ألمطران أنطونيوس يترأس قداس الأحد الذي بعد الميلاد.
ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام، صلاة السحر والقداس الإلهي اليوم الأحد في ٢٩ ، ك١ ، ٢٠١٩ في كنيسة القديس أنطونيوس الكبير في المعلقة – زحلة .
وذلك لمناسبة عيد القديس يوسف خطيب البتول مريم والملك داود النبي ويعقوب أخي الرب والأطفال ال ١٤٠٠٠ الذين استشهدوا في بيت لحم .
وجاء في عظة صاحب السّيادة خلال القداس الإلهي ما يلي :
نعيّد، في هذا الأحد الّذي يلي عيد الميلاد، ليوسف الخطيب وداود النّبي، لأنّهما مرتبطين بشكلٍ مباشر بعيد ميلاد الرّبّ يسوع المسيح. كان يوسف الحاضن والحامي للطّفل الإلهيّ وأمّه، أمّا داود فكان رمزًا لمسيح الرّبّ في العهد القديم.
هناك تماهي بين داود والمسيح المُنتظر، فكلمة “داود” بالعبريّة أي “دود” تعني “الحبيب”، من هنا يقول الآب في الظّهور الإلهيّ: “هذا هو ابني الحبيب…”.
لم يُذكر يوسف كثيرًا في الكتاب المقدّس، إنّما كان دوره حماية مريم العذراء. هناك أيضًا تماهي بين يوسف الخطيب ويوسف العفيف ابن يعقوب، إذ إنّ يوسف الخطيب حافظ على عفّة مريم، ويوسف العفيف حافظ على عفّته أمام التّجربة.
كان داود إنسانًا على قلب الله، راعي غنم، جميل الطّلعة وقصير القامة. نصر داود شعبه أمام المُحارب جوليات، فصار رمزًا للرّبّ الّذي سيغلب الشّرّير، الّذي يظهر بمظهر الضّعيف ولكنّه سيغلب من هو قويّ.
ولد الرّبّ يسوع في مذود، ولد في التّواضع لكنّه سيغلب رمز المال والسّلطة، الشيطان.
جاء الرّبّ يسوع وعاش في تواضع ومات، بالنّسبة للبشر، ميتةً في قمّة الذّلّ. من هنا في هذا الزّمن الّذي نعيشه، زمن ميلاد الرّبّ يسوع، يمكننا أن نتذكّر، من خلال يوسف وداود، أنّ وصيّة الله أمانة والعيش بمقتضى الكلمة الله هو جوهر الحياة.
يُذكّرنا هذا العيد المبارك أنّ الرّبّ الّذي كان قبل أن نكون والّذي هو كائن ويكون، أتى وشاركنا في عدميّتنا، إذا جاز التّعبير، لأنّه أخذ طبيعتنا البشريّة، شاركنا في إنسانيتنا حتى يَهَب وجودنا سرمديّة.
عندما أتى الرّبّ وشاركنا في الجسد منحنا أن نعيش حياته في أجسادنا وأن تسكن قوّته فينا، منحنا أن نصير له شُبهاء، على مثاله، وأن نُظهِره في وجوهنا، في أجسادنا، في أفكارنا، وفي حياتنا.
لم يخلقنا الله للهوان، للذّلّ، للضّعف ولا للموت، لكنّه خلقنا للحياة الأبديّة، للمجد، للكرامة، للنّور، للفرح، للسّلام وللحبّ الّلامتناهي. إنطلاقًا من هنا نبدأ بعيش هذه الطّاقة الإلهيّة المُعطاة لنا من الرّبّ.
في هذا الزّمن مطلوب منّا أن نترجم طاقة الحبّ الّتي سكبها الله فينا، هذه النّعمة الإلهيّة، هذا الاتّكال على الله، بروح شركة، بروح محبّة، بروح تعاون، بروح تعاضد، وأن لا نترك بيننا أي إنسان محتاج، وألا ندعْ أحدًا يشعر بأنّه متروك.
كل عام وأنتم بخير
ميلاد مجيد