في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس أسقف نيصص *القدّيسان البارّان مكسيموس ودوماديوس ولدا الملك *القدّيسة ثيوزيبا *أبونا الجليل في القدّيسين دومتيانوس، أسقف ملاطية *القدّيس مرقيانوس مدبّر الكنيسة العظمى *القدّيس البارّ عمّون النّيتريّ *القدّيس البارّ بولس مؤسّس دير أوبنورا في روسيّا *القدّيس البارّ مكاريوس بيزما *القدّيس البارّ مكاريوس الكهفيّ *القدّيس البارّ أنتيباس الهدوئيّ.
* * *
✤ القدّيس مرقيانوس مدبّر الكنيسة العظمى(+471 م)✤
كان القدّيس مرقيانوس من عائلة غنية تربطها صلة قرابة بالعائلة المالكة في القسطنطينية. نشأ في جوّ من التقوى ومحبّة الله. امتاز , منذ الفتوة , بأخلاقه وفضائله. كان صوّامًا قوّامًا مداومًا التأمل في الكتاب المقدّس. أقام وحيدًا بعد رقاد والديه معتبرًا الفقراء شركاء له في الميراث الذي خلّفه له أبواه. كان يديم التوزيع بلا حساب. سامه البطريرك أناطوليوس كاهنًا بعد مقاومة، ثم سمّاه البطريرك القدّيس جناديوس (458-471) مدبّرًا للكنيسة العظمى.
كان لمرقيانوس إكرام مميّز للقديسين الشهداء. لذلك لم يدّخر جهداً لبناء كنائس على اسمهم وتجميلها أحسن تجميل. وقد أقام للقديسة الشهيدة أنسطاسيا هيكلآً عظيماً. يحكى أنه يوم تكريس الكنيسة, فيما كان مرقيانوس يستعد لإشتراك في خدمة القدّاس بجانب أحد الأساقفة وعدد من الكهنة, لاحظ فقيراً معدماً يدن منه ويطلب منه العون. وإذ لم يكن لديه, ساعتذاك, أي مال , فقد أستدعاه الى مكان منعزل وخلع ثوبه الداخلي وأعطاه إياه. ثم لبس ثيابه الكهنوتية فوق عري جسده وعاد إلى الهيكل. فلما كان القدّاس الإلهي , لاحظ الكهنة المشتركون أن تحت بدلة الكاهن مرقيانوس تلتمع زينة بهيّة من الذهب والماس فتعثروا ونقلوا الخبر إلى البطريرك الذي بعث في طلبه وأنّبه على هذا البذخ. فلما استبانت للبطريرك حقيقة الأمر انذهل. وقد ذكر أن عدداً من الهراطقة ارتدّوا إلى الإيمان القويم بعدما بلغهم خبر مرقيانوس.
مرة أطفأ مرقيانوس بصلاته حريقاً اندلع في الجوار وهدّد الكنيسة. ومرة ثالثة أقام امرأة من الموت.
احتجّ قوم على مرقيانوس أنه ينفق بلا حساب على تزيين الكنائس فكان جوابه: ” لو كانت لي ابنة وأردت أن أزوّجها الا أنفق ما أمكنني لأزينها أحلى زينة؟ فكم علينا أن نجمّل الكنيسة التي هي عروس المسيح والتي بذل سيّدنا دمه من أجلها. عل أن مرقيانوس ما كان ليتغافل عن فقراء المسيح لحظة واحدة. فأثناء الليل كان يقصد الأحياء البائسة ليساعد الذين يخجلون ان يستعطوا أثناء النهار. كما كان يهتم بدفن الموتى ويذهب الى بنات الهوى عليهن الأموال فلا يتاجرن بأجسادهن. وكثيرات منهن , كما قيل , تبن وأنجهن شطر الحياة الرهبانية الملائكية. رقد مرقيانوس بسلام في الرب سنة 471.