في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء نزاريوس وجرفاسيوس وبروطاسيوس وكلسيوس *القدّيس قوزما المرتّل، أسقف مايومة في فلسطين *الشّهيد سلوان الغزّاوي والقدّيسون الشّهداء الأربعون المستشهدون معه *الشّهيد بطرس الأبشالومي *القدّيسة البارّة براسكيفي الصّغيرة *أبونا الجليل في القدّيسين إغناطيوس أغاليانوس *القدّيس البار نيقولاوس تْشرنيكوف *أبونا الجليل في القدّيسين كاليستوس الأوّل الشّهيد أسقف رومية *أبونا الجليل في القدّيسين يوستوس أسقف ليون.
* * *
✤تذكار القدّيسين الشهداءنزاريوس وجرفاسيوس وبروطاسيوس وكلسيوس✤
وُلد نزاريوس في مدينة روما من أب يهوديّ وأمّ مسيحيّة. اعتمد وانطلق يكرز بالمسيح وهو في سنّ العشرين. ويبدو أنّه كان مُفعمًا بالحيويّة والحماس بدليل أنّه تمكّن من هداية عدد من الوَثنيّين. بعد ذلك بعشر سنوات انتقل إلى مدينة ميلان حيث عرف بوجود أخوين توأمين، جرفاسيوس وبروطاسيوس، في السّجن، فأقبل عليهما يفتقدهما ويخدمهما. وكان قد ذاع، آنئذ، صيت هذين الأخوين كرسولين مجدّين في نشر الكلمة وكصانعَي عجائب. وما أن بلغ خبر خدمة نزاريوس لهما أذني والي المدينة حتّى استحضره وجلده وأرسله خارج الأسوار.
بعد ذلك انتقل نزاريوس إلى بلاد الغال حيث أخذ يبشّر بالإنجيل بهمّة لا تعرف الكَلَلْ فاستمال العديدين إلى المسيح. وقد عمّد خلال جولاته التّبشيريّة ولدًا لا يزيد سنّه عن تسع سنوات. هذا أعطته أمّه لنزاريوس تلميذًا ورفيق درب قائلة له خذ الصّبيّ معك، وليتبعك حيثما ذهبت علّني أُحسب أهلة للجلوس عن يمين عرش السّيّد، وكان اسم الولد كلسيوس.
ويشاء التّدبير الإلهيّ أن يعود نزاريوس من جديد إلى مدينة ميلان، ولكن برفقة كلسيوس هذه المرّة. وكان جرفاسيوس وبروطاسيوس ما يزالا، بعد، في السّجن. فقبض الوالي عليهما وألقاهما هما أيضًا في السّجن. وهكذا التقى الأصدقاء من جديد وتعزّوا بعضهم ببعض وأخذوا يستعدّون للموت لأجل اسم الرّبّ يسوع.
ثمّ أنّ الأوامر صدرت بتنفيذ حكم بالإعدام بحقّ الأربعة فقطعت هاماتهم جميعًا. وقد كان ذلك في أيّام الأمبراطور نيرون حوالي العام 68 للميلاد. يذكر أنّ كلسيوس يومها كان قد بلغ من العمر تسع سنوات وسبعة أشهر.
ويبدو أنّ ذكر هؤلاء القدّيسين كان منسيًّا إلى أن جاء يوم أمر فيه القدّيس أمبروسيوس، أسقف ميلان، باستخراج رفاتهم على أثر حلم أو رؤية أو ما أشبه. فأما جرفاسيوس وبروطاسيوس فاكتُشفا في العام 386 للميلاد وكانا في تابوت من رخام عليه كتابة باسميهما وتاريخ استشهادهما ويُقال إنّ جسديهما كانا عائمين بالدّم وكأنّهما في يوم استشهادهما. وقد مسّ التّابوت رجل أعمى فاستردّ البصر، وأخر شفوا من أمراضهم. وبعض المجانين أيضًا استعاد السّلامة.
أما نزاريوس وكلسيوس فكانا مدفونَين في بستان خارج ميلان. وقد تمّ كشف ذخائرهما في العام 395 .
يذكر أنّ الكنيسة المارونيّة تعيّد للقدّيسَين جرفاسيوس وبروطاسيوس في هذا اليوم عينه، فيما تعيّد لهما الكنيسة اللّاتينيّة في التّاسع عشر من شهر حزيران. أمّا القدّيسان نزاريوس وكلسيوس فتذكرهما الكنيسة اللّاتينيّة في الثّامن والعشرين من شهر تمّوز. ولا تزال رفاتهم جميعًا محفوظة، إلى اليوم، في مدينة ميلان.