله الذي أنت تتعبَّد له. أطلبُ من أبوّتك أن تقبلني لديك وتجعلني راهباً”. قال له بلامون: “لكنْ، ليست الرهبنة، يا بنيّ، بالأمر الهيِّن ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان. فإنّ كثيرين طلبوا الرهبنة وهم يجهلون تعبها. ولما سلكوا فيها أعيتهم ولم يستطيعوا الصبر عليها. ثمّ أنت سمعت عنها سماعاً ولا تعرف مقدار ما تستدعيه من جهاد”.

          استرسل بلامون في الكلام على الرهبنة ومتاعبها وحدّثه عن حروب الشيطان. فبدل أن يُثني كلامُ بلامون باخوميوسَ عن عزمه زاده شوقاً إلى الرهبانية. فلما رأى بلامون أنّ باخوميوس ثابت في قصده وعزمه فتح له الباب ورحّب به. وبعد ثلاثة أشهر قصّ شعره وألبسه إسكيم الرهبنة بعدما قضى ليلة كاملة في الصلاة. وقد سكنا معاً كشخص واحد.

          اهتمّ بلامون بتلميذه من كل جانب روحي. ذكروا انّه في إحدى الليالي طلب من باخوميوس أن يسهر معه إلى الصباح. وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدَين. ومتى أتعبهما النوم كانا يقومان بنقل الرمول من موضع إلى آخر فيصحوان ويعودان إلى الصلاة. ومتى رأى الشيخ تلميذه ينغلب للنوم كان يقول له: “استقيظ يا باخوميوس لئلا يجرِّبك الشيطان. فقد مات كثيرون من كثرة النوم”. هذا وقد درّب بلامون تلميذه على الحياة النسكيّة القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته فوق احتياجات الجسد.

          مرّة أخرى، في عيد الفصح، طلب الشيخ من تلميذه أن يُعدّ طعاماً لأنّه يوم شريف. فلما سحق الملحَ ووضع عليه زيتاً مع قليل خضار وخبز، تطلّع الأب فوجد الزيت كثيراً فبكى، بمرارة، قائلاً: “الربُّ صُلب لأجلي وأنا آكل زيتاً وأُنعم جسدي؟!” وإذ استسمح باخوميوسُ وقال إنّ الزيت انسكب دونما إرادة منه، أجابه لولا ضرورة الزيت لسراج المذبح لما ترك زيتاً في قلاّيته بعد.

          هذا وقد ساعد بلامون تلميذه في تأسيس نظام رهباني جديد بعدما ظهر ملاك الربّ لهذا الأخير ودعاه لتأسيس نظام الشركة. مذ ذاك كان يزور أحدهما الآخر مرّة في السنة بالتناوب. ثمّ بعد سنوات قليلة رقد بلامون في الربّ إثر مرض طفيف ألمّ به.

مواضيع ذات صلة