ودعت كنيسة أنطاكية وأبرشية زحلة مطرانها السابق اسبيريدون خوري وذلك في الجناز الرسمي والشعبي الذي أقيم له في كنيسة القديس نيقولاوس. ترأس الصلاة غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر باشتراك المطارنة الياس عودة (بيروت)، الياس كفوري (صور وصيدا)، سابا إسبر (حوران)، جورج أبو زخم (حمص)، سلوان موسي (جبل لبنان)، أفرام كرياكوس (طرابلس)، أنطونيوس الصوري (زحلة)، نقولا بعلبكي (حماه)، أثناسيوس فهد (اللاذقية) والمطران نيفن صيقلي ممثل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك روسيا والأساقفة موسى الخوري، لوقا الخوري، قسطنطين كيال، أفرام معلولي، يوحنا بطش وثيودور الغندور ولفيف الآباء الكهنة والشمامسة.
وحضر الجناز دولة الرئيس إيلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسعادة النائب عاصم عراجي ممثلاً دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الدين الحريري. وحضر الجناز مطارنة وكهنة زحلة من الطوائف المسيحية وحشدٌ من أبناء المدينة والقرى غصّت بهم كنيسة المطرانية.
وفي نهاية الصلاة ألقى غبطته عظةً تناولت مزايا الراقد الكبير وجاء فيها:
“عزاؤنا في هذا الرجل أنه انعجن بحب ربّه فقلب كيانه ناراً لاهبةً بمخافته وبتُقاه وبوداعةٍ لم تهَب يوماً درب آلامٍ وما أكثرها. نذكره اليوم والذكرى تليق بمن أعطى الروح والكيان لخدمة يسوع المسيح رباً مصلوباً، على المحبة، كما يقول بولس الرسول.
أيها الراحل الكبير في وداعته والبليغ في صمته
تودعنا اليوم وأنت في شيخوخة مثمرة وفي أسقفيةٍ صالحة على مثال شفيعك القديس اسبيريدون ذاك الراعي البسيط والمحب والساعي في إثر رعيته. تودعنا إلى كنف ذاك الفخاري الخالق الأعظم بارئ السموات والأرض. تودعنا بعدما تمثلت شفيعك القديس اسبيريدون فأكل الدرب من حذائك ومن قدميك وأنت تسعى وتجهد في إثر الرعية الموكلة إليك لتوردها منابع الخلاص”.
ونوه غبطته بمسيرة حياة الراحل مضيئاً على محطاتها الرئيسية ومضيفاً:
“تذكرك أنطاكية المسيحية وأنت كبيرٌ من كبارها. تذكرك ببطاركتها الكبار ومطارنتها وسائر أبرشياتها. يذكرك لبنان الذي ينمو الصدّيق كأرزه وتذكرك سوريا وكل بقعة خدمْتَها وبثثت فيها شيئاً من روحك. يذكرك هذا الشرق المصلوب بإنسانه الذي يقاسي ويلات الحروب دماراً وتهجيراً وعنفاً وإرهاباً. يذكرك هذا الشرق الذي يرى القيامة من وراء الصليب.
أنقل إليك سلاماً قلبياً من سائر إخوتك في الأسقفية وأخص بالذكر منهم مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين واللذين غيبتهما وتغيبهما عنا قسوة الزمن الحاضر وتحجر القلوب واللا اكتراث بما يخص هذا الملف المفتوح منذ أكثر من ست سنوات.
نثق بأنك تصلي من أجلنا ومن أجل لبنان والشرق. ونحن على اليقين أن رب القيامة لا بدّ ناظرٌ أتعابك. قل للمخلص إن الكرمة التي زرعتها يداه في أنطاكية تطلب دوماً من رب الحصاد العملة الصالحين وتسأله وهو الذي افتداها محبةً وتضحيةً أن يَنْداها بنعمته وبركته وصلاحه ورجائه الذي يمحق كل ضيق”.
من ثم ألقى الرئيس إيلي فرزلي كلمة نوه فيها بالمطران اسبيريدون وبأتعابه وبأعماله ووضع على النعش وسام الأرز الوطني الذي خصّه به رئيس الجمهورية.
وبعد الصلاة، حُمل الجثمان على أكفّ الكهنة وُوري الثرى في مدفن المطارنة تحت هيكل الكنيسة. وتقبّل غبطتُه والمطارنة التعازي في صالون المطرانية.