كلمة صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما بمناسبة اللقاء الأول للكهنة ومجالس الرعايا والهيئات التي تقوم مقامها في الأبرشيّة.
قدس الآباء الأجلاء، مدير وأعضاء الهيئة الإدارية في مجلس أمناء الأبرشيّة، السيدات والسادة أعضاء مجالس الرعايا والهيئات التي تقوم مقامها، أيها الأحبّاء جميعًا،المسيح قام! حقًّا قام!
نلتئم اليوم ونحن ما زلنا في نعمة عيد الفصح المبارك، في زمن القيامة والتجدد، في جوّ الحياة الفيّاضة بالحبّ والنور والفرح التي أُعطيناها في المسيح ربِّنا القائمِ من بين الأموات محرِّرًا اتباعه من كلّ عبودية وخوف بالغلبة النهائيّة على الخطيئة والموت.هذا اللقاء، هو باكورة للقاءات متتالية، بإذن الله وتعاونِكم، لأجل الدخولِ في زمنٍ جديدٍ ومرحلةٍ جديدةٍ من العمل المشترك بيننا في هذه الأبرشيّة المحروسة بالله، التي خدمها سلفُنَا المتروبوليت سبيريدون (خوري) الجزيل الاحترام بكلّ تفان وورع، ألا أطال الله بعمره وحفظه لنا مبارِكًا وداعمًا.غاية لقائنا هذا هو التواصل معكم للتأكيد على أسس العمل الكنسيّ والمؤسساتي بحسب نظام كرسيّنا الأنطاكي المقدَّس الذي إذا ما طُبِّق يمنحنا جميعًا تكاملًا فيما بيننا وقوّة وفعالية. هذا النظام يُشرك العلمانيين المؤمنين مع رعاتهم في العمل الكنسيّ لأجل تنظيم العمل في الرعيّة في تناغم وتكامل في خطّ النموّ الروحيّ وشفافية الإدارة بالتعاون مع كلّ أبناء الرعية وجمعيّاتها وهيئاتها ووضع الخطط على صعيد الأبرشيّة ومتابعة تنفيذها بروح جماعيّة جوهرُها المحبّة والتعاون والشراكة على أساس الطاعة للكلمة الإلهيّة ومشيئة الرب، أي في خدمة بشارة الخلاص ومساعدة المحتاج وعضد المتألّم والمتروك والمهمَّش.هدفنا أن نصير كلّنا على قلب واحد وفكر واحد وألا يكون بيننا محتاج بل القوي يعضد الضعيف ونقوّم بعضنا البعض بروح الوداعة والتواضع.إذا طبّقنا نظام كرسيّنا الأنطاكي للمجالس، بهذه الروح، سنقوى سوية وسيكون لنا حضور أفعل وأكثر تأثيرًا، وسيكون لكلمتنا الواحدة وقعًا أكبر ونتائج أفضل لخدمة أولادنا في هذه الأبرشيّة وهذا الوطن على كلّ الصعد.العالم كلّه سبقنا، لا يمكننا أن نبقى حيث نحن، علينا الاستفادة من خبرات وقدرات وإمكانيّات بعضنا البعض، وان نعترف بحاجتنا إلى بعضنا البعض، وان ننفتح على بعضنا البعض بروح الرضى والتفاهم والتعاون والشراكة والشفافية، لأنّنا جميعًا مؤتمنون امام الله عن خدمة شعبه وكنيسته. اتحادنا سوية في الكنيسة يفترض دائماً التقاء الجميع في إيمانٍ واحد. يكتب القديس أغناطيوس الأنطاكي: “تجتمعون في إيمانٍ واحد بيسوع المسيح، ابن البشر وابن الله، الذي هو من سلالة داود بحسب الجسد لتطيعوا الأسقف والكهنة، (باتّفاق وبلا مشادة) كاسرين الخبز الواحد الذي هو دواء لكيلا نموت بل نحيا في المسيح يسوع حياة إلى الأبد” (الرسالة إلى أهل أفسس 2،20 صفحة 91).ليس عمل الكنيسة مؤسساتيًّا فقط، بل هو في جوهره عمل روحيّ أي في طاعة الكلمة الإلهيّة من خلال تفعيل المواهب. كنيستنا كنيسة مواهبيّة، فلنفتح المجال للخدمة بحسب روح الأبوة والبنوّة لكلّ إنسان عنده الطاقة والموهبة لبنيان جسد المسيح. كلّ شيء يصير في الكنيسة بالبركة، لأنّه خارج نعمة الله نصير من هذا العالم، أمَّا الكنيسة فهي مؤسسة إلهيّة-إنسانيّة، إنّها حضور منظور في التاريخ لجسد المسيح المؤلَّه.ختامًا، فلنسمع ما يقوله لنا القديس اغناطيوس الأنطاكيّ: “تحلّوا بصفات الله واحترموا بعضكم بعضاً ولا ينظرنّ أحدكم إلى قريبه بحسب الجسد ولكن أحبّوا دائماً بعضكم بعضاً بالمسيح يسوع. ولا يكوننّ فيكم ما يفصم وحدتكم ولكن حافظوا على اتحادكم بالأسقف وبالرؤساء رمزاً وبرهاناً لعدم الفساد …” (الرسالة إلى أهل مغنيسية 2،6 صفحة 99).يا أحبّة، إنّنا نستطيع كلّ شيء في المسيح الذي يقوّينا، فلننطلق في طريق مشيئة الله …والسلام! 2019 زحلة في 18 أيار.