في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* القدّيس البارّ جاورجيوس جبل الملاون * الشّهيدان ثيوذولوس وأغاثوبوذوس * الشّهيدات الفارسيّات فربوتا وميكادوشتا وخادمتها * القدّيس البارّ زوسيما الفلسطينيّ* القدّيس البارّ أفلاطون، رئيس دير ساكوذيون * القدّيس البارّ ثيوناس البهنسي * القدّيس البارّ بوبليوس * القدّيس البارّ ثيوناس التّسالونيكي * أبونا الجليل في القدّيسين إيسيدوروس الأشبيليّ* القدّيس البارّ يوسف الكييفيّ* القدّيس البارّ زوسيما فوربوزومبا * القدّيس البارّ هيلدابرت الشّهيد * القدّيس البارّ تياري الإيرلنديّ* الشّهيد كالينيكوس * الشّهيد نيقيتا الألباني الجديد.
* * *
✤القدّيس البارّ جاورجيوس جبل الملاون✤
خلبه الله منذ نعومة أظفاره فلمّا شاء والداه تزويجه كرهًا فرّ واقتبل الإسكيم الرّهبانيّ. انكبّ على حياة النّسك بكلّ قِواه، صومًا وأتعابًا جسديّة وتأمّلًا في الكتاب المقدّس وصلاة ودموعًا. سلك في الفضيلة بكلّ جوارحه فشعّ حضور الله من خلاله. كثيرون، لدى احتكاكهم به، وجدوا التّوبة. أمّا هو فإذ مال إلى الهدوئيّة والصّمت آثر التّواري، من جديد، واعتزل في جبل الملاون الّذي يُظنّ أنّه في البليوبونيز. غير أنّ رجالًا عطاشًا إلى الله أتوه راغبين في الانضمام إليه ورجوه أن يوجّههم في النّسك والصّلاة. فرضي أن يتّخذهم لأنّه عرف أنّ مجيئهم من الله كان. وقد أعطى كلًّا منهم قانونًا يُناسب مزاجه وتقدّمه في الفضيلة، وعيّن لهم قلالي في نواحي منسكه. وقد جعلت النّعم الّتي أسبغها الرّبّ الإله على خادمه وكذا حسن تمييزه مشهورًا بين كبار القوم، وحتّى لدى الأمبراطور. لذا درجوا على استشارته في شتّى أمورهم وكان يوجِّه إليهم رسائل مُشبعة بالنّسغ الرّوحيّ ويمدّهم بنصائحه الحكيمة في كيفيّة تجسيد الإنجيل في شؤون الحكم على أساس الصّلاح والإحسان.
تنبّأ القدّيس جاورجيوس برحيله قبل السّاعة بثلاث سنوات وأعدّ تلاميذه ليتمكّنوا من الاستمرار في سعيهم من دون عون منظور من أبيهم الرّوحيّ. ثم مرض مرضًا طفيفًا فاستدعى كلّ نسّاك جبل الملاون وبعدما وعظهم، للمرّة الأخيرة، أن لا يتهاونوا بأيّ من الأمور الّتي تُرضي الله وتفضي إلى الخلاص، استودع الرّبّ الإله روحه بسلام.