في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس حجّاي النّبيّ*الشّهيد مرينوس الرّوميّ*الشّهيدان بوموس وهيلاريون ورفاقهما *أبونا الجليل في القدّيسين ممنون، أسقف أفسس *أبونا الجليل في القدّيسين مودستوس الثّاني، أسقف أورشليم *القدّيسة البارّة ثيوفانو الملكة الصّانعة العجائب *أبونا الجليل في القدّيسين نيقولاوس الثّاني بطريرك القسطنطينيّة.
* * *
✤القدّيسة البارّة ثيوفانو الملكة الصّانعة العجائب (+ 893 م)✤
وُلدت لأبويها قسطنطين وحنّة بعد عقر. جاءت ثمرة سنين من الصّلاة الحارّة. جمعت جمال الطّلعة إلى التّقى والسّيرة الفاضلة. اختارها الأمبراطور البيزنطيّ باسيليوس المَقدونيّ (867 – 886 م) زوجة لابنه وخلفه لاون المكنّى الحكيم الّذي ارتقى العرش باسم لاون السّادس بين العامَين 886 و912 م. كانت ثيوفانو غير الملكات والأميرات. سلكت غير مسلك. ازدرت الكرامات والمتع. انصرفت إلى الصّلاة والإنشاد. اهتمّت بإعالة الفقراء والعناية بالمرضى والمنكوبين. اعتادت ارتداء لباس الأميرات فوق ألبسة قاسية خشنة. مارست الصّوم والسّهر وأعمال النّسك أسوة بالرّهابين. باعت حُليَّها ووزّعت المال على الفقراء. كانت تجالس الرّهبان طويلًا تسألهم وتتعلّم منهم كيفيّة تنقية القلب والتّأمّل في الله. سلكت في الاتّضاع وكان لها راهب شيخ تطيعه وتسير في هديه. كانت على توقير وافر للنّاس لا فرق مَن كانوا أو كان مقامهم. اعتادت أن تخاطب خدّامها على هذا النّحو: “سيّدي، سيّدتي”. لم تسمح لنفسها بكذبة أو بكلمة جارحة في حقّ إنسان كائنًا مَن يكون. لم يكن لسانها برسم الوقيعة بل برسم الصّلاة والتّسبيح. كانت تساهم القدسات بتواتر. ساعة يغادرها خدّامها كلّ ليلة كانت تتّخذ من حصيرة مرقدًا لها وتعوّمه بدموعها. كانت تحافظ على تلاوة السّاعات في أوانها. رغبت بعد وفاة ابنتها أفدوكيا أن تعتزل العالم بصورة أوفى لتنضمّ إلى أحد الدّيورة فلم يوافقها الشّيخ، أبوها الرّوحيّ. أطاعت إلى المنتهى. أخذها الرَّبّ إليه مكمّلة في الفضائل في العاشر من تشرين الثّاني عام 893 م. لم تكن قد جاوزت الثّلاثين ربيعًا. أعطى الرَّبّ الإله دفقًا من العجائب برفاتها علامة على قداستها. أودعت كنيسة الرّسل القدّيسين في القسطنطينيّة سنين طويلة. رفاتها اليوم محفوظة في مقر البطريركيّة المسكونيّة.