Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ۲۲ نيسان ۲٠١٨

العدد ١٦

أحد حاملات الطّيب

اللّحن ۲- الإيوثينا ٤

كلمة الرّاعي

العودة إلى الله

”قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ، أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ“ (مزمور ١١٩: ٦٧) 

هل يعرف الإنسان حقيقة نفسه؟ هل يُدرك محدوديّته؟ هل يعلم أنّه مكشوف أمام الله؟ هل يرى خطاياه؟!...

لا يحفظ الإنسان وصيّة الله قبل أن يرجع عن ضلاله وانحرافه عن طريق الحقّ. ولا يرجع الإنسان إلى الله قبل أن تذلّه خطيئته شرّ إذلال. ما لم يتألَّم الإنسان من آثامه لا يتركها، والتخلّي عنها هو أمر مستحيل بشـريًّا، بدون نعمة الله لا يقدر الإنسان على التوبة...

*           *           *

ما هي حقيقة قلبي أنا الإنسان؟ ما الَّذي يكبّلني ويبعدني عن الله ويلصقني بالخطيئة؟ ما هو الَّذي يجعل في داخلي مرارة وألمًا دائمًا لا ينطفئ؟

يحاول الإنسان أن يجد معنًى لحياته، هو يبحث عن نفسه التّائهة. يظنّ أنّه وجدها، أحيانًا، إذا ما حصل على شيء كان يبتغيه ويسعى إليه. والعالم يُتخِمكَ بالحاجات والضرورات والأحلام-الأوهام الكاذبة عن السعادة.

بعد السّقوط، صار الإنسان يتوق إلى السّلام والراحة من الآلام والتَّحرُّر من الحاجات. وكأنّي به يبحث عن جوهره، عن حاجته الجوهريّة الَّتي تعطيه معنًى وغاية لحياته تُشبِع انشداده الدّاخليّ السّرّيّ (mysterious) إلى ما / مَن هو مخفيّ عليه والّتي تملأه فرحًا ينتج عنه السّلام والراحة. ما لا يفقهه معظم النّاس أنّ الفرح لا يأتي إلّا من المحبّة، وهنا تكمن المشكلة الحقيقيّة لمأساة البشريّة، المشكلة الّتي لا يبدو أنّ لها حلّ وهي لا حلّ لها، بالتأكيد، بشريًّا لأنَّ الإنسان السّاقط صار منغلقًا على نفسه وأفكاره ومشيئاته، مختبئًا في داخل نفسه مُستَعدِيًا كلّ آخَر، فمن ليست المحبّة بالنسبة إليه هي رباط مع الآخَر على صعيد الكيان الدّاخليّ وامتداد كلّيّ نحوه لن يُدرك يومًا الفرح والسلام والراحة بل سيبقى في تخبّطه نفسًا وجسدًا وروح الله لن يستقرّ فيه أبدًا.

*           *           *

الخطيئةُ في جوهرِها عبادةُ ذات. ”لا إله إلّا أنا“ يقول الإنسان السّاقِط، هكذا تُقنِع الخطيئة صاحبها دون أن يُدرِك ذلك أحيانًا كثيرة، فتدفعه إلى الرغبة بشدّ كلّ الوجود إليه واستهلاكه في أناه، وهذا ما يفقده خبرة الفرح الإلهيّ، الفرح الوحيد الحقّانيّ...

ما لا تعرفه أغلبيّة البشر السّاحقة هو الفرح الحقّانيّ. لماذا؟ لأنّ البشر لا يُحبُّون سوى أنفسهم. هم حينما يظنّون أنّهم يحبّون الآخَرين يفعلون هذا ليُرضوا أناهم وليس لأنهم أدركوا أنَّ الآخَر هو حياتهم. المحبّة الانتقائية ليست محبّة. المحبَّة الجبريّة ليست محبّة. المحبّة الّتي تُقيِّد المحبوب بأُطُرٍ وشروط ناجمة عن ضعفات الإنسان وحبّه لتملُّكِ الآخَر ليست محبّة. لأنّه حيث المحبّة الإلهيّة فهناك الحرية، وحيث الحرية فهناك روح الرب، وحيث روح الرب فهناك المسيح، وحيث المسيح فهناك الآب، وحيث الآب فهناك الثالوث القدّوس، لأنّ الروح يأتي إلى العالم بالابن بحسب مشيئة الآب وهو مستقرٌّ في الابن سرمديًّا في سرّ شركة الثالوث، والابن يأتينا من خلال الروح القدس وهو فيه ساكن في شركة المحبّة، والابن والروح في الآب، والآب في الابن والروح القدس. وهذه هي المحبّة إنّها الله، إنّها الآب والابن والروح القدس الثالوث الواحد في الجوهر والغير المنفصل أو  المنقسم.

*           *           *

من يحفظ أقوال الله ووصاياه هذا هو الَّذي يجد نعمة ورحمة وخلاصًا، هذا هو الَّذي يُعطى روح التّوبة، لأنّ من لا تتوّبه الكلمة الإلهيّة لن يتوب حتّى ”ولو قام واحد من بين الأموات“.

بدء العودة إلى الله معرفة الكلمة الإلهيّة، والطريق هو السّعي لطاعتها، ونجازها اتّحاد بالله. هذه هي خبرة القيامة في حياتنا، واستباق القيامة العامّة، فطوبى لمن يسمع ويستجيب...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة للإيصوذون (باللّحن الخامس)

 المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للَّذين في القبور.

طروباريّة القيامة (باللّحن الثّاني)

عندما انحدرتَ إلى الموت أيّها الحياةُ الّذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتِك. وعندما أَقَمْتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوّاتِ السّماويّين. أيّها المسيحُ الإله مُعطِي الحياة المجد لك.

طروباريّة (باللّحن الثّاني)

إنَّ يوسُفَ المتَّقي أَحْدَرَ جسدَكَ الطَّاهِرَ من العود، ولفَّهُ بالسَّباني النَّقيَّة وحنَّطَه بالطِّيبِ، وجهَّزهُ وأضجعَهُ في قبرٍ جديد، لكنكَ قُمْتَ لثلاثةِ أيامٍ يا ربّ، مانِحاً العالم الرحمةَ العُظمى.

طروباريّة (باللّحن الثّاني)

إنَّ الملاكَ حضرَ إلى القبرِ، قائلاً للنسوةِ الحاملاتِ الطِّيب، أما الطِّيبُ فإنَّه لائقٌ بالأموات، وأمّا المسيحُ فقد ظهرَ غريباً من الفساد، لكن اصْرُخْنَ قائلاتٍ: قد قامَ الرب مانحاً العالمَ الرحمةَ العُظمى.

القنداق (باللّحن الثّامن)

ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلاّ أنَّك درستَ قوَة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام

الرّسالة (أعمال الرّسل 6: 1-7)

 قُوَّتي وتسبِحَتي الربُّ، أدبًا أدّبني الربُّ

وإلى الموتِ لم يُسْلِمني

في تلك الأيّام، لمّا تكاثر التلاميذ، حدث تذمّرٌ من اليونانييّن على العبرانييّن بأنّ أرامِلَهُم كنّ يُهمَلن في الخدمة اليوميّة. فدعا الاثنا عشرَ جُمهورَ التلاميذِ وقالوا: لا يَحسُنُ أن نتركَ نحن كلمة الله ونخدُمَ الموائد، فانتخِبوا أيّها الإخوةُ منكم سبعةَ رجالٍ مشهودٍ لهم بالفضل، ممتلِئِين من الروح القدس والحكمة، فنقيمَهُم على هذه الحاجة، ونواظِبُ نحن على الصلاة وخدمة الكلمة. فحَسُنَ هذا الكلامُ لدى جميعِ الجمهور، فاختارُوا استفانُسَ رجلاً ممتلِئاً من الإيمان والروح القدس، وفيلبّسَ وبروخورسَ ونيكانورَ وتيمنَ وبَرمِناسَ ونيقولاوسَ دخيلاً أنطاكيّاً. ثُمَّ أقاموهم أمام الرُّسُل، فَصَلَّوا ووضَعُوا عليهِمُ الأيدي. وكانت كلمةُ الله تنمو وعددُ التلاميذ يتكاثَرُ في أورشليمَ جدّاً. وكان جمعٌ كثيرٌ من الكهنةِ يُطيعونَ الإيمان.

الإنجيل (مرقس 15: 43-47، 16: 1-8)

في ذلكَ الزمان، جاءَ يوسفُ الذي من الرامة، مُشِيرٌ تقيٌّ، وكان هو أيضاً منتظراً ملكوتَ الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بيلاطسُ أنَّه قد مات هكذا سريعاً، واستدعى قائدَ المِائة وسأله: هل له زمانٌ قد مات؟ ولمّا عرَف من القائد، وَهَبَ الجسدَ ليوسف. فاشترى كتّاناً وأنزلَهُ ولَفَّهُ في الكَتَّان، ووضعَهُ في قبرٍ كان منحوتاً في صخرةٍ، ودحرج حجراً على باب القبر. وكانت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يوسي تنظُران أين وُضِعَ. ولمّا انقَضَى السَّبْتُ، اشترَت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يعقوبَ وسالومةُ حَنوطاً ليأتِينَ ويَدْهَنَّهُ. وبَكَّرْنَ جدّاً في أوّل الأسبوع وأتينَ القبرَ وقد طَلَعَتِ الشَّمس، وكُنَّ يَقُلنَ في ما بينهنّ: من يدحرجُ لنا الحجرَ عن باب القبر؟ فتطلّعن فرأيْنَ الحجرَ قد دُحرج لأنّه كان عظيماً جدّاً. فلمّا دخلن القبر رأين شابّاً جالساً عن اليمينِ لابساً حُلّةً بيضاءَ فانذهَلن. فقال لهنَّ: لا تنذهلنَ. أنتنّ تَطلبنَ يسوعَ النَّاصِرِيَّ المصلوب. قد قام. ليس هو ههُنا. هوذا الموضعُ الذي وضعوه فيه. فاذهبنَ وقُلنَ لتلاميذه ولبطرسَ إنّه يسبِقُكُم إلى الجليل، هناك تَروْنَهُ كما قالَ لكم. فَخَرَجْنَ سريعاً وفَرَرْنَ من القبرِ وقد أخذَتْهُنَّ الرِّعدةُ والدَّهَش. ولم يَقُلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنّهنَّ كُنَّ خائِفَات.

حول الإنجيل

لم تُبالِ حاملات الطيب بالمخاطر الخارجيّة، فأتين إلى قبرِ يسوع لكي يَدهنَّ جسده الميتَ بالطيب. لم يُصغينَ إلى منطقِهنّ بل إلى قلوبِهنّ، التي تملّكتها محبّةُ المسيح. وفي النهاية، ذاك الذي كُنّ يطلبنه كمائتٍ وهنّ باكيات، سجدْن له، إلهاً حيّاً وهنّ فرحات. هكذا أصبحن مُبشِّرات للرسل، وأوّل كارزاتٍ بقيامة المسيح. كانت لديهن المحبّة الغالبة الموت، المحبّة التي لا تسكن إلّا في قلوب المتواضعين.

أمّا بطرس الرسول، من جهة أخرى، سقطَ في هوّة الثقة بالنفس، ووصلَ إلى حدّ إنكار المسيح، وهو التلميذ الذي أحبَّه حُبّاً فائقاً. وعندما قال الرب يسوع لتلاميذه ليلة اعتقاله: ”كلُّكم تشكّون فيَّ في هذه الليلة“، لم يدرك بطرس الرسول كلامَ الربّ النبوي، بل ميّزَ نفسَه عن التلاميذ الآخرينَ، فاعترضَ قائلاً: ”إن شكَّ فيك الجميع فأنا لا أشكُّ أبداً“ (متّى ٢٦: ٣٣). لقد ارتبط شغفه بالمسيح بثقته المطلقة بنفسه. ولكن لما اشتدّت وطأة الصعوبات، وصلَ إلى حدّ أنّه ”أنكر المسيح بقسمٍ إني لم أرى الرجل“ (متى ٢٦: ٧٢). وعندما تبدلت ثقتُه بنفسه بالتواضع، وغرقَت عجرفته بدموع التوبة المرّة، رجعَ إلى تلاميذِ الرب يسوع لكي يُصبح فيما بعد كارزاً جريئاً للإنجيل.

إنّ حاملات الطيب والرسول بطرس يقودوننا إلى طريقِ الحريّة الحقيقية، التي تستندُ إلى فضيلةِ الشجاعة الروحيّة. لقد أحبّوا المسيحَ وتحلَّوا بتواضع عميق. وبحسب القديس يوحنا السلّميّ، المحبة والتواضع هما رباطُ الفضائل، حيث إنّ الواحدة تَرفعُ، والأخرى تضبطُ ما رُفِعَ. فالمحبّةُ الحقيقية تغلبُ الخوفَ، بينما التواضع العميق يُعتقُ من قيود الاعتداد بالذّات. وكلاهما يجعل من الإنسان عاملاً شُجاعاً لمشيئةِ الله.

ما هي صورة الله الّتي يجب أن يعرفها الطّفل

أشهر الأخطاء السلبيّة وتأثيراتها على صورة الله التي تتكوّن لدى الأطفال هي التالية:

الصورة الأولى: ما هو السبب؟

في أنّ الطفل يرى صورة الله الحنون بأنّه قاسٍ يمسك عصًا بيده ويصعب إرضاؤه جدًّا:

١) ترديد كلمة: يسوع سوف ”يزعل“ منك؛

٢) ترديد كلمة: لأنّك عملت كذا، فسوف يعمل الربّ يسوع معك، أيضًا، كذا؛

٣) تعليل سبب مرضه أو فشله (إن كان في الدراسة أو بأيّ عمل آخر)، وكلّ ما يتعرّض له هو نتيجة ما ارتكبه من أخطاء تجاه الله؛

٤) ذكر كلمة ”الربّ أخذه لعنده“ حينما ينتقل شخص يحبّه.

النتيجة:

تبدأ أن تتكوّن هذه الصورة تدريجيًّا لدى الطفل مرورًا بالمراحل الآتية:

١) خوف شديد من الله، ولذلك يصبح الطفل عنيدًا في كلّ ما يتعلّق بالله؛

٢) لامبالاة الطفل الظاهرة، والتي يعبّر عنها بقوله: وهل يوجد الربّ يسوع فعلاً في السماء لكي ”يزعل“ منّا؟!.

الصورة الحقيقيّة والعلاج

١) الله يحبّ كلّ واحد منّا ولو أخطأ. فهو يحبّ خليقته، ولكنّه لا يحب الخطأ ”لأنّ الله غير مجرِّب بالشرور وهو لا يجرّب أحدًا“ (يعقوب ١: ١٣)؛

٢)   الانتقال إلى السماء بالوفاة وليس ”الربّ أخذه“، وإنّما هو انتقال إلى حياة أخرى أجمل من هذه الحياة أعدّها الله لكلّ الذين يحبّونه. ولكن، هناك وقت محدَّد لكلّ واحد منّا لكي يسافر فيه إلى السماء.

الصّورة الثّانية: ما هو السبب؟

في أنّ الطفل يرى صورة الله القريب منّي بعيدًا أو كأنّه موجود وغير موجود:

١) لو كنت تصلّي كما يجب، فالله سوف يحقّق لك حالاً ما تريد، ولكن لا يحدث ما يريد!؛

٢) الله لا يراه أحد أبدًا، فهو في السماء، بعيدًا جدًّا عنّا؛

٣) عندما يطلب الطفل طلبًا ما من الربّ، ثمّ يسألك عن عدم الاستجابة، فتجيبه بأنّ الله يهتمّ بكثير من الناس، ويسرع في تلبية طلباتهم، ولذلك عليك بالانتظار ليأتي دورك!!.

 النتيجة

١) يفقد الطفل هويّته كونه ابن الله، إذ كيف يكون ابنًا لأب لا يشعر بوجوده؟؛

٢) يشعر أنّه دون الآخَرين ويستحوذ عليه صِغَرُ النفس (وبخاصّة كلّما كان سنّه صغيرًا)، ويحسّ أنّ قيمته عند الله ضئيلة، لا بل مهمَلاً؛

٣) يشعر بهوّة عظيمة بينه وبين الله، فهو يعيش على الأرض بينما الله يعيش في السماء فقط.

الصّورة الحقيقيّة والعلاج

١) درّبْ طفلك على أنواع استجابات الصلاة، ولا تقل أنّ طلبه سيتحقّق حالاً، فهناك استجابة بعدم الاستجابة؛

٢) الله في كلّ مكان. أمّا فكرة الله أنّه في السماء فقط، فهذا فكر غير مسيحيّ؛

٣) عرّفْه بمثل الابن الشاطر ليعرف قيمة النفس الواحدة عند الربّ؛

الصّورة الثالثة: ما هو السبب؟

صورة الله الذي يحسّ بنا، يراها الطفل بأنّ الله لا يفرح لفرحه ولا يشعر بما يمرّ به:

١) عدم مبالاة الأهل، أو مدرّس التربية الدينيّة، بأيّ نجاح يمرّ به الطفل ويجعله سعيدًا؛

٢) عدم تذكير الطفل بفرح الربّ بما يفعله.

النتيجة

يتكوّن لدى الطفل صورة عن الله بأنّه لا يهمّه أيّ حدث يمرّ به، ولا يشعر معه.

الصورة الحقيقيّة والعلاج

١) فرحُك بنجاحه يجعله يشعر بفرح السماء له؛

٢) قولُك له بأنّ الربّ يحبّه دائمًا ويفرح به دائمًا لا سيّما عندما يفعل أمورًا حسنة.

الصورة الرابعة: السبب

صورة الله الذي يحبّ بلا شروط يراها الطفل معكوسة أي أنّ الله يحبّ محبّة مشروطة:

قولُك له بأنّ الربّ سيحبّك أكثر لو عملت (هذا العمل الحسن)، فأنت ولد صالح لأنّك… (وهنا أعطِه صفة حسنة).

النتيجة

١) أخطر صورة عن الله لدى الطفل عندما تكون بأنّ الله يحبّه وفقًا لمزاجه (أي لمزاج الله) أو في الوقت الذي يكون فيه الطفل هادئًا مثلاً؛

٢) تتكوّن لدى الطفل فكرة بأنّ الله يحبّ الأولاد المطيعين، مثلاً، الذين يسمعوا كلام والديهم فقط.

الصورة الحقيقيّة والعلاج

١) الله لا يشترط عملاً ما لكي يحبّنا فهو الذي خلقنا، وهو أبونا؛

٢) أعطِه مثل الابن الشاطر، وكيف أنّ الأخ الأصغر لم يكن ولدًا حسنًا لكي يحبّه أبوه، ومع ذلك أحبّه وغفر له.

(إعداد راهبات دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع)

انقر هنا لتحميل الملف