في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس يعقوب تساليكيس *القدّيسون الرّسل الشّهداء فيليمون وأبفيّة وأرخبّس وأونيسيموس *الشّهداء سيسيليا وفالريانوس وتيفورتيوس ومكسيموس*الشّهداء مرقص ومرقص الآخر وستيفانوس *القدّيس بروكوبيوس البيسانيّ *القدّيس مانغنوس القصّار *القدّيس البارّ عبّاس العربيّ *أبونا الجليل في القدّيسين كاليستوس بطريرك القسطنطينيّة *الشّهداء خريستوفوروس وأوفيميا وثلالاوس وأنثيموس *الشّهيد تدّاوس *الشّهيد أغابيون *الشّهيد أغابيوس *الشّهيد في الكهنة سيسينيوس *القدّيس بطرس ياروبولك فولنيا الرّوسيّ *الشّهيد ميخائيل تْفير الرّوسيّ *القدّيس البارّ جرمانوس المقدونيّ *الشّهداء الرّوس الجدد فلاديمير رياسنسكي وآخرون*القدّيسة المعترفة البارّة براسيكيفي ماتياشينا الرّوسيّة.
* * *
✤ القدّيس يعقوب تساليكيس ✤
أعلن مجمع كنيسة القسطنطينيّة، الَّذي انعقد برئاسة غبطة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، قداسة الشَّيخ يعقوب تساليكيس وذلك في جلسته المنعقدة يوم الإثنين الواقع فيه ٢٠١٧/١١/٢٧.
قدّيس جديد معاصر أعلنَت الكنيسة الأرثوذكسيّة قداسته ويعيّد له في ٢٢ تشرين الثّاني.
من هو القدّيس يعقوب تساليكيس؟
إنّه الأرشمندريت يعقوب تساليكيس المولود في الخامس من تشرين الثّاني سنة ١٩٢٠ في ”ماكري“ وهي بلدة من آسيا الصّغرى في تركيّا، حاليًّا. هو من عائلة تقيّة ميسورة تتميَّز برباطٍ متين من المحبّة بين أعضائها. والده كان معماريًّا مشهورًا بأمانته واحترافه لمهنته.
في بدايات سنة ١٩٢٢ حصل التّهجير للمسيحيّين من آسيا الصّغرى، واعتُقِل والد يعقوب، أمَّا الطّفل فتنقّل مع والدته وجدّته من مكان إلى مكان، كسائر المهجَّرين. بعد ثلاث سنين التأم شمل العائلة بعد أن كانوا فقدوا الأمل بأنّ والد يعقوب حيّ، ولكن بتدبير إلهيّ وجدت جدّة يعقوب والده في إحدى الورش. من ثمّ مُنحَت العائلة مُلكًا في إيفيا حيث شيّد والده منزلًا واستقرّوا هناك.
حتّى سنّ السّابعة لم يكن بعد يراود الكنيسة. لكنّه، كان قد حفظ معظم خدمة القدّاس الإلهيّ عن ظهر قلب. كان يهوى خدمة الكاهن في الصّلوات الكَنَسيّة، والذّهاب إلى المزارات والكنائس الصّغيرة الّتي كانت مزروعة هنا وهناك في البرّيّة، للصَّلاة ساعات طوال مُقَلِّدًا، ببراءة الأطفال، الآباء النُسّاك.
هذه التّقوى الّتي كان عليها من صغره جعلت أهل القرية يلقّبونه ”القدّيس الصّغير“ و”ولد الله“. في الصّعوبات والضّيقات والأمراض، وبسبب عدم وجود كاهن مُقيم في القرية، كان أهل البلدة يأتون إليه يطلبون صلاته، وكانت صلاته مُستجابة أمام الله.
بسبب الضّيق المادّيّ لم يستطع أن يكمل تعليمه، فصار يساعد والده في أعمال البناء بعد إنهائه المرحلة الابتدائيّة.
في مَطلع العشرين من عمره، سيم قارئًا. فتشدَّد في أصوامه وصلواته، إذ لم يعتبر نفسه البتّة أهلًا لهذه الكرامة. شهادات كثيرة تتحدّث عن صرامة هذا الشّاب في الأصوام والسَّهر في الصَّلاة وسائر المُمارسات ذات الطَّابع النُّسكيّ وهو ما زال في العالم. بَقي مثابرًا هكذا حتّى ذهابه إلى الخدمة العسكريّة سنة ١٩٤٧. الّذين معه كانوا يسمّونه تهكُّمًا “أبونا يعقوب“، أمّا رئيسه وبعض الآخرين فكانوا يعاملونه بتقدير واحترام.
قُبِلَ الشّاب يعقوب راهبًا في دير البارّ داود (نُعيّد له في ١ تشرين الثّاني) باسم يعقوب في إيفيا سنة ١٩٥٢. في ١٩ كانون الثّاني من السّنة نفسها رسم كاهنًا في خالكيذا. ضاعف الرّاهب يعقوب جهاده في الدّير، وغالبًا ما كان يَصعَد إلى المغارة الّتي نسك فيها البار داود ليصلّي هناك ساعات طوال. مَنَّ عليه الرّبّ بالنِّعَم الرّوحيّة والرّؤى وصُنع العجائب. أثناء القُدّاس الإلهيّ كان يُعايِن المَلائِكة يمَجّدون الحمل الذّبيح، وشهد كثيرون كيف كان يشعُّ بالنّور الإلهيّ وهو يخدم الأسرار الإلهيّة. في الخامس والعشـرين من حَزيران سنة ١٩٧٥ اختاره آباء الدّير رئيسًا عليهم حتّى رقاده في الواحد والعشرين من تشـرين الثّاني سنة ١٩٩١.
كان إنسان محبّة إلهيّة، وجملته المشهورة: ”كيف يمكننا أن نحبّ الله، إن لم نحبّ حتّى الموت هؤلاء الّذين أحبَّهم الله حتّى الموت؟“. لذلك، كان يتعهّد البشر كلّيًّا، يحمل آلامهم وتجاربهم وأوجاعهم في كيانه، يرشدهم إلى الحقّ ويمنحهم الشّفاء والتّعزية بنعمة الله الّتي تفيض منه. وكلّما ازدادت نِعَم الله عليه تشدّد هو في جهاده للحفاظ عليها وتثميرها، واضعًا نُصبَ عينيه قَولَ السّيّد: ”لأجلهم أُقَدِّسُ ذاتي” (يوحنّا ١٧: ١٩). من فيض قلبه محبّة المسيح كان يتكلّم لسانه في الوعظ والتّأديب والتّعزية والإرشاد.
هو شفيع حارّ وسريع الاستجابة، فلتشملنا صلاته أمام عرش العليّ وليكن لنا قدوة في محبّة الله والتّقوى والجدّيّة في الجهاد الرّوحيّ…