في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد في الكهنة مثوديوس أسقف باتارون وصور *القدّيس البارّ نقولا كاباسيلاس *القدّيس البارّ كلّيستوس الأوّل، بطريرك القسطنطينيّة *القدّيسان ناسكا البرّيّة المجهولا الإسم *القدّيس غْلِبْ أمير فلاديمير الرّوسيّ*القدّيس لوكيوس الإسكندريّ أسقف برانديزي الإيطاليّة *القدّيس البارّ غوفان الإنكليزيّ.
* * *
✤الشّهيد في الكهنة مثوديوس أسقف باتارون وصور✤
كان القدّيس مثوديوس، أوّلًا، أسقفًا على أوليمبوس، وهي مدينة بحريّة في ليسيا كما شهد على ذلك القدّيس إيرونيموس وآخرون، أو لعلّه كان على بيزنطية أو باتارون كما شهد ليونتيوس. ليس مُستبعدًا أنّ باتارون كانت واحدة وأوليمبوس في ذلك الزَّمان. نُقل إلى أسقفيّة صور، ربّما بعد استشهاد القدّيس تيرانيوس الّذي قضى في زمن ذيوكليسيانوس. نقل الأساقفة على هذا النَّحو لم يكن مسموحًا به إلّا في حالات قصوى. قضى مثوديوس شهيدًا في قنّسرين السّوريّة وقيل لا بل في خالكيس اليونانيّة العام 311 أو 312. يعتبره أيرونيموس رجلًا بليغًا جدًّا. أعماله الكتابيّة مشهورة بين القدامى. وردت مقاطع منها في كتابات القدّيس فوتيوس الكبير والقدّيس أبيفانيوس القبرصيّ والقدّيس إيرونيموس وثيودوريتوس القورشيّ. من كتاباته القيّمة: “في المشيئة الحرّة”، و “ردّ على أتباع فالنتنيانوس” و “في شأن قيامة الأجساد” وهو ردّ على العلّامة أوريجنّيس. “وليمة العذارى” الّذي يذكره العديد من الكتّاب القدامى وضعه على نحو مولَّف لأفلاطون عنوانه “وليمة سقراط”، وهو إكبار لفضيلة العذريَّة. في هذا المؤلَّف الأخير تتحدّث سيّدة اسمها غريغوريوم إلى صديقها أفبولوس، وهو مثوديوس نفسه، عن حوار لعشرة عذارى جرى في مجمع حضرته. في هذا الحوار خطاب على لسان كلّ مِنَ العَذارى إكبارًا للعذريّة المُقدَّسَة. الأولى، مركلّا علّمت أنّ المسيح، أمير العذارى، جاء من السّماء ليلقّن النّاس كمال الفضيلة فزرع، فيما بينهم، حال العذريّة الّتي تستأهل درجة خاصّة من المجد في السّماء. ثيوفيلا، العذراء الثّانية، تبيِّن أنّ الزَّواج صالح وهو مؤسَّس من الله وضروريّ للتّكاثر في العالم، لكنّه ليس ضروريًّا بلا حدود لأنّ العالم يسكنه النّاس كما من قبل. القاعدة لا تزال قائمة أنّ بعض النّاس يتزوّجون ولكنّ هذا لا يُلزم كلّ النّاس. يبقى أنّ العذريّة المقتبلة من أجل الفضيلة تشكّل حالة أكمل من الزّواج. وتشير ثيوفيلا أيضًا إلى أنّ الأكل أيّام الجمعة العظيمة وفي فترات الصّيام كان ممنوعًا، إلّا للمَرضى والعاجزين عن الصِّيام. في الخطابات التّالية يجري عرض لسموّ العذريّة المُقدّسة الّتي يدعوها المؤلّف “الهبة العظمى من الله للإنسان والتّقدمة الأكثر نُبلًا وجمالًا الّتي يمكن للإنسان أن يقدّمها لله، وخير النّذور قاطبة، لكنّها فضيلة أصعب من سواها وتحفّ بها مخاطر عظيمة بقدر ما هي سامية”. بالنَّتيجة على المرء، ليقتبل العذريّة، لا فقط بالإمساك بل أن ينقّي ذهنه من كلّ الرَّغائب الحسّية والكبرياء والباطل وأن يلاحظ ويتعب بتواتر لئلّا تفضي به البطالة والإهمال إلى خطايا أخرى.
يذكر أنّ بعض المؤرّخين يشكّون في أنّ مثوديوس كان أسقفًا ويقولون به فيلسوفًا وكارزًا جوّالًا على نحو أوريجنّيس المعلّم.