وداع عيد دخول السيد إلى الهيكل وأحد “الفريسي والعشار” .
ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس(الصوري) الجزيل الإحترام، صلاة السحر والقداس الإلهي في كنيسة سيدة الزلزلة في زحلة صباح اليوم الأحد ٩ شباط ٢٠٢٠ ،
عاونه لفيف من الإكليروس.
وأبرز ما جاء في عظة صاحب السّيادة :
– في هذا اليوم تُدخِلُنا الكنيسة إلى روح الصّوم، إلى التّوبة. الصّوم دون توبة لا قيمة له، ولا منفعة ولا ضرورة.
– في العهد القديم، كانوا يُسَمُّون التّوبة تذلُّلًا، وكان هذا التّذلّل المُرتبط بالتّوبة يُعبَّر عنه بالصّوم.
-قال الرّبّ يسوع المسيح لنا: “إذا صُمتَ فاغسل وجهك ولا تظهر للنّاس صائمًا”. قال هذا لأنّ اليهود كانوا يُظهرون صومهم وتوبتهم. يكون الصّوم والتّوبة بين الإنسان وربّه، ولكن عندما يصبح ذلك معلنًا فقد يفرغ من مضمونه، لذلك أوصانا الرّبّ بأن يكون جهادنا الرّوحيّ داخليًّا.
– في مَثَل اليوم نرى نموذجين في الحياة الرّوحيّة، النّموذج النّاموسيّ، الشّكليّ، الخارجيّ والحرفيّ، والنّموذج القلبيّ، الّذي أساسه انفطار القلب وإدراك الإنسان لوساخته ورغبته القويّة بالتّنقية والتّحرّر من كلّ عبوديّة.
– البرّ والتّقوى ليس بالمَظاهر لأنّ المظاهر قد تختزن كبرياءً كبيرةً، وبالتّالي، تكون كلّ هذه الأعمال الخارجيّة ممجوجة أي مرفوضةً من الله.
-لم يكُن العشّار إنسانًا جيّدًا، ولكنّه نزل مُبرّرًا لأنّه رأى نفايته وحقارته، رأى عدم محبّته للرّبّ وعدم طاعته له.
– عندما تنغرز الخطيئة بالإنسان لا يمكن استئصالها إلّا بالقوّة، لا يمكن للإنسان أن يتطهّر باللّطف، بل يجب عليه أن يكون عنيفًا مع نفسه وقاسيًا، وأن يكون رحيمًا، متلطّفًا، وحليمًا مع الآخرين.
– كان الفرّيسيّ يتمّم الشّريعة، ولكنّ واحدة تنقصه أن يعرف أنّه مهما فعل فهو مقصّر ولكنّه كان يظنّ نفسه كاملًا. لذلك، كان كلامه كلام كبرياء، وقد بان ذلك عندما بدأ بإدانة الآخر العشّار.
– على كلّ إنسان يريد أن يجاهد روحيًّا وأن يحيا مسيحيًّا أن ينظر إلى خطيئته، إلى قلبه الممتلئ من الأهواء والشّهوات، من الكبرياء والأنانيّة، وأن “يقرف” من حالته الدّاخليّة حتّى يمتلك الطّاقة والرّغبة بأن يتحرّر، حينئذٍ يطلب، بدموعٍ وبألمٍ، من الرّبّ، والرّبّ يستجيب له.
– هذا هو الصّوم، تكشف الكنيسة لنا بشاعة الكبرياء والدّينونة، وترينا حلاوة التوبة، حلاوة الاعتراف بخطيئتنا، وتُظهِر لنا رحمة الله، الّتي لا يقدر الإنسان أن يفهمها ولا أن يستوعبها ولا أن يعيشها، إلّا القلّة القليلة، الّذين غُفرت خطاياهم وعرفوا مقدار ما سامحهم به الله. هؤلاء فقط عرفوا أن يتوبوا، أن يغفروا، أن يرحموا، وهم من المرحومين.
مرحلة تريودي مباركة تمهيداً للصوم الأربعيني المقدس في ٢ آذار .