في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أبونا الجليل في القدّيسين أفركيوس أسقف هيرابوليس المعادل الرّسل والصّانع العجائب *الفتية السّبعة المستشهدون في أفسس: إيمفليخوس ويوحنّا ومرتينس وأنطونينوس ومكسيميليانوس وقسطنطين *الشّهداء ألكسندروس الأسقف وهرقل وحنّة وأليصابات وثيودوتي وغليكاريّة *القدّيس البار روفس *القدّيس البار لوط *البارّان ثيودوروس وبولس روستوف *القدّيس البطريرك ثيودوسيوس الأنطاكيّ *الشّهداء الفلسطينيّون الثّلاثة والسّتّون *الشّهداء الرّوس الجُدُد سيرافيم رئيس أساقفة أوغليتش ومَن معه.
* * *
✤تذكار الفتية السّبعة القدّيسين الّذين في أفسس✤
كان هؤلاء السّبعة إخوة وقد وردت أسماؤهم في التّراث، وهم: يمفليخس ويوحنّا ومرتينس وأنطونينوس ومكسيميليانوس وديونيسيوس وقسطنطين. وقد فرّوا في زمن الاضطهاد من وجه عمّال الأمبراطور واختبأوا في مغارة في أفسس. وإذ عرف الوالي بأمرهم سدّ عليهم المغارة، فقضوا فيها شهداء.
أمّا تفاصيل خبرهم فيعتورها الإبهام لا سيّما وهناك روايات خارقة تناقلتها الأجيال بشأنهم. فهؤلاء السّبعة هم الّذين درجت تسميتهم في التّاريخ بـ “أهل الكهف“، قد قيل عنهم إنّهم ماتوا ولم تَبْلَ أجسادهم، ثمّ عادوا إلى الحياة من جديد بعد حوالي مئتي عام. وحسب هذه الرّواية كان استشهادهم في زمن الأمبراطور الرّومانيّ داكيوس (251 م) وانبعاثهم في زمن الأمبراطور البيزنطيّ ثيودوسيوس الصّغير (408 – 450 م).
وتُفيد الخدمة اللّيتورجيّة الخاصّة بهم، في هذا اليوم، أنّ هؤلاء الإخوة كانوا ذوي مناصب عالميّة جعلتهم من أصحاب الكرامة والمجد. لكنّهم اطّرحوا عنهم اعتبارات البشر وامتثلوا لأمر الله عندما كان عليهم أن يختاروا بين الله والقيصر “الجائر الأثيم“. وقد اختبأوا في المغارة ولم يبرحوا فيها متضرّعين إلى الرَّبّ المُحبّ البشر أن يمنحهم قوّة واقتدارًا. لكن الرَّبّ الإله، لأحكام يعلمها هو وحده، جعلهم يرقدون كلّهم بسلام. ثمّ بعد مئة واثنتين وسبعين سنة بعثهم من التّراب بتضرّعات الملك التّقيّ الحسن العبادة. أمّا شهادة ذلك فحاجة الملك إلى برهان حسّي يثبت فيه صحّة عقيدة القيامة في وجه مَن كانوا ينكرونها. وتقول خدمة صلاة المساء أيضًا إنّهم لم يشعروا بشيء عندما رَقَدوا ولم يشعروا بشيء عندما انبعثوا.
على أنّ مَصادِر أخرى تفيد أنّ أجسادهم طيلة هذه المدّة بقيت سالمة من الفساد طريّة وحسب ولا تتحدّث عن قيامة لهم من بين الأموات.
مَهْما يكن من أمر، فإنّ وجه العَجَب الّذي جعل الكنيسة تحفظ تذكارهم اليوم هو إيثارهم الموت على نُكران الرَّبّ يسوع. وكلّ ما عدا ذلك من تفاصيل، صادِقًا كان أو مُبالَغًا فيه، فلا يزيد من قداستهم ولا يُنقصها.
هذا وإنّ الكنيسة المارونيّة تحتفل بذكرى الفتية السّبعة في هذا اليوم عينه، فيما يذكرهم السّنكسار اللّاتينيّ في السّابع والعشرين من تمّوز.
مُلاحَظَة: هناك عيد آخر لهؤلاء الفتية السّبعة تُقيمه الكنيسة في اليوم الرّابع من شهر آب من كلّ عام.