في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
أبونا الجليل في القدّيسين أندراوس الأورشليميّ الكريتيّ *الشّهيد في الكهنة ثيودوروس القيروانيّ ورفقته *الشّهيد في الكهنة دوناتوس أسقف ليبيا *القدّيسة البارّة مرتا أمّ القدّيس سمعان العموديّ العَجيب *القدّيسة البارّة أسكيبياس العجائبيّة *الشّهيد في الكهنة ثيوفيلوس *القدّيس البارّ مَنِيغنُوس *الشّهيد ثيودوتوس *أبونا الجليل في القدّيسين ميخائيل خونياتيس متروبوليت أثينا *القدّيس أندراوس أمير بوغوليوبوف الرّوسيّ *القدّيس البارّ أندره روبلاف *الجديد في الشُّهداء الرّاهِب الكاهن نيلوس بولتافا الرّوسيّ *القدّيس أندراوس الرّوسيّ *الشّهداء الملكيّون الرّوس القيصر نقولا الثّاني وأفراد عائلته *القدّيسة البارّة برتا الإنكليزيّة.
* * *
✤ القدّيسة البارة مرتا أمّ القدّيس سمعان العمودي العجيب (القرن 6 م)✤
أصلها من أنطاكية. رغم أنّها نذرت نفسها للبتولية إلاّ أنّها خضعت لرغبة ذويها وزُفَّت إلى رجل يُدعى يوحنّا الرهّاوي إثر رؤيا للسابق المجيد أعلن لها فيها أنّها سوف تلد إناء مختاراً لله: القدّيس سمعان الجبل العجيب (24 أيار). قيل إنّها وضعت مولودها دون آلام المخاض المعتادة. بعد أربعين يوماً من ولادته أخذته إلى كنيسة القدّيس يوحنّا السابق ونذرته لله. بعدما قضى زوجها إثر هزّة أرضية دمّرت القسم الأكبر من أنطاكية، عاينت رؤية ألفتْ نفسها فيها مرتفعة في العُلى لتقدّم ابنها لله. لمّا اعتزل القدّيس سمعان في الجبل العجيب، وكانت مرتا مقيمة في دفني المجاورة لأنطاكية، بقيت تتردّد عليه بتواتر. كل وقتها كانت تمضيه في الكنائس تصلّي بنخس قلب منتصبة وكلّها نحو الله. لم يشاهدها أحد في الآحاد جالسة أو تكلّم أحداً في الكنيسة. اعتادت أن توزّع الحسنات الكثيرة على المحتاجين وتستقبل الغرباء وتغسل أقدامهم بتواضع قلب. تُلبِس العُراة بينهم وتُطعم الجائعين وتقدّم ثوب المعمودية للموعوظين الفقراء وثياب الدفن اللازمة للراقدين المعوزين. لمّا صعد سمعان، في حفل مهيب، إلى عموده سنة 551 م، سارت أمّه أمام الموكب حاملة صليباً وهي تنشد: “خلّصنا يا ابن الله، يا مَن صُلب من أجلنا. المجد لكَ يا سيّد، هليلويا!” بعد ذلك كانت تتردّد على قدّيس الله سائلة شفاعته بالشعب المنكوب، سواء إثر تفشّي الطاعون في أنطاكية سنة 555 م أو عندما ضربتها الزلازل سنة 557.
قبل ثلاثة أشهر من رقادها أعلمها الربّ بالمجد الذي ينتظرها بمعيّة ابنها وأبيها الروحي. أُلقيت في مقبرة الغرباء بناء لطلبها ثمّ نُقلت رفاتها، التي لم تنحلّ، إلى الجبل العجيب حيث ووريت الثرى بقرب العمود إلى يمين الكنيسة. ظهرت لابنها وطلبت أن يُبنى لها مدفن في القسم الأوسط من الكنيسة. إلى هناك جرى نقلها وسُجِّلَت، في المناسبة، عجائب عدّة. في تلك الكنيسة الصغيرة جرى دفن القدّيس سمعان بجانب والدته، فيما بعد.