في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيسون سيلا وسلوانس وأبينتوس وكريسكيس وأندرونيكوس، من الرُّسل السَّبعين *الشّهيدة يوليطا قيصريّة *القدّيسان البارّان بولس الأسقف ويوحنّا الكاهن *القدّيس البارّ جرمانوس سولوفكي الرّوسيّ *القدّيسة البارّة أنجلينا، أميرة صربيا *القدّيس البارّ أناتوليوس (بوتابوف) أوبتينا الرّوسيّ.
* * *
✤ القدّيس البار جرمانوس سولوفكي الروسي (+1479م)✤
خلال القرن الخامس عشر تغلغلت المسيحية في حضن الشعب المبعثر في النواحي الواقعة في أقصى الشمال الروسي، على ضفاف النهر الأبيض. الفضل في ذلك كان للقدّيسين النسّاك الذين أقاموا في كنائس معزولة طلباً لحياة الصلاة والتأمّل. القدّيس جرمانوس كان أحد هؤلاء الروّاد. أصله من مدينة توتما. عاش، لبعض الوقت، في دير بلعام ثمّ اعتزل في برّية الشمال هذه. سنة 1429، إذ غادر القدّيس ساباتيوس دير البحيرة البيضاء، انضمّ إليه راغباً في العيش في عزلة كاملة. حدّثه القدّيس جرمانوس عن سولوفكي، وهي جزيرة قاحلة ذات جمال أخّاذ، على بعد أربعمائة فرسخ عن عُرض البحر الأبيض، ولا سبيل لبلوغها، أكثر أيام السنة. قرّرا أن يجتازا إليها سويّة. وإذ بلغاها شرعا للحال في السيرة الملائكية.
في خلال ست سنوات، في العام 1435، حرّكت العناية الإلهية جرمانوس فذهب وأقام بقرب بحيرة أونيغا. ثمّ عاد إلى سولوفكي، بعد أشهر قليلة، إثر وفاة القدّيس ساباتيوس، بصحبة راهب حَدث هو القدّيس زوسيما المعيَّد له في 17 نيسان. هذا كان متلهّفاً للحياة النسكية فأقاما غير بعيدَين عن موقع القدّيس جرمانوس الأوّل. ثمّ ما لبث أن انضمّ إليهما تلاميذ فتكوّن في المكان دير شركوي وسُمِّي زوسيما رئيساً عليه. أما جرمانوس فأقام في السكون. كان زوسيما لا يباشر أمراً إلاّ بعد استشارة جرمانوس. عاش جرمانوس مجاهداً حتى تخطّى المائة عمراً. وقيل عاد إلى نوفغورود حيث تنيّح في دير القدّيس أنطونيوس الروماني سنة 1479م. وقد جرى نقل رفاته إلى سولوفكي في 30 تموز سنة 1484م.