Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*  أبونا القدّيس البار كيرياكوس السائح الشهداء غداليا وغبدلا وقصدا ودادا وقصدي الذين من فارس القدّيسون المئة والخمسون المستشهدون في فلسطين * الشهداء تريفون وطروفيموس ودوريماذون * الشهيدة بيتروني (صخرة) * القدّيس ثايوفانيس الرحيم * القدّيسة البارة مريم الفلسطينية القدّيس البار كبريانوس أوستيوغ.

*        *        *

✤تذكار أبينا البار كيرياكوس السّائح (+ 577)✤

        وُلد القدّيس كيرياكوس في مدينة كورنثوس عام 448 من أب كاهن وأمّ تقيّة. نشأ على محبّة المسيح في كنف ذويه إلى أن بلغ الثّامنة عشرة، غادر بعدها موطنه سرًّا إلى أورشليم لأنّ روحه احتدّت فيه ورغب في الحياة الملائكيّة.

          لمّا بلغ المدينة المُقدَّسة وسجد لعود الصّليب، سمع بالقدّيس أفثيميوس الكبير (377 – 473) فجاء إليه وسأله أن يقبله في عداد تلاميذه. فعرف أفثيميوس، بروحه، ما سيكون عليه كيرياكوس فألبسه الإسكيم الكبير وأرسله إلى القدّيس جيراسيموس الأردنيّ، بالقرب من البحر الميت، لأنّه لم يشأ أن يُعثر الشّيوخ بقبوله فتى في عدادهم.

          بقي كيرياكوس في عهدة القدّيس جيراسيموس تسع سنوات. ولما رقد معلّمه تنقّل بين عدد من الأديرة والكهوف كان أحبّها إلى قلبه كهفُ القدّيس خاريتون في برّيّة تكوا، جنوبي شرقي بيت لحم، الّذي كان عبارة عن فجوة هائلة فيها مغاور بشكل طبقات شديدة البرودة، كثيرة الرّطوبة. هنا بالذّات رقد القدّيس كيرياكوس بعد عمر مديد بلغ المئة سنة وسبعًا.

          كان كيرياكوس قويّ البنية، وقد بقي كذلك إلى سنّ متقدّمة رغم أصوامه وأسهاره القاسية. قال عن نفسه إنّه لم يغضب مرّة واحدة في حياته ولا عرفته الشّمس آكلًا لأنّه كان يتناول وجبته اليتيمة بعد غروب الشّمس.

          أقام في دير القدّيس أفثيميوس عشر سنوات صامتًا. سيم كاهنًا وجُعل خادمًا لكنائس الرّهبان في دير سوقا القريب من الكهف، ثلاثين سنة.

          انصرف في سنّ السّبعين إلى بريّة ناتوفا حيث أمعن في النّسك. يُنقل أنّه لم يكن يتناول هناك سوى نوع من البصل البرّيّ المرّ الّذي رجا الله أن يجعله حلوًا فَمَنَّ عليه بذلك.

          كان كيرياكوس يعشق الخلوة. وكلّما لاحقه النّاس فرّ من أمامهم. وقد بقي يتنقّل حتّى في التّسعينات من عمره. يُقال، في هذا السّياق، إنّه أقام في سوساكيم وحيدًا وهو في التّسعين. وقد أرسل له الله أسدًا دجّنه وجعله حافظًا لحديقته.

          منحه الله موهبة صنع العجائب فكان يشفي المَرضى ويطرد الشّياطين بكلمة الله وإشارة الصّليب.

          تصدّى لتعليم أوريجنوس الفاسد الّذي كان قد تفشّى في صفوف الرّهبان وهو في التّسعينات.

ملاحظة: تُعيّد له الكنيسة اللّاتينيّة والكنيسة المارونيّة في نفس هذا اليوم. ويطلق عليه الموارنة اسم روحانا أي الرّوحانيّ لسموّ منزلته.

 – كتب سيرة القدّيس كيرياكوس أحد رهبان دير القدّيس أفثيميوس الكبير وهو كيرللس البيساني (سكيثوبوليس) الذي عاش في القرن السادس الميلادي.

مواضيع ذات صلة