Menu Close

“هذا هو ابني الذي به سررتُ فله اسمعوا”

ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام، صلاة سحر عيد الظهور الإلهي والقداس الإلهي وصلاة تقديس المياه ، اليوم الإثنين ٦ ، كانون الثاني ، ٢٠٢٠ ، في كاتدرائية القديس نيقولاوس العجائبي في حي الميدان في زحلة.

وهنا نذكر بعض ما جاء في عظة صاحب السّيادة بمناسبة هذا العيد المبارك خلال القداس الإلهي:

– يعتبر هذا العيد الحاضر الكشف العلنيّ لسرِّ الثّالوث القدّوس ولسرِّ التّجسُّد. إذ إنّه من ناحيةٍ، في هذا العيد، أظهر الرّبّ نفسه ثالوثًا من خلال صوت الآب الّذي شَهِدَ ومن خلال الرّوح الّذي كان يستقرّ على الابن وهو في مياه الأردنّ. ومن ناحيةٍ أخرى ثانية، هذا العيد هو كشفٌ لسرِّ تقديسنا وتقديس الطّبيعة والوجود.

– ما قيمة أمور الدّنيا إن لم تمنحنا حياةً أبديّةً؟!. يُمسي الكلُّ باطلًا وقبض الرّيح إن لم يتعاطى واحدنا مع ماله وعلمه، مع صحّته وجماله، مع حكمته وسلطانه في سبيل أن يحيا هذه المحبّة الإلهيّة الّتي أحبّنا بها الرّبّ لنحبّ بها بعضنا البعض.

– خلقنا الله للحياة الأبديّة، وعندما ابتعدنا عنه ورفضنا أتى إلينا وأتْحدنا بذاته إذ ضمّ إنسانيّتنا إلى أقنومه، حتّى يهب الّذين يريدون الحياة الأبديّة أن يقتنوها. أمّا الّذين يريدون حياة هذا الدّهر فليكن لهم ما يطلبونه.

– جاء الرّبّ حتّى لا يعود الإنسان يعيش لنفسه، على حدّ قول بولس الرّسول: “فإن حيينا فللرّبّ نحيا، وإن متنا فللرّبّ نموت، فإن حيينا وإن متنا فللرّبّ نحن” (رو ١٤ : ٨ ).

لذا، على الإنسان أن يدرك أنّه ليس لذاته، لم يأتي من نفسه ولا يستطيع أن يعود إلى نفسه، إنّما أتى من الله ويرجع إلى الله.

– الطّريق واضحٌ… الطّريق هو التّنازل والتّخلّي، هو إفراغ الذّات والتّواضع، التّواضع بالمحبّة والخدمة والعطاء.

ليفكّر كلّ منّا في الآخَر، في ألّا يُغلِق أحشاءه عن آخَر. دعونا نعمل جميعًا لأجل بنيان الإنسان في البِّرّ وفي التّقوى عبر طاعة الكلمة الإلهيّة، حينئذٍ تسكن فينا النّعمة الإلهيّة.

– نُصلّي لكيما يَهَبَ الله لنا ولبلادنا ولحكّامنا هذا النّور، أعني به نور القداسة الّذي سكبه اليوم على الخليقة بتنازله واعتماده من يوحنّا، فقدّس المياه والطّبيعة.

لِنبتهل حتّى تشملنا وحكّامنا هذه النّعمة، نعمة النّور، نعمة المعرفة، نعمة المحبّة، نعمة الفرح ونعمة التّواضع.

كل عام وأنتم بخير.

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة