ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام، صلاة السحر وقداس عشية عيد الميلاد ، مساء الثلاثاء ٢٤،ك١، ٢٠١٩، في كنيسة رفع الصليب المقدس في رعيت.
وقد ألقى سيادته عظة روحية ، جاء فيها :
الإله الّذي أبدعنا وخلقنا من العَدَم يرتضي أن ينحدر إلى عدميّتنا حتّى يُشاركنا فيها فيحوّلها إلى سرمديّة.
تجسّد الرّبّ يسوع الإله ابن الله الآب. أتى ليمنحنا حياته ومجده، ليمنحنا سلامه،فرحه، كلّ خير ونعمة.
لقد أتى الرّبّ وأتمّ كلّ شيء. أمّا الآن فقد حان دورنا ليقع هذا العاتق علينا، فهل نريده ونقبله؟ هل نسعى إليه؟.
مَن أراد أن يدخل الحياة الجديدة عليه أن يموت عن حياته القديمة.
الحياة الجديدة هي العيش بمقتضى نعمة الرّبّ، ولا نستطيع أن ندخل ونحيا الحياة الجديدة إلّا إذا اتّحدنا بالمسيح.
لننتبهنَّ من أن تتحوَّل مناولة جسد ودم ربّنا يسوع المسيح إلى دينونةإنْ بقينا على عتاقتنا وإنُ تمسّكنا بذواتنا وتغاضينا عن مشيئة الله.
من يريد أن يتّبع المسيح يسلك في الطّريق الّذي علّمنا إيّاه. يحوّل الرَّبُّ أحزاننا وضيقاتنا إلى مجالات للتّوبة، للتّنقية وللإرتقاء الرّوحيّ.
يا أحبّاء، لا ولن يتركنا الرّبّ، إنّما المهمّ أن نثبت في الإيمان به وفي وصيَّته وفي الاتّكال عليه. لنُحبَّنَّ بعضنا البعض محبّةً لا تطلب ما لنفسها ولنبتعدنَّ عن روح الدّينونة والحكم على الآخر. فلننفتح ونسامح ونسنُد بعضنا البعض. هكذا يولد المسيح فينا، وتتجدّد حياتنا ونصبح نورًا في العالم.
نصلّي أن تعبر هذه الضّيقة عن بلادنا وأن يولد هذا الوطن ولادةً جديدةً في الحقّ والصّدق، في الخير والإيمان حتّى تَفيض بركات الله علينا وعلى كلّ إنسان.
كلّ عامٍ وأنتم بخير.
