ألمتروبوليت الصوري يترأس جناز الأربعين للمثلث الرحمات المتروبوليت اسبيريدون (خوري ) .
ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام ، سحرية وقداس أحد الأجداد صباح اليوم الأحد ١٥ ك ١ ، ٢٠١٩ ، في كاتدرائية القديس نيقولاوس في زحلة . وذلك لأجل راحة نفس المثلث الرحمات المتروبوليت اسبيريدون (خوري)، كما أقيم الجناز التذكاري بعد القداس الإلهي .
شارك في الخدمة المتقدم في الكهنة الأب نكتاريوس خيرالله ممثلاً صاحب السيادة الياس عودة متروبوليت بيروت ، ولفيف من الإكليروس . كما شاركت عائلة المثلث الرحمات وأحباء وأصدقاء ومؤمنين في الصلوات .
خلال القداس الإلهي ألقى صاحب السّيادة عظة، أبرز ما جاء به:
– يُسمَّى هذا الأحد أحد الأجداد وهو يسبق أحد النّسبة. في هذا اليوم نتحدّث عن السّلالة الرّوحيّة الّتي حضّرت لمجيء الرّبّ، من ابراهيم إلى اسحق إلى الأنبياء جميعًا، لقد حضّر الرّبّ الإله من خلالهم البشريّة لتجسّده وميلاده وعمله الخلاصيّ.
– الأجداد هم أجدادنا بالإيمان، يقول الكتاب عن ابراهيم إنّه آمن فحُسِب له إيمانه برًّا. الوعد بالخلاص أُعطيَ منذ البدء، لذلك من بعد السّقوط يقول الرّبّ لحوّاء: “سيخرج من نسلك مَنْ يسحق رأس الحيّة”، وكانت هذه هي بداية البشارة بالخلاص الآتي.
– ثمّ بدأت البشريّة تدخل في الفساد والقتل والظّلم على عهد قايين وهابيل. من بعدهم بدأت سلالة أنوش وشيت، وبدأت معهم سلالة جديدة من آدم حوّاء، إذ إنَّه من سلالة شيت سوف يأتي الخلاص للعالم، فإنَّه من نوح مرورًا بإبراهيم واسحق ويعقوب، الّذي منه جاءَ الأسباط الإثني عشر، يأتي المخلّص من سبط يهوذا تحديدًا.
– قَتل العبرانيُّون معظم أنبياء العهد القديم.
– حضّر ربّنا البشريّة من خلال الإيمان ومن خلال الشريعة أيضًا الّتي وضعها لكي تهذّب الإنسان ولكي تُحَدِّد ما هو صح وما هو خطأ، ما هو صالح وما هو طالح.
– الضّمير هو الشّريعة الدّاخليّة الموجودة في قلوبنا وهي من صورة الله فينا، من هنا كلّ إنسان بالعودة إلى نفسه، بالضّمير، يُمكنه أن يجد الحقّ. ولكنّ يُلَوَّثُ الضّمير في العالم وينحرف.
– إيمان الآباء والأجداد هو الّذي أوصَلَنا إلى ثمرة هذا الإيمان، إلى “مريم” والدة الإله، الّتي منها أتى الرّبّ يسوع المسيح. إنَّ غاية إيمان وبرّ العهد القديم هي أنْ نَبلُغَ إلى مريم الّتي منها سيأتي الرّبّ، فَتغدُو البشريّة كاملة مستعدّة لتقبّل الرّبّ، وذلك لأنَّ مريم والدة الإله ترمز إلى البشريّة جمعاء الّتي تنتظر الرّبّ. استقبال مريم الرَّبَّ هو إشارةٌ لنا إلى إمكانيَّة استقبالنا له أيضًا، لأنَّه هو يريد أن يسكن فينا.
– ذروة هذه المسيرة هي الوصول إلى أن يتجسّد الرّبّ لكي نخلص من الخطيئة الّتي هي الموت الأوّل والأخطر. الخطيئة هي الموت. الموت الجسديّ هو نتيجة للخطيئة، هذه الأخيرة هي الموت الرّوحيّ. الخطيئة هي أن يعتبر الإنسان نفسه، في العُمقِ، هو الله، أي هو السيّد المطلَق، الحاكم والمركز.
– الله أعطى الإنسان أن يتسلّط على الخليقة كلّها، ولكنّه لم يخلقنا للتّسلّط بل للحبّ. الحبّ ثمنه باهظٌ جدًّا، لأنّه حتَّى يحيا الإنسان في الحبّ عليه أن يموت عن نفسه. لذا، انطلاقًا من هذا المبدأ، ماتَ إلهنا عن مجده لأنّه تنازل وأتى وصار إنسانًا.
– نقيم في هذا اليوم قدّاس على نيّة راحة نفس أبينا وأخينا المثلّث الرّحمة والمطوَّب الّذكر المتروبوليت اسبيريدون (خوري)، الّذي كان ملاكًا للأبرشيّة لأكثر من خمسين سنة. عاش زمنًا طويلًا في خدمة أبناء الأبرشيّة وبذل كلّ ما لديه لأجل أن تقوم هذه الأبرشيّة وتنهض ويصبح فيها نهضة روحيّة وعمرانيّة وإنسانيّة. وكان له الدّور الكبير في هذه المنطقة لا سيّما في أيّام الحرب الصّعبة الّتي مرّت علينا وعلى هذه المدينة بالذّات. كان له مُساهمات كبيرة لأجل خير هذه المدينة وخير أبنائها، ومواقف رجوليّة، مواقف إنسانيّة، مواقف شهادة للحقّ.
أكثر ما يهمّنا أنّ كلّ هذا نابع من إيمانه، لذلك كان سيّدنا اسبيريدون مثل الأجداد الّذين نعيّد لهم، في الإيمان الثّابت وفي الاتّكال الثّابت على الرّبّ. فاحتمل كلّ الصّعوبات والضّيقات الّتي تفترضها شهادتنا المسيحيّة والّتي يفترضها دوره كأسقف وراعي الرّعاة لأبناء هذه الأبرشيّة.
ممَّا لا شكّ فيه أنّ سيّدنا اسبيريدون كان إنسانًا محبًّا لله، محبًّا للكلمة الإلهيّة، جال في الكنيسة، في عدّة أماكن، تاركًا فيها بصمات جميلة كذكرى. اليوم نفرح بذكراه، إذ أصبح ملاكًا وشفيعًا لهذه الأبرشيّة ولكلّ أبنائها عند الرّبّ. في آخر سني حياته أعطاه الرّبّ أن يتنقّى أكثر فأكثر، وأن يصير شفّافًا حتّى المُنتهى بنور الرّبّ وبنعمته. كان البركة الكبرى لي ولأبناء الأبرشيّة، واليوم، زادت بركته لأنّه صار أقرب إلى الرّبّ، حيث تبلغ صلاته، بسرعةٍ، قلب المعلّم.
المسيح قام .