في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهداء العشرة المستشهدون في كريت *الشّهيدة فكتوريا الرّوميّة *القدّيس بولس أسقف قيصريّة الجديدة *الشّهيد شينون *القدّيس البارّ نيفون أسقف قسطنطيانا في مصر *القدّيس البارّ سرفولوس الرّوميّ *الشّهيد داود الأرمنيّ *القدّيس البارّ ناحوم الأوخريديّ الصّانع العجائب *القدّيس البارّ ثيوكتيستوس النوفغورودي.
* * *
✤ القديس بولس أسقف قيصرية الجديدة (القرن 4م)✤
كان أسقفاً على قيصرية الجديدة في زمن الإمبراطور ليسينيوس (307-321م) الذي اضطهد المسيحيين. سمع ببولس بعدما ذاع صيت فضيلته وحكمته الرعائية. استدعاه إلى نيقوميذية. حاول إرهابه فلّم يرهب. جلده فكان صابراً وديعاً رؤوفاً بمضطهديه. كل الحاضرين اندهشوا للمشهد. أمر ليسينيوس حدّاداً أن يذيب قطعة معدنية كبيرة ويجعل ذراعي القديس فيها حتى تبرد. ذاب لحم يدي رجل الله وانشلّتا وتكلّستا. نفي إلى حصن على شاطئ نهر الفرات. لما قدم قسطنطين الكبير من الغرب وانتزع الشقّ الشرقي من الإمبراطورية من ليسينيوس (324م). أمر بالكف عن ملاحقة المسيحيين وإطلاق المساجين واستعادة المنفيّين. إثر ذلك عاد القديس بولس إلى دياره. لمع نجمه من جديد. حضر سنة 325م المجمع المسكوني الأول في نيقية. بين الآباء الثلاثمائة والثمانية عشر الذين حضروا كان عدد ليس بقليل من الذين حملوا في أجسادهم سمات آلام الرب يسوع. كان كل واحد يعتبر هذه السمات خير زينة يتزيّن بها. هذا كان مقطوع الأنف وذاك مقطوع الأذن والثالث أعور والرابع مبتور اليد أو الرجل أو له في بدنه آثار يباس وحريق على مثال بولس. هذه كانت علامات حبّهم للمسيح، وبها تمكنوا، بكل قوة، من دحض آريوس الذي أنكر ألوهة الرب يسوع المسيح. في إحدى جلسات المجمع، أمسك قسطنطين الملك بيدي القديس بولس وجعل عينيه عليهما وقبّلهما ثم قال بتوقير كبير: “لست أشبع من تقبيل هاتين اليدين اللتين أضحتا مائتين مشلولتين من أجل مسيحي”. بعد عودة القديس بولس إلى مقره استمر لامعاً مفضالاً بضع سنوات. رقد بسلام في الرب.