Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 29 أيلول 2019  

العدد 39

الأحد (15) بعد العنصرة

اللّحن 6- الإيوثينا 4

أعياد الأسبوع: *29: القدّيس كرياكس السَّائِح *30: الشَّهيد غريغوريوس أسقف أرمينية العُظْمَى، الشَّهيد ستراتونيكس *1: الرَّسول حنانيا أحد السَّبعين، رومانوس المُرَنِّم، عيد أيقونة العذراء "السَّريعة الاِستجابَة" *2: الشَّهيد في الكهنة كبريانوس، الشَّهيدة يوستينا *3: الشَّهيد في الكهنة ديونيسيوس الأريوباغِيّ أسقف أثينا، البارّ إيسيخيوس *4: إيروثيوس أسقُف أثينا، البارّ عَمُّون المصريّ، يوحنَّا الشَّهيد *5: الشَّهيدة خاريتٍيني، البارَّة ماثوذيّة، البارّ إفذوكيموس، سابا المتبالِه، إرموجينس الشَّهيد في رؤساء الكهنة.

كلمة الرّاعي

الأمانة

”أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ ...“

                                                             (هوشع 2: 20)

الرَّبّ أمين لرحمته على البشر. البشر، بعامّة، غير أمناء في طاعة الله. الأمانة مبنيّة على الثّقة والوفاء بحفظ الوديعة. الأمين يدفع حياته ثمنًا لأمانته. الرَّبّ بذل ابنه الوحيد لأنّه أمين أن لا يهلك كلّ من يؤمن به بل يحصل على الحياة الأبديّة ...

لا إيمان دون أمانة لله ووصاياه. راحة الإنسان تأتي من الأمان، والأمان من الأمانة، والأمانة من الحبّ. لا أمانة دون حبّ، ليست الأمانة واجبًا أو فرضًا، إذا كانت كذلك تسقط في معناها الجوهريّ ...

الشّيطان لا أمانة عنده لأنّه لا يحبُّ سوى ذاته، منغلق على نفسه، حقود على الخليقة كلّها ...

الرَّبّ أمين لخليقته، لذلك، من يتجاوب مع الحبّ الإلهيّ يسكن في الرّاحة والفرح منذ الآن ...

*          *          *

يوجد أمانة تأتي من الخوف، هذه بداية الطريق لكنّ كماله أن تكون الأمانة ثمرة الحبّ. البشر بمعظمهم يجهلون الحبّ لأنّ من لا يعرف الله ثالوثًا في كلّ ما تتضمّن العقيدة حول هذه المسألة لا يمكنه أن يتلقّف الحقيقة الإنسانيّة الكاملة لذاته كمخلوق على صورة الرَّبّ.

الثّالوث أصل الوجود وهو الوحيد الموجود. الآب صاحب الألوهة ومصدرها يعطي ذاته للابن بالولادة وللرّوح القدس بالانبثاق. هم واحد لأنّ مصدرهم واحد وهم واحد لأنّ العلاقة بينهم هي علاقة الحبّ المتبادل في حركة دائريّة حيث كلّ أقنوم من الأقانيم يعود إلى الأوّل—الآب ومنه وفيه يسكن في الآخَر ومن الآخَر وفيه يعود إلى الأوّل. هذه العلاقة في الأمانة الأبديّة لأقانيم الثّالوث تجاه بعضهم البعض أساسها المحبّة الّتي هي رسم سرّ الوجود فيما بينهم، المحبّة الّتي تتجلّى بالوحدة في التّمايز والتّمايز في الوحدة ...

*          *          *

الأمانة ليست مسألة أخلاقيّة بل هي سرُّ تجلّي صليب الحبّ في علاقة النّاس مع أنفسهم ومع الله ومع الآخَر. الله التزمنا حبًّا ولم يتخلّى عنّا أبدًا رغم خيانتنا له منذ البدء. أمانة الله لا شروط فيها بل رحمة لا تُقاس ولا يمكن تصوّرها بالعقل البشريّ المحدود. الله لا ييأس منّا، رغم وجود هذه الصّورة في العهد القديم لتدلّ على لا نهائيّة رحمة الله للإنسان ورغبته الدّائمة باستعادته من براثن محوريّة ذاته المرموز لها بالأوثان الّتي تعبّر عن مخاوف وشهوات البشر ...

من لا يعرف الله الثّالوث لا يمكنه أن يدرك سرّ الأمانة في الحبّ المصلوب، وهذه المعرفة المطلوبة ليست هي حُكمًا عقليًّا بل خبرة كيانيّة للشّركة مع الله الآب بالابن في الرّوح القدس. من لا يؤمن بالثّالوث لا يستطيع أن يكون أمينًا لنفسه وعلى نفسه لأنّه لا يعرف ذاته صورة لله أي مسكنًا لروح الرَّبّ في الاتّحاد بين الطّبيعة البشريّة والألوهة. هذا الإدراك للذّات يغيّر نظرة الإنسان لذاته وللآخَر وللوجود وغايته. من لا يؤمن بالتّألّه يغبى عليه فهم ذاته، وبالتّالي لا بدّ له أن ينحدر إلى التّراب في نظرته لنفسه وللوجود والخلود ...

*          *          *

أيّها الأحبّاء، الأمانة لله هي تعفُّفٌ على كلّ إله أي وحدانيّة حبّ لله لا خيانة فيه، ومن هذه الأمانة تأتي الأمانة تجاه النّفس والآخَر. خطاياي تجعلني زانيًا تجاه الله، وبالتّالي غير أمين لحبّه وهذا يستتبع عدم أمانة في حبّي لنفسي وللآخَر. أمانة الله هدفها حفظ نفوسنا في العُذريّة أي في نقاوة القلب ووحدانيّة الحبّ وديمومته الأبديّة ... أمانة الإنسان لله بقوّة النّعمة الإلهيّة تجعله وفيًّا وثابتًا في حفظ من أودعهم الله إليه ...

الأمانة سرّ الشّركة بين البشر في التّكامل والتّعاضد بحمل كلّ منهم للآخَر بنعمة الله بالحبّ المصلوب عليه الأنا ليصير الكيان مطرحًا لسكنى الآخَر بالأمان والثّقة والثّبات في الحبّ والفرح بسكب حنان الثّالوث القدّوس على البشريّة جمعاء في الشّخص الأمين! ...

 ومن استطاع أن يقبل فليقبل ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن السادس)

إِنَّ القوَّاتِ الملائِكِيَّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقَّر، والحرَّاسَ صَارُوا كَالأَموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القَبْرِ طَالِبَةً جَسَدَكَ الطَّاهِر، فَسَبَيْتَ الجَحِيمَ ولَمْ تُجَرَّبْ مِنْهَا، وصَادَفْتَ البَتُولَ مَانِحًا الحَيَاة، فَيَا مَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، يَا رَبُّ المَجْدُ لَك.

طروباريّة القدّيس كرياكس السّائح (باللَّحن الأوّل)

ظهَرتَ في البَرِّيَّة مُستوطنًا، وبالجسم ملاكًا، وللعجائب صانعًا، وبالأصوام والأسهار والصّلوات تقبّلتَ المواهِب السّماويّة، فأنت تشفي السُّقماء ونفوس المُبادرين إليكَ بإيمان، يا أبانا البارّ كرياكس. فالمَجدُ لِمَن وهبَكَ القوّة، المجد لِلّذي توَّجَكَ، المَجدُ للفاعِلِ بكَ الأشفيةَ للجميع.

القنداق (باللَّحن الثّاني)

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرّسالة (2 كو 4: 6– 15)

خلّص يا ربُّ شعْبَك وبارِك ميراثَك

إليكَ يا ربُّ أصْرُخُ إلهي

يا إخوة، إنّ الله الذي أمرَ أن يُشرق من ظلمةٍ نورٌ، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارةِ معرفةِ مجدِ الله في وجهِ يسوعَ المسيح. ولنا هذا الكنزُ في آنيةٍ خزفيّة ليكون فضلُ القوّةِ للهِ لا مِنّا. متضايقين في كلّ شيءٍ ولكن غيرَ منحصرين، ومتحيّرين ولكن غير آثمين، ومضطَهَدين ولكن غير مخذولين، ومطروحين ولكن غير هالكين، حامِلين في الجسد كلَّ حين إماتةَ الربّ يسوعَ لتظهر حياةُ يسوعَ أيضًا في أجسادِنا. لأنّنا نحن الأحياءَ نسلَّمُ دائماً إلى الموت من أجل يسوعَ لتظهر حياةُ المسيح أيضًا في أجسادنا المائتة.

فالموتُ إذاً يجري فينا والحياة فيكم. فإذ فينا روحُ الإيمانِ بعينه على حسبِ ما كُتِب (إنّي آمنتُ ولذلك تكلّمت) فنحن أيضًا نؤمن ولذلك نتكلّم. عالمين أنّ الذي أقام الربَّ يسوعَ سيقيمُنا نحن أيضًا بيسوعَ فننتصبُ معكم. لأنّ كلّ شيء هو من أجلكم لكي تتكاثر النعمةُ بشكر الأكثرِين، فتزدادَ لمجدِ الله.

الإنجيل (لو 6: 31– 36 ) (لو قا  2)

قال الربُّ: كما تريدونَ أن يفعلَ الناسُ بكم ،كذلك افعلوا أنتم بهم. فإنَّكم إنْ أحببتُمُ الذين يُحبُّونكم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضاً يُحبُّون الذين يحبُّونهم. وإذا أحْسنتم إلى الذين يُحسِنون إليكم فأيّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضاً هكذا يصنعون. وإن أقرضْتُمُ الذينَ تَرْجُونَ أن تَستوفُوا منهم فأيّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضاً يُقرضونَ الخطأة لكي يستوفُوا منهمُ المِثلَ. ولكِن، أحِبُّوا أعداءَكم وأَحسِنوا وأَقرِضوا غيرَ مؤَمِّلين شيئاً فيكونَ أجرُكم كثيراً وتكونوا بني العليّ. فإنَّهُ منعِمٌ على غير الشاكرينَ والأشرار. فكونوا رُحماءَ كما أنّ أباكم هو رحيمٌ.

حول الإنجيل

يبدأ الكتاب المقَدَّس في إنجيل هذا الأحد بهذه الآية "كما تريدون أن يفعلَ النَّاس بكم كذلك افعلوا أنتم أيضًا بهم". ويكمل الرَّسول لوقا نصّه الإنجيليّ، بما نطق به الرَّبّ يسوع واضعًا أسسًا للأخلاق المسيحيّة. هناك كلام سابق، يظنّ البعض أنّه يشبه تعاليم الرَّبّ عن الأخلاق، يُنسب إلى الفيلسوف الصّيني كونفوشيوس الّذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، يقول فيه: "لا تفعل بالآخرين ما لا ترغب أن تفعله بنفسك". يعني: لا تُريد أن تُسرق، لا تسرق؛ لا تريد أن يُكذب عليك، لا تكذب؛ لا تُريد أن تُشتم، لا تشتم؛ لا تريد أن تكون مَكروهًا، لا تكره...

ما أورده هذا الفيلسوف هو بداية الأخلاق، أي أن لا يفعل الإنسان الشَّرّ، وهذه النَّاحية السَّلبيّة من الأخلاق. أمّا النّاحية الإيجابيّة هي الّتي ذكرها الرَّبّ يسوع، ليس الامتناع فقط، إنّما العمل أيضًا: "كما تريدون أن يفعلَ النَّاس بكم كذلك افعلوا أنتم أيضًا بهم". يُريدنا الرَّبّ أن نُبادر ونمتد نحو الآخر، أن نمتنع عن الشَّرّ ونصنع الخير وهذا نقرأه في سفر المزامير: "حِدْ عن الشَّرِّ واصنع الخير اطلب السَّلامَ واسعى ورائَه" (مز 33: 14). يعني بِكلام آخر: أنت مَريض وتريد أن يزورك النَّاس فبادِر أنت بزيارتهم أوّلًا؛ أنت حزين وتبحث عن تعزية من النّاس، فبادر أنت بتعزيتهم أوّلًا؛ أنت بحاجة لمساعدة (ماديّة، نفسيّة، اجتماعيّة) فبادر أنت وقدّم المساعدة (الماديّة، والنّفسيّة والاجتماعيّة) أوّلًا، تريد أن يرحمك النّاس فارحمهم أنت أوّلًا...

خلاصة القول، ممّا سبق أوردناه، أنّ الامتناع أو الأخلاق السَّلبيّة إنْ مُورِستْ يُصبح المرء إنسانًا بحسب الطّبيعة، أمّا الأخلاق الإيجابيّة الّتي تكلّم عنّا الرَّبّ يسوع إنْ مُورِست يُصبح المرء إنسانًا مسيحيًّا. آمين

 اليوم بكلمتك نَصير واحدًا...

قال الرّبّ يسوع المسيح عن نفسه..!..

"أَنا هو الّذي هو".!. (خر 3: 14)، "أَنا هو الطّريق والحقّ والحياة".!. (يو 14: 6).

"مَن آمن بي، وإن مات فسيحيا إلى الأَبد".!. (يو 11: 25).

يا مخلوق الإله الآب والرّبّ يسوع المسيح.!. لماذا توقَّفتَ عن السَّماع؟!... لماذا نِمْتَ نومة الموتِ، مُغْلِقًا كلّ نوافذ حياة الحبّ الإلهيّ الّذي أَوْدَعَكَ الرّبّ إِيّاهُ بكلمته، الّتي قالها لك، منذ بدء الكون.؟!.

لماذا.؟!... هكذا تكثر "اللِّمّاذاتُ".؟!... لماذا فعلتَ هذا وليسَ ذاك.؟!... ونحنُ إذ ننظر حَولنا، نجد أَنّ كلّ البشريّة الآن باتت تحيا وكأَنّها في القِطْبِ الشّماليّ الّذي ذابت ثلوجُهُ لِتَتكَشَّفَ شيئًا فشيئًا، المآسي الّتي أَصابَتْ الإِنسانيّة، بتقوقعها على ذاتها وسط مآسي النّاس... صارخة إذ عرفت حقيقتها: مَن يُخلِّصني من جَسَدِ الموتِ هذا.؟!. الّذي عَبِدَ نفسه، فدمَّر الكون بأَناه.؟!...

منذ قديم الأَزمنة والأَيّام، كانت الحياة تجمع في حناياها الغنيّ والفقير، العاجز المريض والصّحيح الإِقتدار، ليساعد الجميع بعضهم بَعْضًا، فيحيوا بإستقامةٍ وفرح ومحبَّةٍ مؤمنة، أَنّ "الآخر هو حياته".!... حتّى لو كان يعيش في أَطراف القرية، أَو المحلّة.!. كان المهمُّ، أَن يَأكلوا ويَشْبَعوا من زرع قلوبهم في أَرضهم..!.. كلُّهم تشاركوا بما يملك الواحد، فصاروا واحدًا.!.

هكذا في الماضي، الأَماكن الممتدَّةِ الأَطراف، كانت تجمَعُ ولا تُفَرِّق.!. لم يكن هناك بُعْدٌ، بل الكلّ كانوا وِحْدَةً مترابطة تحيا في بَلَدٍ واحد وظروف قرويّة واحدة وفي بحبوحة واحدة وجوع واحد.!.

"والسّماع" كان يجمع ولا يُفَرِّق.!. لأَنّ الجميع كانوا أَولادَ الإِلهِ الواحد.!.

"الجميع كانوا واحدًا"... لأَنّ الإله الواحد الأَحد، كان يربطهم ويَضُمَّهم "بزنَّارِ" ثوبه حول خصره، ماشيًا وصاعدًا بهم إلى أَبيه السَّماويّ..!.. إرادة الحبّ الإلهي كانت تجمعهم، لأَنّهم كانوا يتحلَّقون حولها وحول حاملها.!!. كان وَهَجُ الحبّ الإلهيّ يجمعهم ولا يفرِّقهم.!. كانوا أَصحاب كلمة واحدة.!. ورأيٍ واحد.!. هذه كانت قوّتهم.!. "فالجماعة ولو كَثُرَتْ، تصيرُ واحِدَةً بالحبّ الإلهيّ لأَنّ يسوع قال: "أَنا وأَبي واحد.!!. ثمّ أَضاف: أَبي أَعظم منّي"... لماذا كانت الشّعوب واحدة.؟!... أَلأَنّ النّاس كانوا يؤمنون بإله واحد يلجؤون إليه.!. ليعبدوه عبادةَ حقٍّ.؟!...

أَمّا اليوم فمشكلة البشريّة جمعاء، هي أَنّها باتت تؤمن "بآلهة" عُجْمٍ، لا "وجه" لها ولا "كلمة" تدلّهم على طريق خلاصهم.!. صارت القلوب ورقيّة تتمَزَّقْ، لتشتري الحبّ لا بالإِخلاص للحبّ الإلهيّ الواحد، بل لنفسها هي.!. صارت الإِنّيّةُ والنَّفسُ إله الإِنسان.!.

هكذا صيَّروا أَنفسهم، "هم الآلهة"... "وكلمتهم" هي المرجع والقرار.!. أهؤلاء صدّقوا "عبثًا"، أَنّ الكلمة الّتي كتبها الإِله صارت ضميرهم.؟!... أَصدّقوه وهو الإِله حين قرأوا.؟!. "أَنتم آلهة وأَبناء العليّ تُدْعَون"... (مز 82: 6).!. هكذا أَبطلت الإِنسانيّة إيمانها الحقّ، بتحريف وتحويل خاصّيّة السّماع، إلى خاصّيّة التّرجّح بين الحقيقة والوهم.!. وَهْمُ الإنسان الإِله الّذي هو هُم.!. وضاقت أَنفاسهم إذ أَرادوا أَن يصيروا هم الآلهة..!.. الجميعُ نسوا روح وحقيقة المعنى الرّوحيّ لكلمة يسوع: "تعلّموا منّي، فإِنّي وديع ومتواضع القلب تجدوا راحة لنفوسكم"... (متّى 11: 29).

نسوا كُلُّهم أَنّ الإله هو هو البداية والنّهاية والحقّ والحياة.!. فاتَّبَعوا أَنفسهم... قولَتَهُمْ... رأيَهُمْ... صار العالم ساحة قتال وكرهٍ وموتٍ.!. إذ صار الإِنسان إِله نفسه الأَنانيّة السّاقطة.!...

لذلك اليوم نصرخ: "إلى أَين نذهب يا إلهنا.؟!. كلام الحياة الأبديّة عندك".!. ها قد وصلنا، لندخل اليوم، بل كلّ يوم، فردوس حبّك بمحبّة الآخر كأَنفسنا.!. فإِرحمنا.!. سامحنا، ورُدَّنا إليك.!.

من أقوال القدّيس بورفيريوس الرّائيّ

+ جابه كلّ الأمور بمحبّة، بطيبة، بوداعة، بصبر وتواضع. كن دومًا كالصّخر الّذي يمرّ فوقه المَوج ثمّ يعود ثانية من حيث أتى. كن ثابتًا غير متزعزع. قد تتساءل هل هذا ممكن يا أبانا؟! نعم بنعمة الله هذا ممكن. أمّا إذا جابهنا الأمور بقوانا البشريّة، طبعًا سيكون هذا غير ممكن.

+ التّذمّر على الآخرين يؤذي نفسك بالدّرجة الأولى، لأنّه لا يدعك تصلّي بارتياح. والرّوح القدس لا يقترب أبدًا من نفس متذمّرة ولا يسكن فيها.

+ وجّهوا أذهانكم دومًا نحو العَلاء، نحو المسيح. اعملوا مع المسيح، عيشوا مع المسيح، تنفّسوا المسيح، تألّموا مع المسيح وافرحوا أيضًا معه. ليكن المسيح كلّ شيء بالنِّسبة إليكم. المسيح هو عروس نفوسكم، هو أبوكم، هو كلّ شيء. لا يوجد أمر أسمى في هذه الحياة من محبّة المسيح. المسيح كلّه فرح، كلّه غبطة. النّفس السّكرى بمحبّة المسيح هي دومًا فرحة وسعيدة مهما واجهت من أتعاب وبذلت من تضحيات.

انقر هنا لتحميل الملف