في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد بونيفاتيوس *الشّهداء آرس وبروبس وإيليّا *الشّهيدان تيموثاوس وبوليفاكتوس *الشّهداء سعيد (أفتيشيس) وتسالونيكيا ورفقتهما *الشّهيد تريفون *القدّيس بونيفاتيوس الرّحيم، أسقف فيرانتينو *أبونا الجليل في القدّيسين غريغنتيوس، أسقف أكسوم *القدّيس البار إيليّا الكييفيّ الّذي من موروم.
* * *
✤سنكسار القدّيس الشّهيد بونيفاتيوس(القرن4م)✤
عاش بونيفاتيوس في مدينة رومية. كان وكيلًالأعمال سيّدة رومانيّة ثريّة اسمها أغلاييدا. هذه كانت فتيّة، جميلة، من أشراف المدينة، مُحِبَّة للشّهرة، تُسلّي السّكان، أحيانًا، بِحفلات عامّة على نفقتها. وكانت تربطها بوكيلها علاقة شائنة. بونيفاتيوس، من ناحيته، كان شرّابًا للخمر ماجنًا، لكنّه تمتّع بخصال مميّزة ثلاث: كان مضيافًا وسخيًّا ورؤوفًا. يحكى عنه أنّه كلّما كان يلتقي غريبًا أو مُسافرًا كان يعينه بمودّة كبيرة. كما اعتاد التّجوال في الشّوارع وارتياد الأماكن العامّة أثناء اللّيل ليفرِّج عن الفقراء، كلًّا حسب حاجته.
ومرّت الأيّام وبونيفاتيوس وأغلابيدا على هذه الحال، إلى أن لامست النّعمة الإلهيّة قلب أغلاييدا فأحسّت بوخز الضّمير. ليس ما يُشير بوضوح إلى ما إذا كان الرّفيقان قد عرفا المسيح في وقت من الأوقات. لعلّهما كانا مسيحيّين بالاسم. أنّى يكن الأمر فإنّهما لم يكونا بعيدين عن الجوّ. فعلى الأثر استدعت أغلاييدا بونيفاتيوس وكشفت له ما كان يدور في خلدها: “أنت تعرف مقدار غرقنا، أنا وأنت، في الرّذيلة، ولم يخطر ببالنا أنّه لا بدّ لنا أن نظهر أمام الله لنؤدّي الحساب عن أعمالنا. لقد بلغني أنّ الّذين يكرمونالمعذّبين من أجل يسوع المسيح يشاركونهم المجد. وفي الشّرق، ثمّة العَديد من خدّام يسوع المسيح يكابدون العذاب كلّ يوم ويبذلون أنفسهم من أجله. فاخرج إلى هناك، إذا، وأْتِنِي برفات بعض أولئك الّذين غلبوا الموت لنكرم ذكراهم ونخلص بشفاعتهم”. فشرع بونيفاتيوس بإعداد العدّة لتحقيق رغبة سيّدته. وبعدما جمع كميّة كبيرة من المال ليشتري بها أجساد الشّهداء من جلّاديهم ويوزّع ما تيسّر على الفقراء، قال لأغلاييدا: “لن أعود خلوًا من رفات الشّهداء، إذا وقعت على بعض منها، ولكن ما رأيك لو أعيد إليك جسدي وقد أضحى جسد شهيد؟ “فوبّخته على دعابته في شأن لا يقبل المزاح”.