Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

القدّيس الرَّسول يهوذا أخو الرَّبّ *الشّهيد زوسيما *القدّيس البارّ زينون *القدّيس البارّ باييسيوس الكبير *الشّهيد في الكهنة أسنكريتوس *القدّيس البارّ برلعام تْشنكورسك الرّوسيّ *أبونا الجليل في القدّيسين أيّوب أوّل بطريرك على موسكو *القدّيس البارّ بائيسيوس خيلاندار الآثوسيّ *القدّيس البارّ ديوداتوس أسقف نيفر الفرنسيّ.

*        *        *

تذكار أبينا الجليل في القدّيسين أيّوب أوّل بطريرك على موسكو (+1607م)

أُعلنت قداسته في روسيا سنة 1989م بمناسبة مرور أربعة قرون على تأسيس بطريركية موسكو (1589).

وُلد سنة 1530 لعائلة تقيّة من التجّار في ستاريتزا بقرب تْفير. تلقّى أوّل تعليمه في الدير في تلك المدينة وصار فيه راهباً. كان مثالاً يُحتذى. امتاز، بخاصة، بتقواه وقدرته على سرد العديد من الصلوات والنصوص الكتابية عن ظهر قلب. صار رئيس دير. استُدعي إلى موسكو ليسوس دير سيمونوف ثمّ دير نوفوسباسكي. بهذه الصفة اشترك في مجامع الكنيسة الروسية، خاصة المجمع الذي حدّد وضع الممتلكات الرهبانية (1580). أمضى حياته في الفقر الشديد، يوزّع بوفرة على المحتاجين. لمّا رقد لم يجدوا في قلاّيته إلاّ خمسة عشر روبلاً وثياباً وبعض الإيقونات.

سيم أسقفاً على كولومنا. نُقل بعد خمس سنوات إلى روستوف. في 11 كانون الأول 1587 سُمّي متروبوليتاً على موسكو. منذ العام 1580 إذ كان حاكم البلاد قد أخذ لقب “قيصر” وأضحت روسيا بديلاً عن الأمبراطورية المسيحيّة، نما الإتجاه إلى إعطاء الكنيسة الروسية بطريركاً. فلمّا قدم بطريرك القسطنطينية، إرميا الثاني، إلى موسكو سنة 1588 جرت مباحثات أدّت إلى إعلان القيصر أنّ كنيسة القسطنطينية وافقت على إنشاء بطريركية موسكو. رفع مجمع الكنيسة الروسية إلى القيصر ثلاثة أسماء وقع الاختيار من بينها على القدّيس أيّوب. لمّا جرى تتويجه المحتفى به في 26 كانون الثاني 1589، رفع البطريرك إرميا الإنجيل فوق رأس أيّوب وصلّى ليصير كوكباً للإيمان لا ينطفئ، ثمّ اشتركا معاً في إقامة القدّاس الإلهي.

بعد ذلك بقليل أسّس أيّوب، لمساعدته، أربع متروبوليات: نوفغورود وقازان وروستوف وسراي رودون وعيّن في المدن الكبرى متقدّمين في الكهنة تولّوا أربعين رعيّة. رغم الصعوبات العديدة والنقص في المعلّمين سعى لأن ينظّم التعليم ويصلح الكتب الليتورجية ويطبعها لأوّل مرّة. هذا كان في زمن المجاعة. في سيبيريا وأراضي الشرق الأقصى التي ضُمّت إلى الروسيا، نظّم البطريرك الأديرة وطلب العديدُ من سكّان تلك المناطق المعمودية. أسّس أكثر من عشر أديرة، وفي كل سنة من سنوات أسقفيّته كانت تنشأ كنيسة جديدة في موسكو. وعمل بخاصة على إكرام القدّيسين الروس متابعاً بذلك عمل القدّيس مكاريوس الموسكوفي.  إثر وفاة القيصر فيودور ثبّت القدّيس أيّوب تولّي بوريس غودونوف للعرش (1598)، كما عمل كل ما في وسعه لاستعادة المقاطعات الجنوبية الشرقية إلى الوحدة بعدما كانت قد انفصلت بقيادة ديمتري المزيّف. لكن أحداثاً مؤسفة وقعت وأدّت إلى نفي القدّيس إلى دير ستاريتزا. فلمّا استقرّت الأوضاع رغب إليه القيصر باسيل والأساقفة الروس أن يعود إلى كرسيّه، لكنّه في ذلك الحين كان قد أُصيب بالعمى فأعطى البركة أن يخلفه القدّيس هرموجانيس. رقد في دير ستاريتزا بسلام في 19 حزيران 1607. لمّا كُشفت رفاته لتُنقل إلى موسكو سنة 1652 انبعثت منها رائحة الطيب السماوي وجرت بها، فيما بعد، أشفية جمّة في كاتدرائية الرقاد.

مواضيع ذات صلة