Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*القدّيس البارّ استفانوس العسقلاني السّاباوي. *القدّيس البارّ تيطس العجائبيّ. *الشَّهيدان أمفيانوس وأداسيوس. *الشَّهيدة ثيودوسيا الصّوريّة. *الشَّهيد بوليكاربوس الإسكندريّ. *القدّيس البارّ غريغوريوس النّيقوميذي. *أبينا الجليل في القدّيسين نيسيتيوس الليّوني. *الشَّهيدات البارّات إيبا السّكوتلانديّة ورفقتها. *أبينا الجليل في القدّيسين أونديوس اليونانيّ. *أبينا الجليل في القدّيسين سابا السّوروجي.

القدّيس البارّ غريغوريوس النّيقوميذيّ (+ 1240 م)

من عائلة شريفة تقيّة في بيثينيا. تلقّى نصيباً وافراً من العلوم الدنيوية. نهمه إلى إيجاد مفتاح المعرفة الحقّانية دفعه إلى البحث عن رجال لله قادرين على تعليمه بمثالهم وفضائلهم. انضمّ إلى دير من خيرة ديورة زمانه. انصرف بحميّة إلى الجهاد ضد الأهواء والأفكار الموحى بها من الأبالسة. تعلّم ضبط النفس بصرامة وتربّى على أصول الصوم وتلاوة المزامير والصلاة المشتركة والصلاة الشخصية. عشرته للشيوخ المختبرين مرّسته على الحرب اللامنظورة. تعلّم تمييز الأفكار وحفظ الذهن. أجاد في كل فضيلة. ما اقتناه حسبه كلا شيء لأن نفسه كانت توّاقة إلى المزيد.

          حرّك عليه الشيطان الحسّاد فاتّهموه بسرقة الأواني المقدّسة. لم يشأ أن يبرّر نفسه بل غادر إلى غير دير لئلا يكون عثرة لمتّهميه. أحبّه الإخوة في الدير الجديد لنسكه وتواضعه ووداعته. لبس الإسكيم الكبير وصُيِّر كاهناً بعد لأي.

          انقضى عليه هناك ثلاث سنوات اعتزل بعدها بمعيّة أخيه في الجسد الذي كان في نفس الدير. التأمّل في المجد الإلهي أضرم الحبّ الإلهي فيه كل يوم. والحبّ الإلهي، بدوره، رفعه إلى معاينات أسمى. هذا دفعه إلى عزلة أشدّ. حطّ به رحال النسك، أخيراً، على مرتفع عُرف باسم الياس النبي، شمالي خليج نيقوميذية. صار عشيراً لله وحظي بموهبة النبوءة وصنع العجائب. مذ ذاك اهتمّ بخلاص النفوس. صار ينبئ بالآتيات حيث بدا ذلك نافعاً ويعزّي المبتلين بالتجارب ويُعين الفقراء ويشفي المرضى.

          جاءه قوم أشرار يوماً وفي نيّتهم تعريضه للهزء والسخرية بسبب شهرته كراء فما كان منه سوى أن كشف لكل منهم خطاياه. بعد ذلك بقليل أرسلوا إليه امرأة مشبوهة السيرة تغويه. فما إن سمعت كلامه حتى خرّت أرضاً في حال يُرثى لها لأن روحاً خبيثاً قبض عليها. وإذ لم يكن ليضمر لها سوءاً رفع يديه إلى السماء وصلّى وشفاها ثم دفعها في طريق التوبة.

          مرّة أخرى أراد إكليريكيون حسّاد أن يشوّهوا سمعته لدى أسقف نيقوميذية الذي استدعاه لاستجوابه. وإذ كانت الجهادات النسكية قد أضنته شاء أن يأتي إليه على صهوة فرس. وبنعمة الله اجتاز خليج نيقوميذية كعلى اليابسة. أمام هذا العجب الباهر سجد الأسقف عند قدمَي القدّيس ومجّد الله، فيما رجاه متّهموه أن يسامحهم.

          تحاشى القدّيس الكرامات وعاد إلى منسكه حيث استقرّ إلى أن استدعاه ربّه إليه. كان رقاده بسلام في الرب وهو في الخمسين من عمره.

مواضيع ذات صلة