في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهيد في الكهنة أنتيباس، أسقف برغاموس * الشّهيدان بروسس ومرتينيانوس * القدّيس البارّ فرموتيوس المصريّ * الشّهداء دومنيو ورفاقه * القدّيس البارّ أغاريكول التّوريّ* الشّهيد أوستوجيوس النّيقوميذي * القدّيس البارّ إسحق السّوريّ السّبولاتي* أبونا الجليل في القدّيسين فيليبّس أسقف غورتينا * الشّهيد في الأبرار باخوس السّاباويّ الصّغير * القدّيس البارّ غوتلاك كرولاند الإنكليزيّ* القدّيسة البارّة غودلبرتا نويون الفرنسيّة * القدّيس البارّ يعقوب جيلزنوبورفسك الرّوسيّ* القدّيس البارّ يعقوب بريلفسك * القدّيسان البارّان أفثيميوس وخاريطون الرّوسيّان * القدّيس البارّ برصنوفيوس أسقف تفير الرّوسيّ* القدّيس البارّ كلّينيكوس تشرنيكا الرّومانيّ.
* * *
✤الشّهيد في الكهنة أنتيباس، أسقف برغاموس✤
ورد ذكر القدّيس الشّهيد أنتيباس في سِفِر الرّؤيا (2: 13). إطار الكَلام الّذي ورد اسمه في سياقه كان التّالي:
“اكتب إلى ملاك الكنيسة الّتي برغاموس. هذا يقوله الّذي له السّيف الماضي ذو الحَدَّيْن. أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسيّ الشّيطان وأنت مُتمسّك باسمي ولم تُنكر إيماني حتّى في الأيّام الّتي فيها كان أنتيباس شهيدي الأمين الّذي قُتل عندكم حيث الشّيطان يسكن…” (12 – 13).
إذًا أنتيباس هو الشّهيد الأمين الّذي قُتل في برغاموس حيث كان الشّيطان يسكن سيّدًا. يُشار إلى أن برغاموس كانت العاصمة الإداريّة للمُقاطعة الرّومانيّة المعروفة باسم “آسيا” غربي تركيّا، في آسيا الصّغرى، في ذلك الزّمان. أوّل هيكل جرى تكريسه لرومية والأمبراطور أوغسطوس قيصر، المتوفّى سنة 14 للميلاد، بُني في برغاموس سنة 29 ق.م. ولعلّ قول سفر الرّؤيا عن هذه المدينة أنّها الموضع الّذي يسكن فيه الشّيطان هو، بالضّبط، الإشارة إلى عبادة الأمبراطور فيها. إلى ذلك كانت برغاموس مركز العبادات الوثنيّة لزوس وأثينا وديونيسيوس. كما كان فيها مركز للصّحّة مُرتبِط بهيكل أسكلابيوس.
وفي التُّراث أنّ الشّهيد أنتيباس كان مُعاصِرًا للرّسل، وحتّى تلميذًا للقدّيس الرّسول يوحنّا اللّاهوتيّ، وأنّه تسقّف على برغاموس، وكان مُسِنًّا حين أمسكه الوثنيّون بعدما أعلنت لهم الأبالسة أنّها لا تستطيع بعد اليوم أن تقبل أضحيتهم لأنّ صلاة أنتيباس تدفعهم خارج المدينة. هذا أخافهم وأغاظهم فقبضوا على أنتيباس وسلّموه إلى الحاكم الّذي سعى إلى حمله على الكفر بالمسيح والعودة إلى عبادة الأوثان. حجَّة الحاكم كانت أنّ عبادة الأوثان عريقة فيما المسيحيّة ديانة قوم لا ينفعون ومسيحها قُضي عليه لأنّه خرج على القانون.
حجّة الحاكم لم تُجْدِهِ نفعًا. وبعد أخذ وردّ أُلقي قدّيس الله في جوف ثور برونزي محمّى كانت تُلقى فيه، على ما قيل، الذّبائح للأوثان فقضى نحبه.
يُذكر أنّ تاريخ وفاته غير محدّد تمامًا. البعض يقول في حدود العام 83 أو 93، زمن دومتيانوس، وبعضهم في حدود العام 68، زمن نيرون.
أنّى يَكُنْ الأمر فإنّ ضريحه في برغاموس كان عبر العصور محجّة ومشفى للمرضى، لا سيّما لِمَنْ يُعانون آلام الأسنان.
ملاحظة: القدّيس أنتيباس مذكور في الشّرق والغرب معًا هذا اليوم.