Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

القدّيسات العذارى الشّهيدات أغابي وخيونيا وإيريني ورفقتهنّ مع أغاثون وكاسيا وفيليبا وأوتيخيا الشّهداء فيليكس الأسقف ويناير الكاهن مع فورتوناتوس وسبتيموس الشّهداء ليونيداس والعذارى السّبع الشّهيدة إيريني اليونانيّة الشّهيدة مرتا بنت فوسي الفارسيّة القدّيسة البارّة أناسيما المصريّة المدعوّة “الهبيلة”شهداء ساراكوسا الأسبانيّة الثّمانية عشر مع آخرين أبونا الجليل في القدّيسين ثوريبيوس، أسقف أرتوغا الأسبانيّة الشّهداء الكورنثيّون كاليستوس وخاريسيوس ورفاقهما القدّيس البارّ فروكتوسوس براغا الإسبانيّالقدّيس لامبارت ساراكوسا القدّيس البارّ باترنوس وايلز القدّيس البارّ باترنوس أفرانش الشّهيد الرّحيم فازيوس الغالي الجديد في الشّهداء ميخائيل فورلا الإزميريّالقدّيسة البارّة ثيودورة الرّوسيّة.

*        *        *

✤القدّيسات العذارى الشّهيدات أغابي وخيونيا وإيريني ورفقتهنّ مع أغاثون وكاسيا وفيليبا وأوتيخيا✤

عاشت هؤلاء العذارى أيّام الإمبراطور الرّومانيّ ذيوكليسيانوس (284– 305). وقد كنّ أخوات بالجسد من مدينة تسالونيكية، بنات والدَين من علِّية القَوْم. فلمّا كنّ للمسيح فإنّهنّ غادرن موطنهنّ عندما انطلقت شرارة الاضطهاد للمسيحيّين. وقد أتين إلى جبل بقرب بُحيرة وكنّ بمعيّة كاهن مسنّ اسمه زويلوس.

في ذلك الحين، خلال العام 295 م.، اعترف بالمسيح، معلّم قدّيس اسمه خريسوغونوس تعيِّد له الكنيسة المقدّسة في 22 كانون الأوّل. هذا جرى قطع رأسه بجوار البحيرة حيث كانت الأخوات الثّلاث مُختبئات. وبإعلانٍ كَشَفَ الرَّبّ الإله لزويلوس الكاهن المكان الّذي وُريت فيه رفات القدّيس خريسوغونوس. فخرج الكاهن إلى الموضع وجمع البقايا، بما فيها الجمجمة، ثم عاد بها إلى قلّايته وخبّأها. فلمّا مضى على ذلك ثلاثون يومًا ظهر له خريسوغونوس وقال له: “اعلم يا زويلوس أن الأمبراطور الكافر قد درى بأمر الأخوات الثّلاث وسيسعى إلى الفتك بهنّ في غضون تسعة أيّام. وها أنّ أمة الله أناستاسيا مُقبلة لتشجعهنّ على الشّهادة. فأعددهنّ وإيّاك للحياة العتيدة فإنّك ستنضمّ إلينا بعد أيّام قليلة لتنعم بأحلى ثمار أتعابك”. هذه الرّؤية عينها عاينتها أناستاسيا أيضًا.

على هذا مضت أناستاسيا بسرعة وفرح إلى منسك زويلوس حيث التقت العَذارى الثّلاث. وبعدما سجدت لرُفاتِ خريسوغونوس أخذتهنّ إلى مكان آخر واهتمّت بإعدادهنّ للشّهادة.

وإن هي سوى أيّام حتّى رقد زويلوس الكاهن بسلامٍ وجرى القبض على العذارى.

حاول ذيوكليسيانوس أن يستميل الفتيات الثّلاث إليه بالإطراء ووعدهنّ بأن يزوجهنّ إلى قوم أغنياء وأن يُنعم عليهنّ بهدايا سخيّة إن قدّمْنَ الإكرام للأوثان فأبَيْنَ وقاوَمْنَ.

سُلِّمت إماء الله إلى دولسيتيوس ليستجوبهنّ ويتّخذ في حقّهنّ التّدابير المناسبة. ولمّا كان فاسقًا ولاحظ جمال الأخوات رغب في إفساد إحداهنّ. ثم لمّا حلّ الظّلام سكر وامتلأ شهوة فخرج، وحيدًا، إلى السّجن، إلى حيث كانت الأخوات الثّلاث محتجزات. لكن شاء الرَّبّ الإله أن يدخل دولسيتيوس ذاك القسم المُخصّص من السّجن للأواني المطبخيّة. وهناك خُيِّل إليه أن القِدر الفخّارية الوسخة هي إماء الله عينهنّ. فما إن عانقها حتّى اسودّ وجهه من السُّخام. وإذ شاء أن يعود إلى القصر لم يتبيَّنه أحد أنّه الوالي. حسبه الجميع رجلًا ممسوسًا فضحك بعضهم عليه فيما تعرّض له آخرون بالضّرب. فلمّا بلغ القصر لم يسمح له الحرّاس بالدّخول وعاملوه بفظاظة. فقط لمّا رآه أحد أقربائه عرفه.

وإذ عاد إلى صوابه ألقى باللّائمة، في شأن ما حصل له، على المسيحيّين الّذين قال إنّهم يتعاطون السّحر وقد جعلوا عليه رقية. هذا الظّنّ زاده عنفًا وشراسة فأمر بتعرية العذارى، وفي نيّته أن يخرجهن إلى الشّوارع، على هذا النّحو، انتقامًا لكرامته الجريح. وإذ شرع الجند بتنفيذ الأمر أضحت أثواب الأخوات الدّاخليّة قاسية كالجلد ولمّا يتمكّنوا من تمزيقها أو إزاحتها بحال.

كلّ هذا جعل دولسيتيوس يبدو في عين مولاه غير كفوء للمهمّة فاستبدله بآخر يدعى سيسينيوس. هذا بعد الوعيد والتّهديد حَكم على أغابي وخيونيا بالموت حرقًا، فيما أبقى على إيريني عسى أن يستردّها متى عاينت ما سيحدث لأختيها.

أُلقيت أغابي وخيونيّا في النّار فأسلمتا الرّوح. وقد ورد أنّهما لم تتألّما ولا احترقت شعرة من رأسيهما ولا خيط من ثوبيهما. ثم إنّ أناستاسيا جاءت وأخذت جسديهما ووارتهما الثّرى بإكرام وسألت الرَّبّ الإله أن يحسبها، هي أيضًا، أهلة لإكليل الشّهادة.

أمّا سيسينيوس فأمر إيريني بأن تذبح للأوثان، فلم تشأ فهدّدها بأن يلقيها في أحد بيوت الدّعارة. جوابها كان أنّها تضع رجاءها على الرَّبّ يسوع القادر أن يحفظ رجليها من الفخاخ ونفسها من الدّنس. إذ ذاك أسلمها الوالي للجنود ليستقنها إلى بيت الدّعارة.

في الطّريق شاء الرَّبّ الإله أن ينجّي أمته من هذه التّجربة المُرَّة فأرسل ملائكته القدّيسين بلباس الجنود وأخذوا إيريني إلى قمّة جبل. وقد حاول سيسينيوس وعسكره استعادة الفتاة ففشلوا. سدّ عليهم الرَّبّ الإله الطّريق. أخيرًا سدّد أحد الجنود سهمًا في اتّجاهها فأصابها وانضمّت إلى أختيها. هي أيضًا جاءت القدّيسة أناستاسيا وأخذت رفاتها وضمّختها بالطّيب ووارتها الثّرى بجانب أختيها.

هذا وقد وردت أسماء ثلاثة من رفقة القدّيسات انضممن إليهنّ وهنّ كاسيا وفيليبا وأوتيخيا، بالإضافة إلى شاب يُدعى أغاثون.

مواضيع ذات صلة