في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهيد كاليوبيوس البمفيلير * الشّهداء الأبرار بطرموتيوس وقبريس وألكسندروس * القدّيس البارّ جاورجيوس أسقف ميتيلين* القدّيس هيجيسيبوس الأورشليميّ* الشّهداء روفينوس الشمّاس وأكلّينا والجنود المائتان * القدّيس البارّ بيرناخ الإيرلنديّ* الشّهداء الأبرار غيباردوس ورفقته * الشّهيد في الكهنة بيلاجيوس الإسكندريّ* القدّيس البارّ دانيال بارياسلافل الرّوسيّ* القدّيس البارّ جيراسيموس البيزنطيّ* القدّيس البارّ سابا كاليمنوس.
* * *
✤الشّهيد كاليوبيوس البمفيلير✤
هو من عائلة مشيخيّة في برجة بمفيليا. أمّه، ثيوكليا، هي الّتي ربّته على الفضائل المسيحيّة. فلمّا صدر مرسوم أمبراطوريّ، في زمن ذيوكلسيانوس قيصر (+304 م)، قضى بمُلاحَقَة المَسيحيّين في كلّ مكان واستعادتهم إلى الوثنيّة أو التّنكيل بهم، شجّعت الأم ولدها على مغادرة برجة فلجأ إلى بومبيوبوليس الكيليكيّة. هناك شاهد، بأمّ العين، طقوس العربدة الّتي اعتاد أن يكرّم بها مكسيمينوس الوالي آلهة المملكة. وقد امتنع المسيحيّ الشّاب عن المَشاركة في تلك الطّقوس قائلًا: أنا مسيحيّ وبالأصوام، لا بالعربدة، أُعيِّد لمسيحيّ! للحال أوقفوه واستاقوه إلى حضرة الوالي الّذي عرض عليه ابنته زوجة إن قَبِل أن يضحّي لآلهة الأمبراطوريّة، فأجاب: قد أُعطيَتْ نفسي بالكامل للإله المَسيح وأشاء أن أُقدِّم لمحكمته هذا الجسد عذراويًّا لا دنس فيه. فاستشاط مكسيمينوس غيظًا عليه وهدّده بإنزال عذابات مروِّعة به وأن يلقيه طعمًا لألسنة اللّهب. فأجاب: هذه العذابات مهما طال أمدها ولو عنُفت لا تجعل إكليلي إلّا أكثر غنى وأعظم قيمة لأنّه مكتوب: “لا يُكَلَّل أحد ما لم يجاهد جهادًا شرعيًّا” (2 تيم 2: 5).
ضُرب رجلُ الله بالسّيور المُطعّمة بالرّصاص، ثمّ بأعصاب البقر، ثم مدّدوه على مِنْصَبة فوق نار حامية. لكنّ ملاكًا تدخّل وأطفأها مُبطلًا جهود الجلّادين. على هذا ألقى القاضي المُجاهد المغوار في السّجن الدّاخليّ المُظلم.
فلمّا بلغ ثيوكليا، والدة كاليوبيوس، خبر ما جرى أطلقت كلّ عبيدها ووزّعت غناها على الفقراء والكنيسة، ثم جاءت إلى شهيد المسيح في سجنه. فلمّا رآها، وكان مثقلًا بالحديد مُضنى من التّعذيب ولم يتمكّن من الوقوف على قدمَيه، حيّاها قائلًا: مرحى، يا أمّاه! سوف تشهدين آلام المسيح فيّ! فأجابته: إنّي لمسرورة أنّه أُعطي لي أن أُكرّسك للسّيّد كنزًا جزيل الثّمن. ثم إنّهما سهرا، معًا، اللّيل بطوله يصلِّيان ويمجِّدان الله.
من جديد مَثَل كاليوبيوس، في الصّباح، أمام المحكمة فهتف: “إنّي لعلى عجلة أن أموت لأجل المسيح معلّمي!”
في الخميس العظيم من تلك السّنة، لمّا علمت ثيوكليا أنّ ابنها حُكم عليه بالموت صلبًا أعطت الجلّادين خمس قطع فضّية. وفي اليوم التّالي، الّذي هو الجمعة العظيمة، أسلم القدّيس روحه لله. فلمّا أنزلوه عن الصّليب أسرعت إليه أمّه لتضمّه وتقبّله ثلاثًا وهي تمجِّد الله. وللحال أسلمت، هي أيضًا، الرّوح لله.
وقد وارى المسيحيّون الإثنين الثّرى بعدما اتّحدا، في محبّة المسيح، إلى الأبد.
ملاحظة: يُعيّد له الغرب، مثلنا، هذا اليوم.