في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء مانوئيل وصابائيل وإسماعيل *الشّهداء إيصافريوس ورفاقه *القدّيس البارّ هيباتيوس *الشّهيد في الكهنة فيلونيدوس القبرصيّ*القدّيس البارّ بيهور النّيتريّ المصريّ*القدّيس أييتيوس الحبشيّ*القدّيس البارّ حنانيّا الرّسّام النّوفغوروديّ *الشّهداء الجيورجيّون شالفا ورفاقه *القدّيس البارّ نكتان وايلز *القدّيس البارّ أفيتوس الفرنسيّ*القدّيس البارّ بوتولف الإنكليزيّ*القدّيس البارّ هرفي بريتاني الفرنسيّ*القدّيس البارّ هيماريوس الإيطاليّ*الشّهيد مونتانوس غيتا الإيطاليّ.
* * *
✤الشّهداء مانوئيل وصابائيل وإسماعيل✤
كان مانوئيل وصابائيل وإسماعيل إخوة من عائلة فارسيّة نبيلة. أخذوا المسيحيّة عن أمّهم واعتنى بتربيتهم كاهن اسمه أونيكوس. سلكوا في التّقوى. كانت لهم مكانة كريمة في قصر الملك الفارسيّ الّذي هو مفترض أن يكون شابور الثّاني. لمّا أنفذ يوليانوس الجاحد إلى بلاد فارس اقتراحات للسّلام، سنة 362 م.، اختار الملك سفراء له إلى القسطنطينيّة هؤلاء الثّلاثة. استُقبلوا باعتبار كبير ودعاهم يوليانوس للانضمام إليه والاشتراك معه، بقرب خلقيدونيا، في أعياد فخمة كان يُفترض خلالها أن يُصار إلى تقديم الذّبائح للآلهة. الكلّ اشترك في الذّبيحة إلّا السُّفراء الثّلاثة الشُّبّان الّذين نفروا بازدراء، من مشهد الكفر هذا وانتحوا جانبًا ليصلّوا إلى الله بدموع كي يُسبغ نور معرفته على هؤلاء القابعين في الظّلمات. وإذ دنا منهم حاجب الأمبراطور ودعاهم للإشتراك في الذّبيحة، أجابوا أنّ مهمّتهم هي أن يتباحثوا بشأن السّلام بين المملكتين لا أن يعطوا الجاحد كفالة بنكران إيمانهم. فلمّا أخذ يوليانوس علمًا بالمقاومة غير المنتظرة للسُّفراء الفرس، عمد إلى سجنهم، للفور، وأوقفهم أمامه في اليوم التّالي. حاول أن يقنعهم بالإطراءات معظِّمًا عبادة النّار والشَّمس لدى الفرس. جواب الفتية الثَّلاثة عبر مترجم كان أنّهم تلاميذ يسوع المسيح وأنّه لا شيء في الدّنيا يجعلهم يقبلون بالعودة إلى العبادة الخرقاء لأجدادهم والتّحوّل من الخالق إلى عبادة المخلوقات. سخط يوليانوس عليهم وأخضعهم للجلد ثمّ سمّرهم على عمود وأمر بتمزيق أجسادهم بمخالب حديديّة. أذهان الثّلاثة كانت في آلام الرَّبّ يسوع، لذلك صلّوا وسألوه أن يهبهم مكابدة الآلام بصبر. للحال ظهر لهم ملاك وأبرأ جراحاتهم وأنعشهم. فلمّا وقفوا من جديد أمام الطّاغية، جاهروا بأنّهم مُستعِدّون لتحمّل كلّ تعذيب بفرحٍ وبهجة. عرّضوا جنباتهم للمشاعل فاستمرّوا يذيعون، بصوتٍ عالٍ، بقوّةِ المخلّص. حاول يوليانوس استمالة مانوئيل دون أخوَيه فلم ينجح. كلّ خباثته وعنفه باء بالفشل. أخيرًا قضى عليهم بميتة صعبة طعنًا بالسّهام وتسميرًا وقطْعًا للهامة وإلقاء في النّار. وقد قيل إنّ المسيحيّين واروهم الثّرى بإكرام وإنّ كنيسةً بُنيت، بعد ذلك، فوق ضريحهم وجرت بهم عجائب جمّة.