شارك صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام، في احتفال عيد الجيش اللبناني الذي دعا إليه الأستاذ نقولا أبو فيصل رئيس ومجلس إدارة تجمع الصناعيين في البقاع، بمناسبة عيد الجيش، مساء يوم الأحد ١ آب ٢٠٢١ في باحة كنيسة القديس نيقولاوس العجائبي في حرم مجموعة غاردينيا غران دور في المدينة الصناعية في زحلة.
أقيم الإحتفال برعاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون ممثلاً بالعميد فضل الله أمهز قائد جهاز أمن البقاع.
أحيا الأمسية الغنائية الوطنية جوقة مار الياس المخلصية وأحفاد الفنان الكبير المرحوم وديع الصافي، شربل وجاد الصافي بالاشتراك مع الفنان يعقوب جرجس.
قدّم الحفل الأستاذ ميشال داوود الذي افتتحته بدايةً الفنانة الأوبرالية تارا معلوف بالنشيد الوطني اللبناني، ومن ثمّ ألقى صاحب السيادة كلمةً بالمناسبة هذا نصها:
“نلتقي اليوم في هذه الأمسية المباركة لنحتفل بذكرى تأسيس جيشنا البطل، والعيد ممزوج بالحسـرة والألم ممّا آل إليه وضع بلادنا، لكنّنا نبقى حاملين في قلوبنا الرجاء واليقين بغد أفضل بفضل الله علينا، وبهمّة الأُمَنَاء في هذا الوطن الجريح، وعلى رأسهم مؤسسة الجيش اللبناني، صمّام الأمان والحصن المنيع أمام كلّ محاولات العبث بأمن بلادنا واستقرارها.
مهما كانت الظروف التي نمرّ بها، لا يمكن أن يمرّ هذا العيد مرور الكرام، إذ لا بدّ دومًا من وقفة عزّ للشـرف والتضحية والوفاء، صفات أبناء هذه المؤسسة العسكرية الإنسانيّة. لا يغيب هذا العيد عن وجدان اللبنانيين لأنّ ثقتهم واعتزازهم بهذه المؤسسة ثابتَين، إذ قدّمت وتقدّم وستبقى تقدّم التّضحيات على مذبح الوطن حفاظًا علم البلاد وشعبها وأرضها.
الظروف المالية والاقتصادية التي نمرّ بها، لم يعش مثلها هذا البلد منذ الحرب العالمية الأولى، وبرغم ذلك، يبقى الجيش اللبناني قيادةً وضباطًا ورتباءً وافرادًا ثابتين في حفظ الأمانة والعهد والوعد بالحفاظ على الوطن بإزاء المخربين والفاسدين والمفسدين.
الجيش اللبناني، هو العين الساهرة ليس فقط على أمن الوطن ولكن أيضًا على حرية أبنائه وحقّهم بالتعبير عن أوجاعهم، وهو السند الأكيد والأساس المتين لأسس الدولة واستمراريّتها.
شعبنا لم يعد يثق بمسؤولي هذا البلد، ثقته اليوم واتكاله هو على الجيش اللبناني ليحافظ على كينونة وطننا، وليكون القاعدة التي منها تنطلق الدولة الحديثة، دولة الإنسان والقانون والحقّ، حيث لا شمس وشتاء تحت سقف واحد، كما هي الحال في وطننا اليوم، وفي منطقة البقاع هذه بالذات.
لا خلاص للوطن إلّا بوعي أبنائه وتحررهم من الروح القبليّة والارتقاء إلى مفهوم دولة الإنسان ودولة المحاسبة التي لا تقيم وزنا إلّا للحقّ.
كلنا نلتف حول هذه المؤسسة قيادةً وضباطًا ورتباءً وافرادًا، هذه المؤسسة التي أثبتت على مرّ العقود أنها جامعة لكلّ أبناء وأطياف الوطن، لكي تبقى النبراس في وسط ظلمة الدولة، والسيف القاطع الفاصل بين القانون والتّسيّب.
وبهذه المناسبة، لا يسعني إلّا أن أهنّئ قائد الجيش العماد جوزاف عون على حكمته وإنجازاته الوطنيّة ومساعيه الحثيثة لدعم أبناء هذه المؤسسة في ظل الظروف الحاضرة وللحفاظ على الأمن والاستقرار ولمحاربته للارهاب ومناهضته للتعصب والفئويّة، ولأمانته للانسان وحقوقه وحرية تعبيره.
واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أقدّم للقائد درعًا تقديريًّا باسم الأبرشيّة.
* * *
بهذه المناسبة أيضًا لا يسعني إلا أن أشكر الأخ والصديق العزيز الأستاذ نقولا أبو فيصل الرجل الهُمَامُ، رئيس تجمّع صناعيي البقاع ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات غاردينيا غران دور ومديرها، على سعيه الدائم للنهوض بالقطاع الصناعي في البقاع ولبنان، كونه كالنحلة لا يكلّ ولا يملّ عاملًا ليجمع رحيق النجاح والخدمة للعاملين في القطاع الصناعي وصاحب الأيادي البيضاء في الأعمال الخيريّة التي يقوم بها “دون أن يُعرِّف شمالَه ما تصنع يمينُه”. ونشكره على التحضير لهذا اللقاء بهذه المناسبة الوطنيّة العظمى، داعين له بدوام النجاح والتألُّق والخدمة للوطن والمواطن.
واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أقدّم له درعًا تقديريًّا باسم الأبرشيّة.
كل عيد جيش وأنتم بألف خير، ووطنا في ظروف أفضل، ودولتنا في ارتقاء نحو آمال اللبنانيين لتحقيق الاستقرار والازدهار والإنسانيّة التي في حقّ الله.
عشتم وعاش الجيش اللبناني وعاش لبنان.”
بعد تسليم سيادته درعاً لقائد الجيش بواسطة ممثله تقديراً واحتراماً لدور الجيش وقائده. قدم أيضاً درع احترام وتقدير للأستاذ نقولا أبو فيصل على جهوده الإنسانية والاجتماعية كما ذكر سيادته.
وشارك في الحفل شخصيات دينية وسياسية واقتصادية وتربوية واجتماعية وعدد من الأهالي والفعاليات.
كل عام وأنتم بخير