أحد الإبن الشاطر
كاتدرائية القدّيس نيقولاوس، ١٢ شباط ٢٠٢٣.
ترأَّس صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس(الصوري) قدّاسَ هذا الأحد، في كاتدرائية القدّيس نيقولاوس-حي الميدان، وقد عاونه قدس الأرشمندريت ارمياء (عزام)، وقدس المتقدم في الكهنة الاب مارون جبور وقدس الأب بورفيريوس (ابراهيم)، والشماس ديونيسيوس (الأشقر).
وكانت كلمة لصاحب السّيادة افتتحها بشكر الرب لانه اعطاه القوة ليكمل المهمة الكنسية التي ارسل من أجلها كمعتمد بطريركي إلى أبرشية أميركا الشمالية وأن يعود إلى الأبرشية في زحلة بنعمة الله. وشكر الرب على هذه الخبرة الجميلة والمثمرة بنعمة الله.
تكلم صاحب السّيادة عن احد الابن الشّاطر وكيف اعتقد هذا الأخير انه بالمال يجد حياته وكيف أصبح هدف حياته إشباع ملذاته بالاكل والشرب والبذخ، وهكذا وصل إلى الموت. وهنا تسائل سيادته ما هي الحياة التي نتوق إليها وما هي مكوناتها واهدافها. كيف يمكن للإنسان أن يتمتع بالجمال والفرح وفي الوقت نفسه أن يبقى إنسانًا ويحقق إنسانيّته؟
الإنسان الذي لا يجد الله هو يبقى في الفراغ الداخلي، ولحظة يجده يمتلئ كيانه من الوجود ويجد حياته.
الكنيسة تذكرنا الان من خلال هذا الصوم اننا لا نعيش من أجل هذه الدنيا بل من أجل الحياة الأبديّة.
الغنى الحقيقي أن نقتني روح الرب وليس كما اعتقد الابن الشّاطر…
وشدد سيادته على أهمية السؤال التالي: هل هدف الصوم هو فقط الانقطاع عن الطعام؟ وأجاب: إن لم يكن للصوم هدف تغييري في نفوسنا وان نقتني الحياة الأبديّة فهو باطل.
وخَتَمَ صاحب السّيادة عظته بالطلب من الرب ان يعطي الجميع روح التوبة وروح فحص الضمير، وأن نقيّم حياتنا واهدافنا حتى نكون في الطريق المؤدي إلى اقتناء الحياة الأبديّة وملكوت الله على رجاء ان ينورنا الرب جميعا ويعطينا القوة لان طريق الجهاد ليس سهل بل هو يفترض من كل إنسان أن يموت عن العالم لكي يحيا في الله.