في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهيد في الكهنة سمعان، أخو الرَّبّ، أسقف أورشليم *القدّيس البارّ يوحنّا الـمُعترف، رئيس دير الأطهار في جبل الأوليمبوس البيثيني *الشّهيد بوليون القارئ *الشّهيد لوليون الجديد *القدّيس البارّ أفلوجيوس المضيف *القدّيس البارّ نيقون الأردنيّ *أبونا الجليل في القدّيسين أناستاسيوس الأوّل، أسقف رومية *القدّيس أزيكوس الإيرلنديّ النّحّاس *أبونا الجليل في القدّيسين مخّول الإيرلنديّ *القدّيس البارّ استفانوس لافرا الكهوف.
* * *
✤ القدّيس البار استفانوس لافرا الكهوف (+1094م)✤
تلقّى ثوبه الرهباني من يدي القدّيس ثيودوسيوس الكييفي (3 أيار). كلّفه الشيخ بحفظ التيبيكون في الخدم الليتورجية في لافرا الكهوف وكذلك بتعليم الإخوة. أجاد في الفضائل النسكية، لا سيما في تواضع القلب. اختير بالإجماع ليخلف القدّيس ثيودوسيوس. أنجز الكنيسة وأبنية الدير الجديد ونقل الشركة إليها بعدما ترك بعض الإخوة في المغاور القديمة صوناً لرفات الآباء القدّيسين.
سارت الحياة في اللافرا الكبير وفق نظام جميل في عهدة استفانوس. سلك الإخوة بكل أمانة لوصايا القدّيسين أنطونيوس وثيودوسيوس الكهفيّين. ولكن باحتيال إبليس الذي لا ينام انشقّ الرهبان على أنفسهم. واتّسعت رقعة الخلاف لدرجة أن الرهبان انقضّوا على رئيسهم، القدّيس استفانوس وطردوه من الدير. لم يدّخر استفانوس للإخوة، في نفسه، أية مرارة، على غرار سميِّه استفانوس، الشهيد الأول، في موقفه من الذين رجموه، مردِّداً الكلام عينه: “لا تُقم لهم، يا رب، هذه الخطيئة”.
وكأن ما حصل كان بتدبير من الله، أو جعله الرب الإله بفضل تواضع عبده للخير والبركة، فإن استفانوس ما لبث أن أسّس ديراً آخر غير بعيد عن اللافرا، في كلوفو، جعله على اسم زنّار والدة الإله. هناك سعى إلى حفظ تيبيكون القدّيس ثيودوسيوس بصرامة. ويبدو أن الشركة نمت نموّاً كبيراً وذاع صيت القدّيس في كل الروسيا. فلما رقد بالرب أسقف فلاديمير، في فوليني، اختير استفانوس ليحلّ محلّه، فكان نموذجاً لكل الفضائل. كما أحبّه الناس ووقّروه. ولما شاء رهبان اللافرا أن ينقلوا رفات القدّيس ثيودوسيوس من المغاور إلى كنيسة اللافرا جاء استفانوس من فلاديمير إلى اللافرا، بدافع تعلّقه بمعلّمه وأبيه الروحي، القدّيس ثيودوسيوس. فلما بلغ ديره في كلوفو رأى نوراً عظيماً فوق مغارة أبيه فظنّ أن الاحتفال قد بدأ وظنّ الأنوار شموعاً كثيرة فأسرع إلى المكان فلم يرَ أية شموع. فأدرك، إذ ذاك، أن النور كان إلهياً وأنه حُسب أهلاً لمعاينته.
عاد إلى فلاديمير وتابع رعايته لشعبه بهمّة ونشاط وغيرة كبيرة إلى أن رقد بسلام، في الرب، إثر أسقفية طالت، في العام 1094م.