قداس تكريمي للمتروبوليت نيفن (صيقلي) بمناسبة اليوبيل الستين لكهنوته وتأجيج لروح التجلي في كاتدرائية القديس نيقولاوس- زحلة.
غبطة البطريرك يوحنا العاشر يؤكد:” أن هذا القداس هو إعلام لبهاء المسيحية الارثوذكسية في زحلة وتكريم لمن رأى في كنيسة أنطاكية عامود الحق في المسيح”.
٢٢أيلول ٢٠١٩
ليا عادل- البلمند
” هامة أنطاكية بزغت في زحلة، وكبرت على مخافة الله ومحبة الكنيسة، سفير لبنان وهموم قضاياه إلى الدولة البيضاء، كان ولا زال ذاك الجسر الرابط بين الكنيستين الأنطاكية والروسية”.
بهذه الكلمات الرجائية، وصف غبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، والجزيل الاحترام، المعتمد البطريركي الأنطاكي لدى كنيسة روسيا المتروبوليت نيفن( صيقلي) خلال القداس الإلهي التكريمي الذي ترأسه غبطته في كاتدرائية القديس نيقولاوس – زحلة بمناسبة اليوبيل الستين لكهنوت المحتفى به المطران نيفن.
عاون غبطته في خدمة القداس، مدير دائرة العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو ممثلا قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا المتروبوليت إيلاريون، راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس( الصوري)، راعي أبرشية صيدا وصور وتوابعهما للروم الارثوذكس المتروبوليت الياس( كفوري)، المطران نيفن( صيقلي)، الأسقف أنطونيوس( كنيسة صربيا)، أسقف صيدنايا لوقا( الخوري)، لفيف من الٱباء الكهنة والشمامسة الأجلاء من الجانبين الأنطاكي والروسي.
حضر القداس، دولة الرئيس ٱيلي الفرزلي ممثلا رئيسي الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، سعادة النائب هنري شديد ممثلا رئيس الحكومة سعد الدين الحريري، الرئيس السابق أمين الجميل، وزراء ونواب حاليون وسابقون، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزيف( معوض)، رئيس أساقفة زحلة والفرزل للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، راعي أبرشية زحلة للسريان الأرثوذكس، المطران بولس( سفر)، رئيسة دير سيدة صيدنايا البطريركي قدس الأم فبرونيا نبهان الجزيلة البر، الأخوات الراهبات الفاضلات، ممثلي عن الكنائس الارثوذكسية في العالم، فعاليات دبلوماسية قضائية اجتماعية أمنية واعلامية وحشد كبير من أبناء الأبرشية والجوار ومدعوين.
وقد خدمت الجوقتان الروسية والأبرشية القداس الإلهي حيث تعانقت التراتيل وفاح منهما عبير التلاقي والثبات في الإيمان.
في نهاية القداس، ألقى غبطته كلمة مما جاء فيها:
” يطيب لي أن أكون بينكم ومعكم في هذا اليوم برفقة إخوتنا المطارنة تكريما للمطران نيفن باليوبيل الستين لكهنوته، بحيث أمضى ٦٠ عاما عاملا في حقل الرب ولا زال، ٦٠ عاما كان ولا زال سفير دفء محبة أنطاكية، ٦٠ عاما وصليبه هو عكازه، فنتمى له دوام الصحةوالعافية مستذكرا انجازاته ومحطاته التي طبعت يوبيله الكهنوتي الستين”.
أضاف غبطته:
“لا أنسى إستقبال أبناء هذه الأبرشية لشخصي غير المستحق في العام المنصرم، ولا أنسى قلوب أبنائها الدافئة على اختلاف أطيافهم، وهذا ان دل على شيء فهو يدل أننا كأناس مشرقيين تجبلنا المحبة ورب السلام الذي شاءنا جميعنا على هذه الأرض”.
كما تحدث غبطته عن رمزية الصليب في حياتنا مستذكرا المطرانين المخطوفين يوحنا وبولس سائلا الرب أن يعيدهما سالمين رغم الصمت الدولي المطبق بحقهما.
كما رفع الصلاة من اجل استقرار وسلام لبنان وسوريا وسائر المنطقة ومن أجل كل مخطوف ومهجر.
وتوجه إلى المتروبوليت إيلاريون بالقول:
” حضوركم بيننا اليوم يؤثر فينا لا سيما أننا نكن لكنيسة روسيا كل محبة وتقدير، وتجمعنا معكم وحدة الدم والشهادة والشركة المسيحية، فانقل سلامنا ومحبة كنيسة أنطاكية لصاحب القداسة البطريرك كيريل ولتحفظم بركة مؤسسي الكرسي الأنطاكي بطرس وبولس”.
واستذكر أيضا المثلث الرحمات المطران اسبيريدون( خوري) المطران الوديع والمتواضع الذي بات علما من أعلام الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية.
في ختام كلمته، وعلى وقع هتاف” مستحق” ألبس غبطته سيادة المطران نيفن التاج المذهب تكريما لكهنوته الستين.
بعد ذلك، تحدث مدير دائرة العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو سيادة المتروبوليت إيلاريون باسم قداسة البطريرك كيريل عبر فيها عن فرح الكنيسة الروسية لمشاركتها في هذا الحفل التكريمي لليوبيل الكهنوتي الستين للمعتمد البطريركي الأنطاكي الأرثوذكسي لدى كنيسة روسيا سيادة المتروبوليت نيفن( صيقلي) الذي اتصف بالوداعة والاتضاع والخدمة المعطاءة على أراضي روسيا. قائلا:”
إن أساقفة الكنيسة في روسيا وعلى رأسهم قداسة البطريرك كيريل يكنون لسيادته محبة كبيرة يعجز اللسان عن وصفها، لقد جعل من الأمطش الأنطاكي في موسكو واحة محبة وتلاق وحقق نجاحات مباركة لا تعد ولا تحصى، وليس وجودنا اليوم معكم سوى دليل على عمق العلاقات المتينة والمتجذرة بين الكنيستين الأنطاكية والروسية واصفا لبنان ببلد القداسة والقديسين”. مقدما لسيادة المتروبوليت نيفن أنغولبيون عربون محبة وتقدير.
بدوره، تحدث راعي الأبرشية المتروبوليت أنطونيوس( الصوري) معبرا عن فرح الأبرشية بهذا اليوم القيامي ألا وهو تكريم صاحب الأصالة الأرثوذكسية والهامة الأنطاكية الأرثوذكسية الذي تنشأ وكبر على محبة الله والٱخر مؤتمنا على وديعة الخدمة. مقدما لسيادة المطران نيفن عصا رعائية باسم أبناء الأبرشية.
من ثم، قلد دولة الرئيس ٱيلي الفرزلي باسم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون سيادة المتروبوليت نيفن( صيقلي) وسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الدرجة الأولى تقديرا لعطاءات وخدماته التي لا تعد ولا تحصى متوجها إليه بالقول:
” لقد استحقيت المجد الحقيقي”.
أما المتروبوليت نيفن( صيقلي) فرد بكلمة مؤثرة شاكرا وقائلا:
” إن الأهم في التكريم هو تأجيج روح التجلي في زحلة، فالخدمة هي هاجسي وعملي وحياتي، وعندما سافرت في العام ١٩٧٧ إلى بلد كانت سياسته هي الإلحاد، إستطعت أن أتغلب على تلك السياسة بالإيمان والصبر والرجاء، وبالتالي إذا لم تقترن أعمالنا بالمساهمة الشخصية منا فإنها حكما ستسقط أمام النفوذ والمال والسلطة الذين هم إلى زوال، موجها الشكر لكل من شارك وحضر ونظم حفل تكريم يوبيله الكهنوتي الستين”.
في ختام كلمته، قدم المتروبوليت نيفن لغبطته أنغولبيون العذراء عربون مجبة وتقدير.
بعد ذلك، توجه الجميع الى وضع حجر الأساس لمتحف المتروبوليت نيفن للأيقونات البيزنطية والروسية، ولأول كنيسة ذات طابع روسي على طريق ضهور زحلة مقابل مقام سيدة زحلة والبقاع، على اسم والدة الإله” سيدة الفرح” بتقدمة من المتروبوليت نيفن( صيقلي) بمناسبة اليوبيل الستين لكهنوته.
إلى جانب ذلك، أكد المتروبوليت إيلاريون في حديث للمركز الأنطاكي الارثوذكسي للإعلام:
“إن هذا التكريم هو حدث تاريخي يليق بالمحتفى به وبلبنان بلد القديسين”.