بمناسبة رأس السنة الميلادية وختانة الرب يسوع بالجسد وعيد القديس باسيليوس الكبير، ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام، صلاة سحر العيد والقداس الإلهي وطلبة رأس السنة، اليوم صباح الأربعاء ١، كانون الثاني، ٢٠٢٠، في كاتدرائية القديس نيقولاوس في حي الميدان في زحلة .
وقد ألقى صاحب السيادة عظةً بالمناسبة ، نذكر بعض ما جاء فيها:
– ها نحن ندخل في سنةٍ جديدة، والبشر يطلبون التّجدّد على الدّوام لكنّهم قابعون في مُواتيّتهم، لأنّ التّجدّد لا يأتي إلّا بالرّوح القدس. خارجًا عن الرّوح القدس لا يوجد تجدّد بل استمراريّةٌ في الموت.
– الله الّذي رأيناه طفلًا متواضعًا مضجعًا في مذود، استمرّ في كشف تواضعه لنا عبر الطّاعة، طاعة الكلمة الّتي كشفها للبشر لتكون لهم طريق حياة ومعرفة للنّفس ولله.
– إلهنا إله التّواضع. من منّا يعرف ما هو التّواضع؟ ليس التّواضع أن يكون الإنسان وضيعًا حقيرًا، إنّما أن يكون مُمَجَّدًا ويتنازل حبًّا عن مجده لأجل الّذين يريد أن يرفعهم إلى فوق. لا يستطيع الإنسان أن يتواضع ما لم يفهم سرّ التّواضع الإلهيّ.
– اليوم، كشف لنا الرّبّ التّواضع، إذ وهو صانع الشّريعة وواضعها، خضع للشّريعة، كي ما يُبطل الشّريعة وينقلنا إلى زمن النّعمة. مَن لا يُطيع شريعة الله أوّلًا لا يستطيع أن يدخل، تاليًا، في زمن النّعمة.
– ها نحن اليوم نعيّد لقدّيس عظيم في الكنيسة اسمه “باسيليوس”. دعته الكنيسة “بالكبير”، لأنّه كان كبيرًا في الحبّ الإلهيّ، إذ تخلّى عن مجد هذا العالم وعلمه وجاهه وسلطته، باع كلّ ما له ووزّعه على الفقراء، صار راهبًا ناسكًا ثمّ اختاره الله أسقفًا خادمًا لكنيسة المسيح.
– أضحى هذا القدّيس نموذجًا ومثالًا لنا في الطّاعة لله، في التّخلّي عن الذّات وفي الاتّضاع الكلّيّ.
– هذا هو إلهنا، هذا هو إيماننا، هذه هي مسيحيّتنا، وهذا ما أرجوه لكم ولي في هذه السّنة الّتي دخلناها اليوم. أصلّي وأدعو الرَّبّ أن يَهَبنا جميعًا أن ندخل إلى قلوبنا وأن نعرف ذواتنا في العمق، أن نكتشف ضعتنا، حقارتنا الدّاخليّة، ضعفاتنا، تمسّكنا بالقشور والمظاهر، وتعلّقنا بملذّات الدّنيا وبهذا العالم الفاني، حتّى نعبر إلى الحياة الحقّ، عابرين من الظّلمة إلى النّور، من الموت إلى الحياة، ومن الأنانيّة إلى الحبّ الإلهيّ، الذّي به يستمدّ وجودنا معنى.
– ندعو لبلدنا بأن يقوم من موته، أن يقوم شعبه وحكّامه من السّلوك بعيدًا عن الحقّ، بالتّالي أن يعودوا إلى حقّ الله، إلى المحبّة، إلى العدل، إلى الرّحمة، لكي ما يتلطّف علينا الله ويهبنا أيّامًا أفضل.
كلّ عام وأنتم بخير..!!
بعد القداس الإلهي كانت تهاني ومعايدات لصاحب السيادة في صالون دار المطرانية .
سنة مباركة وعام سعيد.