Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

* الأخوات الشّهيدات مينوذورة وميتروذورة ونيمفوذورة * القدّيس الرّسول لوقيوس اللّاذقيّ السّوريّ* القدّيس البار تيموثاوس الكاخشتيّ الأنطاكيّ* الشّهيد القدّيس البار باريبساباس وأيقونة بيروت العجائبيّة ليسوع المَصلوب* القدّيسة الملكة بلخاريا * القدّيسان الرّسولان أبلّس واكليمنضوس * القدّيس بطرس المعترف *القدّيسات النّاسكات الثّلاث * القدّيس البار بولس الكييفيّ المُطيع * القدّيس البار يواصاف كوبين الرّوسيّ*الشّهداء الرّوس الجدد غْلِبْ أبوكتين وآخرون * القدّيس الأسقف فاروس شْمَارين.

*        *        *

✤القدّيس الشّهيد باريبساباس وإيقونة بيروت العجائبيّة لِيَسوع المَصلوب✤

كان هذا القدّيس الشّهيد دلماطيًّا، أي من مُقاطعة دلماطية، غربي يوغوسلافيا الحاليّة، وكان ناسِكًا. ويبدو أنّه كان لديه إناء فيه سائل عجائبيّ قيل إنّه من دم الرّبّ يسوع المَسيح.

            إلى هذا السّائل نَسب الأقدمون عَدَدًا ليس بِقَليل من حوادث الشّفاء. أمّا مَصدره وأصله فليس ثابتًا، ففيما ادّعى فريق أنّه دم الرّبّ يسوع المسيح بالذّات جمعه يعقوب، أخو الرّبّ، وحفظه ثمّ تناقلته أيد حريصة من بعده، إلى أن وصل إلى باريبساباس الرّاهب، مال فريق آخر إلى نسبته إلى الدّم الّذي سال من إيقونة بيروت العجائبيّة في القرن الثّامن الميلاديّ. وقد اعتمد القِدّيس نيقوديموس الّذي من الجبل المُقدّس (1749 – 1809)، والذي اهتمّ بالتّحقيق في سِيَر القدّيسين وجَمْعها، أقول اعتمد وجهة النّظر الأخيرة في الموضوع، وهو ما نعتمده نحن أيضًا.

            أمّا قصّة إيقونة بيروت فمَفادها أنّ أسقف المدينة أثناسيوس لما حضر المجمع المَسكونيّ السّابع المُنعَقِد في مدينة نيقية عام 787، وهو المَجمع الّذي أكّد أرثوذكسيّة تكريم الإيقونات، قدّم إلى آباء المجمع، يومذاك، مذكرة ضمّنها خبر إيقونة بيروت، دفاعًا عن الإيقونة عمومًافي اللّاهوت والمُمارَسَة. وقد رحّب آباء المَجمع بمُساهَمة أثناسيوس وأمروا بضمّها إلى أعمال المجمع.

            وقد ذكر الأسقف، فيما ذكر، أنّ أحد المَسيحيّين استأجر دارًا في بيروت مُلاصِقَة لكنيسٍ يهوديّ وعلّق في إحدى غرفها إيقونة للسّيّد مَصلوبًا. ثمّ أخلى المَأجور، بعد مُدّة، وسافر دون أن يأخذ الإيقونة معه. فأسرع اليهود واستأجروا المكان لأنّهم قالوا لا يكون نصرانيّ بقرب مَجمعنا. وإذ اكتشف اليهود الإيقونة في الدّار ازداروا بها وبالمَصلوب عليها وقاموا يَخدِشونَها ويَلطمونها. وإنّ واحدًا منهم شاء، لهوًا، أن يطعن جنب السّيّد في الإيقونة، فقام إلى آلة حادّة أتى بها وغرزها في الجنب. وإذا بدم وماء يخرجان منه بقوّة. “والّذي عاين شهد وشهادته حقّ“. فوجم الحاضرون وأصيبوا بالدّهش والقشعريرة والهَلَع. وسرى الخبر بين اليهود كالنّار في الهشيم. فجاء مخلّع وعميان وادّهنوا بالدّم والماء فشفوا للحال. فقام اليهود إلى أسقف المدينة والإيقونة بين أيديهم وأخبروه بما جرى وطلبوا إليه أن يعلِّمهم الإيمان ويعمّدهم ففعل. أمّا الدّار الّتي كانت فيها الإيقونة فجعلوها كنيسة حملت اسم المخلّص.

            وأما باريبساباس الرّاهب، فلا ندري كيف وصل إليه إناء الدّم والماء. ولكن، يبدو أنّ بعض النّاس برئوا من أمراض اعترتهم بعدما قام باريبساباس بدهنهم. وقد عرف بأمره بعض اللّصوص فشاؤوا سرقة الإناء للمُتاجَرَة به، فاقتحموا منسك باريبساباس وأشبعوه لَكْمًا إلى أن قضوا عليه، فحسبته الكنيسة شَهيدًا. أمّا الإناء فلم يقع له اللّصوص على أثر.

ملاحظة:

تجدر الإشارة إلى أنّ الكنيسة المارونية تُعيّد لمعجزة إيقونة بيروت دون القدّيس باريبساباس في الحادي عشر من شهر نيسان.

مواضيع ذات صلة