في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس الرَّسول يهوذا أخو الرَّبّ *الشّهيد زوسيما *القدّيس البارّ زينون *القدّيس البارّ باييسيوس الكبير *الشّهيد في الكهنة أسنكريتوس *القدّيس البارّ برلعام تْشنكورسك الرّوسيّ*أبونا الجليل في القدّيسين أيّوب أوّل بطريرك على موسكو *القدّيس البارّ بائيسيوس خيلاندار الآثوسيّ*القدّيس البارّ ديوداتوس أسقف نيفر الفرنسيّ.
* * *
✤القدّيس الرَّسول يهوذا أخو الرَّبّ✤
هو أخو يعقوب ويوسي وسمعان وابن يوسف من زواجه الأوّل كما ورد في التّراث. لذا دُعي أخ (ابن عمّ) الرَبّ (راجع مت 13: 55). ذكره لوقا الإنجيليّ في لائحة الإثني عشر رسولًا (لو 6: 16) فيما استعاض عنه متّى بـ “لبّاوس الملقّب تدّاوس” (مت 10: 3). تبع يسوع خلال كرازته في الجليل واليهوديّة. وفي العشاء الأخير سأله: “يا سيّد ماذا حدث حتّى أنّك مزمع أن تُظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟” أجابه يسوع: “إن كان أحد يحبّني يحفظ كلامي ويحبّه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا” (يو 14: 22– 23).
بعد العنصرة، كما ورد في التُّراث، كرز يهوذا بالإنجيل في بلاد ما بين النَّهرين. أضاء النُّفوس بكلامه وشفى الأجساد بصلاته شاهدًا أنّ قوّة الله كانت لديه فعلًا. تابع رحلاته فوصل إلى أرمينيا وبلغ أرارات حيث علّقه الوثنيّون وطعنوه بالسّهام حتّى الموت فنال إكليل الغلبة.
في رسالته المعروفة باسمه، “رسالة يهوذا”، يتكلّم على قوم يقول عنهم إنّهم دخلوا في صِلب الجماعة خلسة. هؤلاء، كما يصفهم، “فجّار يحوّلون نعمة إلهنا إلى الدَّعارَة وينكرون السَّيّد الوحيد اللهَ وربّنا يسوع المسيح” (يه 4). ويتابع فيقول عنهم إنّهم “صخور في ولائمكم المحبّية صانعين ولائم معًا بلا خوف راعين أنفسهم” (يه 12) “مدمدمون متشكّون سالكون بحسب شهواتهم وفمهم يتكلّم بعظائم” (يه 16). ويصفهم بأنّهم “المعتزلون بأنفسهم نفسانيّون لا روح لهم” (يه 19).
وقد ورد في التّراث أن امرأة يهوذا، واسمها مريم، أنجبت له ذريّة. كذلك قيل عن الإمبراطور الرّومانيّ دومتيانوس (يه 96) أنّه لمّا أراد أن يبيد كلّ ذريّة داود حتّى لا يبقى لليهود رجاء بمسيحهم أوقف لديه حفيدي يهوذا إثر وشاية الهراطقة بهما. فلمّا سألهما عن أملاكهما أجاباه إنّهما يتقاسمان أرضًا متواضعة ويزرعاها بأيديهما ثمّ أرياه أيديهما فكانت خشنة متكلكلة. استجوبهما في شأن المسيح وملكوته فأجاباه إنّ ملكوته ليس من هذا العالم بل هو سماويّ، وأنّ المسيح، في نهاية الدّهور، سوف يعود بمجد ليملك ويدين الأحياء والأموات. إذ ذاك ارتاح بال دومتيانوس وأطلقهما وأوقف اضطهاده للمسيحيّين. هذان القدّيسان المكرّمان في الكنيسة كشهيدين ونسيبين للرَّبّ يسوع كانا يتمتّعان بسلطة كبيرة في الزّمان الأوّل للكنيسة. وقد عاشا إلى زمن ترايانوس قيصر. هذا حسبما أورد أفسافيوس القيصريّ في تاريخه نقلًا عن هيجيسيبوس، الكتاب الثّالث، الفصل العشرون.