Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

* القدّيس زكريّا النّبيّ والد يوحنّا المعمدان * الشّهيد في رؤساء الكهنة عبدا الفارسيّ والّذين معه، ومنهم بنيامين الشّمّاس * الشّهيد شربِل (ثاثويل) الرّهّاوي وأخته بيبايا * الشّهيد بطرس الفارسيّ* الشّهيدان جوفنتيوس ومكسيموس الأنطاكيّان * الشّهداء ماديمنوس وأوربينوس ونعمة الله (ثيودوروس) ورفقتهم الـ 80 * الشّهيد في الأبرار أثناسيوس الرّوسيّ.

*        *        *

✤تذكار القدّيس زكريّا النّبـيّوالد يوحنّا المعمدان السّابق الكريم✤

إنّ الخبر الَيقين عن القدّيس النّبيّ زكريّا نجده في الكتاب المقدّس، وبالتّحديد في إنجيل لوقا من العهد الجديد، الإصحاح الأوّل (5– 22، 57– 79). وهذا ما نعتمد عليه في عرضنا لسيرته.

        كان زكريّا كاهنًا من كهنة الهيكل، من فرقة أبيّا، وهي الفرقة الثّامنة من فرق بني هارون الأربع والعشرين المذكورة في سفر أخبار الأيّام الأولى، الإصحاح الرّابع والعشرين. وكانت لكلّ فرقة دورها في خدمة الهيكل تؤدّيه لمدّة أسبوع، من السّبت إلى السّبت. وكان كهنة كلّ فرقة يقومون بالخدمة على أساس القرعة، فمَن وقعت عليه القرعة، كان يدخل مرّتين إلى القسم المُسَمّى “القدس”، في اليوم، ليقدّم البخّور، فيما كان الشّعب، خارجًا، واقفًا يصلّي.

        ذات مرّة، وقعت القرعة على زكريّا ليبخّر فدخل، وإذا بملاك الرّبّ يظهر له واقفًا عن يمين مذبح البخّور. فلما رأى زكريّا الملاك ارتعد. فقال له الملاك لا تخف يا زكريّا لأنّ طلبتك قد سمعت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنًا وتسمّيه يوحنّا. هذا يكون سبب فرح وابتهاج لكثيرين. يتقدّم أمام الرّبّ بروح إيليّا وقوّته ليهيء للرّبّ شعبًا مستعدًّا. زكريّا، في ذلك الوقت، كان متقدًمًا في السّنّ وكذلك امرأته. وسأل زكريّا الملاك باستغراب وشكّ، كيف يمكن أن يكون هذا وأنا شيخ وامرأتي قد جاوزت سنّ الإنجاب. فأجابه الملاك: أنا جبرائيل الواقف قدّام الله، أكلّمك، وها أنت تكون صامِتًا إلى اليوم الّذي يتحقّق فيه الكلام الّذي كلّمتك به لأنّك لم تصدّقني.

        وبالفعل، أمسك لسان زكريّا عن الكلام، وبقي كذلك إلى ما بعد ولادة الصّبيّ بثمانية أيّام. يومذاك، جاؤوا بالصّبيّ ليُختَنَ ويُعطى اسمًا. فأصرّ ذووه على تسميته باسم أبيه زكريّا، فيما قالت أمّه أليصابات أن يُسمّى “يوحنّا”. وإذ ذاك انفكّت عقدة لسانه وتكلّم وبارك الله.

        وامتلأ زكريّا من الرّوح القدس وتنبّأ قائلًا: “مبارك الرّبّ إله إسرائيل لأنّه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه، كما تكلّم بفم أنبيائه القدّيسين الّذين هم منذ الدّهر، خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مُبغضينا، ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدّس، القسَم الّذي حلف لإبراهيم أبينا أن يُعطينا أنّنا بلا خوف منقَذين من أيدي أعدائنا نعبده، بقداسة وبرّ قدّامه جميع أيّام حياتنا. وأنت أيّها الصّبيّ نبيّ العليّ تدعى لأنّك تتقدّم أمام وجه الرّبّ لتعد طرقه، لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمَة إلهنا الّتي بها افتقدنا المشرق من العلاء، ليضئ على الجالسين في الظّلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السّلام”.

ملاحظة:

        تُعَيِّد الكنيسة المارونيّة للقدّيس النّبيّ زكريّا في نفس هذا اليوم.

مواضيع ذات صلة