في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهيد أفبسيخيوس القيصريّ* الشّهداء الفرس فاديموس وتلامذته السّبعة * الشّهداء الفرس هليوذوروس الأسقف ورفقته* الشّهداء الجُدُد روفائيل ونيقولاوس وإيريني * القدّيسة البارّة والترود البلجيكيّة * القدّيس البارّ دوتو الإسكوتلاندي * أبونا الجليل في القدّيسين أكاكيوس الآمدي * الشّهداء الأبرار هيدا ورفقته * القدّيس البارّ هيو الّذي من روّان * أبونا الجليل في القدّيسين مركلّوس أفينيون الـمُعترف * شهداء ماسيلا الأفارقة.
* * *
✤الشّهيد أفبسيخيوس القيصريّ✤
نشأ القدّيس أفبسيخيوس على الإيمان والتّقوى. أيّام الأمبراطور يوليانوس الجاحد، حين كان القدّيس باسيليوس الكبير على كرسيّ كنيسة قيصريّة، اتّفق زواج أفبسيخيوس. في اليوم الّذي تزوّج فيه كانت هناك احتفالات وثنيّة في المدينة جرى خلالها تقديم الأضاحي لصنم الحظّ. خرج أفبسيخيوس وآخرون معه إلى هيكل الأوثان وقلب الأصنام وحطّمها ثم دكّ الهيكل. ولمّا وصل الخبر إلى يوليانوس اشتعل غيظًا وأمر بأن تُقطع رؤوس الفاعلين ويسخّر المسيحيّون للخدمة العسكريّة وتُفرض على المؤمنين في المدينة ضرائب هائلة ليُصار بها إلى إعادة بناء هيكل إله الحظّ. إلى ذلك أبطل اسم المدينة وجعله مازا الّذي كان اسمها في زمن الأمبراطور كلوديوس قيصر.
قُبض على أفبسيخيوس وأُوقف إلى شجرة وعُذِّب تعذيبًا بالغًا، ثم جرى قطع رأسه. كان ذلك سنة 362 م.
هذا ويُحكى أنّه فيما كان يوليانوس في طريقه إلى بلاد الفرس نزل في قيصريّة فخرج القدّيس باسيليوس الكبير للقائه حاملًا ثلاثة أرغفة شعير علامة إكرام. فأمر الإمبراطور، في المقابل، بتقديم حفنة من التّبن فقال باسيليوس للإمبراطور: “إنّك تسخر منّا، أيّها الملك، فإنّنا نأتيك بالخبز الّذي نقتات منه وأنت تعطينا طعامًا شقيًّا ليس في كلّ طاقتك أن تحوّله إلى غذاء للنّاس!” فأجاب الإمبراطور: “بإمكانك أن تتأكّد من أنّي سوف أطعمكم التبن عند عودتي من بلاد الفرس!” أما بعد فلم يعد يوليانوس إلى كرسي ملكه لأنه قضى في ميتة تناسب جحوده وشرّه.
ذكر القدّيس باسيليوس الكبير أفبسيخيوس بعد ثماني سنوات من استشهاده حين بعث برسالة إلى أساقفة البنطس يدعوهم فيها إلى الاحتفال بعيده. الرّسالة هي الّتي تحمل الرّقم 299. ممّا جاء فيها: “إنّ كرامات الشّهداء إنّما تُشتهى بشوقٍ كبيرٍ من قبل كلّ الّذين يُلقون رجاءهم على الرّبّ، لا سيّما من قبلكم أنتم الّذين يلتمسون الفضيلة. بموقفكم ممّا هو عظيم وصالح بين أقرانكم الخدّام تُظهرون تعلّقكم بربِّنا الواحد المُشتَرَك. إنّ ثمّة سببًا خاصًّا لذلك يكمن في رباط الدّم الّذي يشدّ مَن يسلكون في ضبط النّفس إلى أولئك الّذين تكمّلوا بالتّجلّد”. ويتابع القدّيس باسيليوس كلامه فيأتي على ذكر أفبسيخيوس وآخر اسمه داماس ورفقتهما ويقول: بما أنّهم “ذائعو الصّيت جدًّا بين الشّهداء وذكراهم محفوظة سنويًّا في مدينتنا والجوار، فالكنيسة تستدعيكم من خلالي مذكِّرة إيّاكم بضرورة المحافظة على عادتكم العريقة بشأن القيام بزيارتنا”. ثم يذكّرهم بالمنفعة والتّعزية المُرتجاة من هذه الزّيارة بين المؤمنين. ويختم بالقول إنّه يرجوهم الحضور ولو تجشّموا بعض التّعب، إلّا أنّ الأمر سوف يكون له هو شخصيًّا دفعًا ليس بقليل.
ملاحظة: مذكور في الغرب اليوم.