في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* القدّيسة البارّة أليصابات العجائبيّة * الشّهداء سابا الغوطيّ ورفاقه * الشّهداء البلغار باسيكراتيوس وفالنتيون ويوليوس * الشّهداء أفسافيوس ومَن معه * القدّيس البارّ توما الـمُتبالِه * الجديد في الشّهداء دوكاس الخيّاط * القدّيسان البارّان سابا وألكسيوس الكهفيّان * الجديد في الشّهداء نيقولاوس الرّاعي * القدّيسان الـمُعترِفَان أيوريست وسابا الرُّومانيَّان * القدّيس البارّ يوسف، أسقف ماراموريش الرّومانيّة * القدّيس البارّ ويلفريد، أسقف يورك الإنكليزيّة * الجليل في القدّيسين ملّيتوس، رئيس أساقفة كانتربري * القدّيستان البارّتان بونا ودودا.
* * *
✤القدّيسة البارّة أليصابات العجائبيّة✤
من أبوين تقيّين نبيلين من هيراقليا التراقية. أبصرت النور إثر تدخّل عجائبي للقدّيسة الشهيدة غاليكاريا المعيَّد لها في 13 أيار. حفظت، عن ظهر قلب، سير القدّيسين، منذ نعومة أظفارها فأضحى القدّيسون لديها، بصورة متواترة، نموذجاً يُحتذى. تيتّمت في سن الثانية عشرة. وزّعت ميراثها على المحتاجين وأطلقت خدّامها ثم انضمّت إلى دير القدّيس جاورجيوس، المكنّى بـ “التل” في القسطنطينية، وقيل إلى دير القدّيسَين قوزما وداميانوس. الدير، فيما يبدو، كانت تديره، يومذاك، عمَّة لها.
وإذ اقتبلت أليصابات الحياة النسكية بحميّة، أضحت، سريعاً، إناء مختاراً لنعمة الله. كانت عيناها مثبتتين أبداً على الجمال الإلهي. لهذا، وعلى مدى ثلاث سنوات متواصلة، حفظت نظرها مثبتاً إلى الأرض لا تسمح لنفسها أن تتيه عينها في المناظر والوجوه. لم تجعل لقدميها حذاء واكتفت من اللباس بثوب خشن عريض الأكمام. كابدت البرد والجليد في الشتاء. وحدها محبّة العلي المشتعلة في قلبها مدّتها بمعطف وغطاء. الدموع التي اعتادت سكبها وقت التسابيح كانت، إليها، أطيب من الحمّامات والعطور. أما طعامها فغالباً ما اكتفت فيه بمساهمة الخبز السماوي. كانت تصوم الأربعين كاملة ولمّا تذق الزيت سنين. ضبطت جسدها ونفسها على هذا النحو ابتغاء الجدّة في الروح. بقيت سنوات لا تتطلّع إلى السماء.
فضائل عدّة عرفتها أليصابات، أبرزها الرفق واللطافة والحنو لا سيما بإزاء من كدّتهم العلل الروحية والبدنية. وإذ بلغت من الفضيلة القمّة، مَنّ عليها الربّ الإله بموهبة صنع العجائب. كثيرون شفوا، على يدها، من الأدواء والأهواء.
خلال صلواتها الليلية كانت تُرى، أحياناً، مشعّة. ولما تنقّت نفسها وتطهّر قلبها عاينت الله. ذات مرّة استبانت قوّة الله فيها بصرعها حيّة سامة هائلة سألوها العون عليها.
اختارتها رئيسة الدير خليفة لها لما كانت على وشك المفارقة. وقد أخذت عصا الرئاسة من يد البطريرك القدّيس جنّاديوس القسطنطيني.
مما يُعزى إليها إشعارها الأمبراطور لاون الأول بأن حريقاً هائلاً مزمع أن يضرب المدينة المتملّكة. هذا حدث في العام 465 ويُذكر، عندنا، في اليوم الأول من شهر أيلول. إليها وإلى القدّيس دانيال العمودي يعود فضل الشفاعة بالمدينة في ذلك الحين وكذلك الحؤول دون إتيان النار عليها بالكامل. هذا ما حفظه الوجدان في شأنها. وقد قيل إن الأمبراطور، إثر ذلك، مَنّ على ديرها بهبات ليست بقليلة.
ذات مرّة، أثناء سرّ الشكر، دخلت في انخطاف وعاينت روح الربّ القدّوس، له المجد، ينحدر على المذبح الإلهي ويشتمله في هيأة ملاءة كبيرة ذات بياض نوراني.
لما دنت أيامها الأخيرة عادت إلى موطنها، هيراقليا، لتكرم المذابح. هناك ظهرت لها القدّيسة غاليكارية وذكّرتها بحمايتها لها منذ الطفولية ودعتها إلى الإنضمام إليها في المساكن العلوية. في اليوم التالي لعيد القدّيس جاورجيوس ساهمت القدسات فاستضاء وجهها كالشمس فمدّت ذراعيها إلى السماء بفرح غامر وأسلمت الروح بعدما قالت قول سمعان الشيخ: “الآن، أطلق أمتك، أيها السيّد، حسب قولك بسلام، فإن عينيّ قد أبصرتا خلاصك!”.
تبيّن، فيما بعد، أن جسدها لم ينحل. وقد جرى به جمّ من الأشفية. وقد ورد أنه حتى التراب حول ضريحها استبان دواء لكل علّة. صلواتها تشملنا آمين.