عيد القدّيس مارون الناسك
كاتدرائية القدّيس نيقولاوس، ١٣ شباط ٢٠٢٣.
شارك صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس(الصوري) في سهيرانية عيد القدّيس مارون الناسك، في كاتدرائية القدّيس نيقولاوس-حي الميدان، حيث خدم القداس المتقدم في الكهنة الأب مارون (جبور).
تحدث صاحب السّيادة في عظته عن نسك القدّيس مارون وثماره. فالنسك هدفه تطهير القلب حتى نعاين الله. النسك ليس الجهد الجسدي فقط من خلال السجدات السهر والصوم، بل يجب أن يترافق هذا مع الصلاة حتى لا نصل إلى التكبر. بالنسك مع الصلاة نصل إلى التواضع ونقاوة القلب.
وشدد صاحب السّيادة على اهمية فضيلة التواضع المقرونة بفضيلة الصلاة، حيث يشكلان معا الجناحين اللذين يرفعان الإنسان إلى الأعلى. القدّيس مارون تحرر من الأرض، من الترابية التي تروحنت.
اذاً النسك هو أن يملك الإنسان كل شي دون ان يملك شيء، وهذا ما يجب ان نعيشه في العالم، أن ننسب كل ما نملكه لله اذ هو وحده مصدر كل شيء، الجمال، الذكاء، والعلم… النسك هو أن نعرف ان كل ما لدينا هو عطية من الله، وأننا بالتالي مؤتمنون عليها. هكذا نتدرب على التحرر من كل تعلق ومن كل قنية.
ما لنا هنا هو منه وما لنا هنا أن لم يعبر معنا إلى الأبدية لا قيمة له.
وشدد صاحب السّيادة ان النسك هو الحرب ضد ايا تعلق، اي ضد كل ما يمنعنا عن الله لان كل تعلق هو حاجز بيننا وبين الله. هكذا نتعلم من القدّيس مارون التخلي عن كل شي لاجل للمسيح لكي نربح في المسيح كل شي.
وختم صاحب السّيادة عظته بالدعاء إلى الرب أن يهبنا سلوك زمن الصيام القادم بهذه الروح حتى نتغير بنعمته في الفصح الآتي فنصير جدداً مملوئين بالفرح، الحرية، السلام والمحبة.
كما تمنى صاحب السّيادة لقدس المتقدم في الكهنة الأب مارون (جبور) بعيد شفعيه القديس مارون الناسك سنين عديدة بالبركة والصحة والمزيد من المواهب الروحية والنعم والبركات حافظا اياه من كل التجارب الخارجية والداخلية وجاعلا اياه كشفيعه حاملا نور المسيح وممجدا الرب في أقواله وأعماله وحياته.