في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهيدان الأخوان زينوبيوس وزينوبية * أبونا الجليل في القدّيسين سرابيون الأنطاكيّ* الشّهداء أستاريوس وكلوديوس وناون، الأشقّاء في الجسد وأختهم نيونيلة الكيليكيّون* الشّهيد في الكهنة مرقيان (مركيانوس) الصّقليّ * الشّهداء ألكسندروس وخرونيون ويوليانوس ومقار (مكاريوس) ورفاقهم الثّلاثة عشر* الشّهيدة أفتروبيا * القدّيس الرّسول كليوبا * القدّيسون الرّسل ترتيوس ومرقص ويوستوس وأرتيماس * الشّهداء التّسعةالمحترقون * الشّهيد مانويل * الشّهيد ضومط * القدّيس الجلاّد المجهول الاسم * الشّهيد هيرماناغيلد * القدّيسة البارّة هيلانة أنجو ملكة صربيا * القدّيسان الملكان الصّربيّان ميلوتين ودراغوتين * الشّهيدان الرّوسيّان الجديدان ليونيدوس فينغرادوف الكاهن ومتّى كازارين رئيس الشّمامسة.
* * *
✤تذكار القدّيسَين الشّهيدَين زينوبيوس وزينوبية (+ 303 م)✤
عاش هذان القدّيسان الشّقيقان في مقاطعة كيليكيا، في بلدة اسمها إيجه. وقد كان والداهما تقيَّين ربياهما على الإيمان ومحبّة الله، وكانا من أصحاب الثّروات الطّائلة.
فلما توفّي أبواهما وزّعا ميراثهما على الفقراء. ولمّا كان زينوبيوس قد تلقّن مهنة الطّبّ فقد أخذ يعالج المرضى مجّانًا. وإذ كان رجل الله فقد كانت كلمة الله لديه الدّواء المُميَّز الشّافي لكلّ مرض وعِلّة، حتّى منَّ عليه السّيّد بموهبة الشّفاء بمجرّد لَمس المَريض والدّعاء له باسم الرَّبّ. وإنّ كثيرين برئوا، بواسطته، من أمراضهم المُستعصية. كلّ ذلك جعل صيت زينوبيوس ينتشر في تلك الأنحاء عَطِرًا ممّا حمل القوم على اختياره أسقفًا عليهم فساسهم بالرّأفة والدّراية. وكانت أخته زينوبية خير مُعينٌ له على إتمام خدمته، لا سيّما في مجال العناية بالأرامل والأيتام والعذارى.
وإذ كان زينوبيوس وزينوبية في أوج عطائهما، عيَّن الأمبراطور ذيوكليسيانوس على مُقاطَعَة كيليكيا حاكِمًا فظًّا غليظًا مُحارِبًا للمَسيحيّين اسمه ليسياس. هذا، ما كاد يصل إلى قلب المُقاطعة حتّى أخذ يتقصّى أخبار المَسيحيّين وتحرّكاتهم وأبرز مَن فيهم. فأُخبر عن الطّبيب الشّافي زينوبيوس وما كان له من أثر بين المَسيحيّين. فبعث بكوكبة من جنده وقبض عليه.
مَثَل زينوبيوس أمام الوالي الجديد فظنّ هذا الأخير أنّه بالحنكة والدّهاء يمكنه أن يستميل الأسقف إليه، وبه يظفر بالرّعيّة كلّها. فحاول إقناعه بالحُسنى وبالكفر بالمسيح والعودة إلى آلهة الآباء والأجداد فوجد في زينوبيوس حاجزًا فولاذيًّا غير قابل للإختراق. فهدّده وتوعّده فلم يكن أوفر حظًا. إذ ذاك لجأ إلى العنف، فأسلم الأسقف إلى الجلّادين مُتوخّيًا زرع الرّعب في نفوس المَسيحيّين فيتخلّوا عن إيمانهم.
سيق زينوبيوس إلى ساحة التّعذيب، وبدأ الجَلّادون يُنكّلون به، وهو ثابت، صامد لا يتزعزع.
وبلغ أختَه خبرُ ما كان يحدث له فأسرعت إلى السّاحة، وأخذت تقرّع الحاكم على وحشيّته مُعترفة بأنّها هي أيضًا مسيحيّة ولا تبالي بكلّ تدابيره. فأسرع إليها الجند وألقَوا القبض عليها وضمّوها إلى أخيها شريكة له في العذاب.
وتفنّن الظّالمون في أصناف تعذيباتهم إلى أن عِيل صبرهم، فساقوا الأخوَين زينوبيوس وزينوبية إلى خارج المدينة وقطعوا هامتَيهما، ففازا بإكليل الإستشهاد وانضمّا إلى عدد الأبكار المكتوبين في السّماء.