في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهيدان مرقيان (مركيانوس) ومرتيريوس الكاتبان * القدّيسة طابيثا الّتي من يافا * الشّهيد أناستاسيوس * الشّهيد فاليريانوس * الشّهيد سابينوس * الشّهيدان فاليريوس وخريسافيوس * أبونا الجليل في القدّيسين جاورجيوس، أسقف أماستريد * الشّهداء بابياس وديودوروس وقونن وكلوديانوس * القدّيسون فوستوس وباسيليوس ولوقيانوس (لقيان) * القدّيسان نيكيفوروس (نقفر) واستيفانوس(اسطفان) * القدّيسان فيلادلفوس وبوليكاربوس * الشّهيدان اللّذان قضيا في تراقيا * القدّيسان البارّان مرتيريوس الشّمّاس ومرتيريوس الحبيس في لافرا كهوف كييف * الشّهيدان كْرِيسبان وكْرِيسبينيانوس.
* * *
✤تذكار القدّيسَين الشّهيدَين مرقيان (مركيانوس) ومرتيريوس الكاتبَين (+ 355)✤
كان هذان القدّيسان كاتبَين لدى القدّيس بولس المُعتَرِف، بطريرك القسطنطينيّة، وكان مرقيان، إلى ذلك، مساعد شمّاس ومرتيريوس مرتّلًا. امتازا بسعة المعرفة والخُلق الطّيّب والتّقوى وكانا متمسِّكَين بالإيمان القويم الّذي عبّر عنه المجمع النّيقاويّ الأوّل (325 م) بشأن ألوهيّة الابن ومساواته للآب في الجوهر الإلهيّ. فلمّا جلس الأمبراطور قسطنتيوس (337 – 361 م) على العرش بعد أبيه قسطنطين، أطلق يد الآريوسيّين واستخدم موظّفيه وجنده ليفرضوا العقيدة الآريوسيّة على الكنيسة فرضًا. فكان أن أُقيل البطريرك بولس المُعترف من منصبه وأُرسل مخفورًا إلى المَنفى، في أرمينيا، حيث قضى عليه الآريوسيّون خنقًا، وأقاموا على كرسيّ القسطنطينيّة، عوضه، آريوسيًّا اسمه مقدونيوس.
ثمّ أنّ الآريوسيّين، في إطار سياسة تصفية ذوي الرّأي القويم، أتوا بمرقيان ومرتيريوس الكاتبَين وحاولوا استمالتهما إلى حزبهم فأخفقوا. فعرضوا عليهما مالًا وترقيات فلم يذعنا. ولما أيقن الآريوسيّون أن ليس في اليد حيلة أسلموهما إلى فيليبس، أحد عُمّال القَصر المَلَكي الكبار، فساقهما إلى مكان بالقرب من باب المدينة المُسمّى ميلنديسيا كانت تلقى فيه جثث المحكومين بالموت، وهناك قطع هامتيهما وألقاهما في حفرة وذهب. وقد أجرى الله عجائب كثيرة بواسطة رفاتهما.
ولما اعتلى القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفَم الكُرسيّ البطريركيّ في القسطنطينيّة بنى في موضع استشهاد هذين القدّيسَين كنيسة على اسميهما إكبارًا وإكرامًا.
في صلاة المساء، في عيد هذين الشّهيدَيْن، ترتّل الكنيسة التّرنيمة التّالية “لقد ظهرتما بعد القدّيس ورئيس الأساقفة بولس مماثلَين لسيرته وغيرته الإلهيّة. فغرّقتما الأعداء بسيول دمكما، وجفّفتما سيل البدع المُهلِكَة وأصبحتما، يا مرقيان ومرتيريوس، نهرًا من التّقى ترويان كنيسة المسيح“.