في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهداء ثيودوروس برجا مع أمّه فيليبّا والجنديّان سقراط وديونيسيوس *الشّهيد في الكهنة بفنوتيوس الأورشليميّ *أبونا الجليل في القدّيسين جاورجيوس المعترف، أسقف أنطاكية بيسيدية *أبونا الجليل في القدّيسين تريفون، بطريرك القسطنطينيّة *القدّيس البارّ خريسنتيوس فلورنسا *القدّيس البارّ أورسمار البلجيكيّ *القدّيس سمعان فيلوثيو الآثوسيّ *الجديد في الشّهداء أغاثنجلّوس البحّار.
* * *
✤ القدّيس سمعان فيلوثيو الآثوسي (+1594م)✤
ابن كاهن قروي من ناحية فولوس. في الخامسة عشرة من عمره غادر ذويه وانضوى تحت لواء باخوميوس، أسقف ديمترياس، الذي جعله راهباً ثم شمّاساً. دخل، بعد ذلك، إلى دير الرقاد في كيسافوس، في ناحية الأوليمبوس، حيث سلك في نسك شديد لا يلبس سوى ثوب واحد عتيق ويسير حافي القدمين ويسير ليالي بطولها واقفاً في حضرة الله غير المنظور.
ولما شاء أن يخوض غمار الحرب الروحية على أقسى ما يكون انتقل إلى جبل آثوس حيث أقام في اللافرا الكبير وسيم كاهناً، ثم تحوّل إلى دير فيلوثيو.
كان سمعان إيقونة حيّة للحياة النسكية وقد سار في خطاه العديد من الإخوة. صار رئيساً للدير. بعض الرهبان تحرّك فيهم الحسد واشتدّ فعملوا على حجزه في برج الدير في يوم الفصح، وأطلقوا العنان للعربدة والرقص. وقد تمكّن هو من الفرار من إحدى النوافذ. ترك الجبل المقدّس وعاد إلى موطنه حيث اعتزل في مكان قاحل في قمّة زاغورايون اسمها فلاموريون.
لثلاث سنوات عاش في العراء تحت شجرة تفّاح مثابراً على الصوم والسهر والصلاة رغم قسوة الأحوال الجويّة. إلى هناك اجتذب الربّ الإله العديدين الذين أُخذوا بفضيلته وانضمّوا إليه. وفي خلال سبع سنوات بدأ ببناء كنيسة ودير على اسم التجلّي.
وبعد أن نظّم ديره وفق قواعد حياة الشركة جعله في عهدة البطريرك المسكوني تأميناً لاستقلاليته. بعد ذلك خرج يكرز بالكلمة الإلهية في نواحي عديدة من اليونان رغم الحظر الموضوع على التعليم من قبل السلطة الحاكمة.
جال في تساليا كرسول جديد، عاري القدمين، لا يملك غير نعمة الله التي استقرّت في قلبه. علّم المسيحيّين أن يسلكوا في وصايا الله وألاّ ينتقموا لأنفسهم أو يتعاطوا السحر والشعوذة وأن يتردّدوا على الكنائس لا سيما أيام الآحاد. خلال تجواله شفى العديدين من أمراضهم. انتقل إلى أثينا حيث استقبله أسقفها لورنتيوس بحرارة ودعاه إلى الوعظ في كنائس المدينة.
فيما كان مجدّاً في سعيه الرسولي في جزيرة أوبي، حسده بعض الأتراك إذ رأوا نجاحاته، فاتّهموه لدى الممثّل المحلّي للباشا أنه يحاول أن يغيّر إيمان المسلمين إلى المسيحية. لما أوقفوه وشاؤوا أن يميتوه حرقاً ساعد جلاّديه في جمع الحطب للمحرقة. استجوبوه فشرح حقيقة ما كان يكرز به. لم يجد القاضي سبباً لإدانته وأخلى سبيله. عاد إلى دير فلاموريون حيث أعطى الإسكيم الرهباني لعدد كبير من تلاميذه من الذين اجتمعوا إليه أثناء جولته الرسولية.
انتقل إلى القسطنطينية حيث استقبله البطريرك إرميا الثاني (1587 – 1595م) وأكرمه. تأثيره على الناس هناك لم يكن أقل من تأثيره عليهم في غير مكان. هنا أيضاً طلب العديدون الحياة الرهبانية من خلاله.
رقد في القسطنطينية في 19 نيسان 1594 ودُفن في كنيسة والدة الإله في جزيرة خالكي. وقد نُقلت رفاته بعد سنتين إلى ديره. كما ورد أن أشفية عديدة جرت بها.