في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد ياكنثوس الحاجب *الشّهداء ثيودوتوس وثيودوتي وغوليندوخ ورفاقهم *القدّيس البطريرك أناتوليوس القسطنطينيّ *الشّهيدان مرقص وموكيوس *القدّيس البارّ إشعياء الإسقيطيّ الغزّاويّ*القدّيس البارّ يواكيم نوتينا *الجديد في الشّهداء جيراسيموس *القدّيسان الأميران باسيليوس وقسطنطين الرّوسيّان *القدّيسان البارّان أناطوليوس وأناطوليوس الآخر الكهفيّان *القدّيس البارّ يوحنّا الموسكوفيّ الـمُتبالِه *القدّيس البارّ نيقوديموس الرّوسيّ العَجائبيّ*القدّيس البارّ جرمانوس الإيرلنديّ*القدّيس البارّ غانتيارن بريتانيّ*القدّيس البارّ غوثاغون النّاسك الإيرلنديّ*القدّيس الأسقف هليوذوروس ألتينوم الدّلماتيّ*الشّهيدان إيريناوس وموستيولا الإيطاليّان *الشّهداء تريفون ورفقته *القدّيس الرّسول توما.
* * *
✤الشّهيد ياكنثوس الحاجب✤
أصل القدّيس ياكنثوس من بلاد الكبّادوك. في عمر الثّامنة عشرة خدم حاجبًا في قصر الإمبراطور ترايان الرّومانيّ (96 –116 م.). ذات يوم فيما كان الإمبراطور يقيم احتفالًا كبيرًا إكرامًا للأصنام انتحى ياكنثوس جانبًا ليُصلّي. أحد أقرانه، المدعو أوربيكيوس، لاحظه فوشى به لدى العاهل بأنّه مسيحيّ. أمر الإمبراطور بإيقافه أمامه للحال. ثمّ مدّ له طعامًا سبق أن قُدِّم ضحيّة للأوثان. كان يريده أن يأكلَ منه أمامه. رسم الشّاب علامة الصّليب على نفسه وامتنع، ثمّ دعا الإمبراطور إلى نبذ عبادة الشّياطين والاعتراف بالإله الحقيقيّ الأوحد. سخط الإمبراطور عليه وضربه على فمه وأسلمه للعسكر الّذين حاولوا، بعد ضرب وركل، أن يطعموه بالقوّة فقاومهم. لمّا رأى ترايان أنّ جهوده ذهبت سدى قام وغادر القاعة بعدما أمر بإلقاء القدّيس في السّجن وأن تُجعل رجلاه في المقطرة.
في اليوم التّالي، جيء بياكنثوس إلى المدرَّج فصرّح أمام الإمبراطور بأنّه لا تعذيب يمكن أن يقنعه بمبادلة الحياة الأبديّة بمباهج هذه الحياة الشَّقيّة. جلده الجلّادون بوحشيّة حتّى تغطّت وجوههم بدمه. فلمّا أُرهقوا علَّقوه على مِنصبة ليُمزّقوا جنبيه. أمّا هو فقوي على التّعذيب بفيض محبّته للرَّبّ يسوع وهتف: “يا ترايان، أنتَ، من حيث لا تدري، تصنع بي حسنًا وتُعلّمني أن أُكابد آلام المسيح! كلّما اشتدّت تعذيباتك قوي إيماني!” على هذا كابد التّعذيب على مدى سبع ساعات أُعيد، على أثرها، إلى السّجن. أمر الملك بألّا يُقدَّم له أيّ طعام ما خلا اللّحم المذبوح للأصنام الّذي كانوا يضعونه أمامه كلّ يوم. أمّا القدّيس فتحوّل باشمئزاز عن هذه العلامة المحسوسة لعبادة الشّياطين. بقي دون طعام وشراب بضعة أيّام. فقط إيمانه وصلاته غذّياه. في اليوم الثّامن والثّلاثين أتاه السَّجّان بذات الطّعام فعاين ضوءًا بهيًّا يلتمع في السّجن، حيث كان، وملاكان بجانبه، من هنا ومن هنا. ذهب السَّجّان وأفاد عن الأمر لدى الإمبراطور. ظنّ الملك أنّ في الأمر هلوسة. أوعز بإخضاع ياكنثوس لعذابات جديدة. في اليوم الأربعين جاء الجلّادون ليجرّروه إلى أمام قيصر فوجدوه ميتًا مُحاطًا بملائكة في مظهر بشر يحملون في أيديهم الشُّموع. إذ ذاك أمر الطّاغية بإلقاء جسده إلى الضّواري في الجبل.
أحد أنسباء القدّيس، وهو كاهن اسمه تيموثاوس، دلّه ملاك الرَّبّ على الموضع حيث كان الجسد فأخذه وواراه الثَّرى بلياقة. ولمّا دنت ساعة موته أوعز إلى أرملة تقيّة أن تسهر على الرُّفات الثّمينة. ثمّ بعد سنين طويلة ظهر القدّيس لرجل ذي مكانة مشيخيّة، من تلك الأنحاء، أصابه العمى فشفاه وأبان له أين كان يربض جسده، ثمّ طلب إليه أن ينقله إلى موطنه في الكبّادوك. أمّا الرَّجُل فتناسى الأمر بعدما استردّ البصر فعاد بصره فتضاءل. من جديد شفاه القدّيس فأطاع ونقل الجسد إلى قيصريّة. فلمّا بلغ أوّل المدينة اتّجهت الحيوانات من ذاتها بالعربة الّتي حملت الجسد إلى بيت القدّيس العائليّ وهناك توقّفت.
طروباريّة للقدّيس
صرتَ مشابهًا للرّسل في أحوالهم وخليفةً في كراسيهمفوجدتَ بالعملِ المرقاةَ إلى الثّاوريّا،أيّها اللّاهِجُ بالله،لأجل ذلك تتبّعتَ كلمةَ الحَقِّ باستقامةٍ وجاهدتَ عن الإيمان حتّى الدَّم،أيّها الشَّهيد في الكهنة ياقوت،فتشفّع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسِنا.