في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد في الكهنة ديونيسيوس الأريوبّاجي *الشّهيدان روستيكوس وألفثاريوس *الشّهداء ثيوكتيستوس وثياغينوس وثيوتكنوس*القدّيس ديونيسيوس الإسكندريّ المُعتَرف وتلاميذه فوستوس وغايوس وأفسافيوس وخيريمون الشّمامسة * القدّيس البار يوحنّا الخوزبي *القدّيس البار هزيخيوس الخوربي *القدّيس البار ديونيسيوس لافرا مغاور كييف * الشّهيدان هاوالد الأسمر وهاوالد الوسيم الإنكليزيان *الشّهيدان أونانيوس وأندراوس الفلسطينيّان *القدّيس المعترف الرّوسيّ الجديد أغاثنجلوس متروبوليت ياروسلاف.
* * *
✤تذكار القدّيس الشّهيد في الكهنة ديونيسيوس الأريوبّاجي (+ 96 م)✤
هو إيّاه مَن وَرَدَ ذكره في سفر أعمال الرّسل (17: 34). ويُقال إنّ دامارس المَذكورة بجانبه كانت زوجته. وقد اهتدى إلى الإيمان بالرَّبّ يسوع المَسيح على يد بولس الرّسول خلال زيارته لأثينا. كان أحد البارزين في هيئة الأريوباغس الّتي هي المَحكمة العليا المُختصّة بالقضايا الجنائيّة. كان متبحِّرًا في الفلسفة اليونانيّة، وكان على الرّواقيّةª. ينقل أنّه كان في مصر، في الهليوبوليس، يوم جرى صَلْب الرّبّ يسوع في أورشليم، فشهد كسوفًا شمسيًّا خِلافًا لكلّ قواعد علم الفلك المَعروفة يومذاك. وقد قال على أثره: “إمّا أن يكون الإله متألّمًا وإمّا أن تكون نهاية العالم قد حضرت“.
يذكر التّراث أنّه صار أسقفًا على أثينا، وربّما الأسقف الأوّل، إذا ما أخذنا بشهادة ديونيسيوس الكورنثي (+170 م) في رسالته الثّانية إلى أهل أثينا. وهناك مَن يدّعي بأنّه هو إيّاه ديونيسيوس الباريسي الأسقف المعروف الّذي أنشأ كنيسة في بلدة باريس، الصّغيرة يومذاك، وقام بِعَمل بشاريّ واسع النّطاق شمل بريطانيا وإسبانيا وسِواهما. وقد شاع هذا الإدّعاء منذ مُنتَصَف القرن التّاسع. ويذكر التّراث أيضًا أنّه حَضَرَ بالرّوح القدس إلى أورشليم يوم رقاد والدة الإله. ويبدو أنّه عمَّر طويلًا فبَلَغَ التّسعين ومات شهيدًا بقطع الهامة، هو وإثنان من تلاميذه، روستيكوس وألفثاريوس، في أيّام الأمبراطور دوميتيانوس عام 96 للميلاد، وأنّ هامَتَه مَحفوظة في دير دوخياريو في جبل آثوس، منذ أن قدّمها الأمبراطور ألكسيوس كومنينوس هديّة في القرن الحادي عشر.
من جهة أخرى، ظهرت منذ أواخر القرن الخامس كتابات مستيكيّة مهمّة في الكنيسة تحمل اسم ديونيسيوس الأريوبّاجي كان لها أبلغ الأثر في الفكر اللّاهوتيّ في ذلك الزّمان والأزمنة اللّاحقة. إلّا أنّ المسلّم به بين الدّارسين أنّ هذه الكتابات لا يمكن أن تكون للقدّيس ديونيسيوس الّذي نُعَيّد له اليوم. وهم يعيدونها، في المقابل، لكاتب مَجهول الهويّة عاش في البلاد السّوريّة في أواخر القرن الخامس. وهذا هو السّبب في أنّ هذه الكتابات أصبحت تُعرف بِكِتابات ديونيسيوس الأريوبّاجي المَنحولة.
تُعيّد الكنيسة المارونيّة للقدّيس ديونيسيوس في مثل هذا اليوم فيما تُعيّد له الكنيسة اللّاتينيّة في التّاسع من تشرين الأوّل.
ª – الرواقية نظام فلسفي أسّسه زينون (335 – 263 قبل الميلاد) الذي قال بأنّ الإنسان الصالح هو الإنسان الحكيم، وصلاحه يقضي بأن يكون منسجماً مع الطبيعة، أي أن يحيا وفقاً لناموس الكون.